في الربع الثاني من عام 2023، شهد سوق الذهب تحديات متعددة أدت إلى تراجع الطلب على المعدن الأصفر بنسبة 2% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ووفقًا لـ مجلس الذهب العالمي، بلغ إجمالي الطلب 921 طنًا، متأثرًا بانخفاض مشتريات البنوك المركزية وتباطؤ استهلاك قطاع التكنولوجيا.
وكانت البنوك المركزية أحد أبرز المؤثرين على حركة الطلب على الذهب، حيث انخفض طلبها إلى 103 أطنان في الربع الثاني، بانخفاض قدره 39% عن نفس الفترة من عام 2022، ويرجع ذلك جزئيًا إلى صافي المبيعات في تركيا، التي باعت 48 طنًا من احتياطاتها من الذهب، ومع ذلك، فإن مجموع مشتريات البنوك المركزية في النصف الأول من عام 2023 بلغ 387 طنًا، مما يشير إلى استمرار اهتمامها بالذهب كأداة للحفاظ على قوة احتياطاتها.
وشهد قطاع التكنولوجيا أيضًا تراجعًا في استخدام الذهب كمادة خام لصناعة المنتجات الإلكترونية، وانخفض طلب هذا القطاع إلى 66 طنًا في الربع الثاني، بانخفاض قدره 9% عن نفس الفترة من عام 2022، ويرجع ذلك إلى تأثير جائحة كورونا على سلاسل التوريد والإنتاج والطلب، ومن المتوقع أن يستمر هذا التأثير في بقية عام 2023، مما يحد من نمو هذا القطاع.
ازدهار استثمارات ومجوهرات الذهب رغم ارتفاع أسعاره
ورغم تحديات سوق الذهب في الربع الثاني من عام 2023، فإن هناك بعض المجالات التي شهدت نموًا وزيادة في الطلب، ومن بين هذه المجالات استثمارات ومجوهرات الذهب، التي استفادت من تحسن الظروف الاقتصادية والاجتماعية في بعض الأسواق الرئيسية.
وزاد الطلب على السبائك والعملات المصنوعة من الذهب بنسبة 6% في الربع الثاني، ليصل إلى 277 طنًا. وكانت الولايات المتحدة وتركيا من أبرز المساهمين في هذا النمو، حيث ارتفع طلبهما بنسبة 30% و40% على التوالي، ويرجع ذلك إلى تحسن ثقة المستهلكين والمستثمرين في هذه البلدان، والبحث عن أدوات للحماية من التضخم والتقلبات السوقية.
وشهد قطاع المجوهرات أيضًا ازدهارًا في الطلب على المنتجات المصنوعة من الذهب، حيث ارتفع بنسبة 3% في الربع الثاني، ليصل إلى 390 طنًا، وكانت الصين وتركيا من أبرز المساهمين في هذا النمو، حيث ارتفع طلبهما بنسبة 11% و88% على التوالي، ويرجع ذلك إلى تحسن الظروف الصحية والاقتصادية في هذه البلدان، وزيادة الإقبال على شراء المجوهرات كهدايا أو تعبير عن الذوق.
ارتفاع المعروض من الذهب بفضل إنتاج المناجم
وفيما يتعلق بالمعروض من الذهب، فقد سجل ارتفاعًا بنسبة 7% في الربع الثاني من عام 2023، ليصل إلى 1255 طنًا، وكان إنتاج المناجم هو أكبر مصدر للذهب في هذه الفترة، حيث بلغ 882 طنًا، بزيادة قدرها 4% عن نفس الفترة من عام 2022، ويرجع ذلك إلى استئناف الأنشطة التعدينية في بعض المناطق التي تأثرت بجائحة كورونا، مثل أفريقيا وأستراليا.
وشهد قطاع التدوير أيضًا زيادة في إمداداته من الذهب، حيث بلغ 373 طنًا في الربع الثاني، بزيادة قدرها 18% عن نفس الفترة من عام 2022، ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب في هذه الفترة، مما شجع بعض أصحاب المجوهرات على بيع أو تحويل منتجاتهم من الذهب.
Discussion about this post