كتبت دينا السعيد
صدر حديثاً كتاب “محطات وذكريات ” مذكرات للكاتب ناجح الراوي عن دار قناديل للنشر والتوزيع .
مقتطفات من الكتاب :
كان الدكتور “صفاء خلوصي” لطيف المعشر.. وكان يروي لنا أنه درس أحد عشر عاما في جامعة لندن، ويقدم لنا بعض نصائحه كشباب عراقيين سنسافر إلى إنجلترا فيقول “ولِدي أنكم في إنجلترا ستصادفون كثير من البنات لا تتركوا دروسكم وتتبعوهن، ولكن ما يأتي في طريقكم لا تفوتوه بل استغلوه”.
أثناء دراستي في إنجلترا وسكني مع عائلة إنجليزية، اقتنيت راديو؛ لمتابعة الأخبار والاستماع إلى الأغاني والموسيقى العربية. ذات يوم كنت أستمع صاغيا لأغنية لفريد الأطرش، فجاءت السيدة صاحبة المنزل إلى غرفتي وسألتني: لماذا البكاء في الراديو؟ فأخبرتها انها أغنية حب عاطفية. فتعجبت!
في الأيام الأولى لثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ كُلفت أن أكون رقيبا عسكريا على لواء الحلة، أُراقب المكالمات الهاتفية والبرقيات والرسائل وأُنسق مع مدير أمن الحلة… وذات وين استمعت إلى مكالمة هاتفية من رئيس البلدية حول ضرورة إخراج الرشاش، واهتمت الأجهزة الأمنية بمراقبة الموضوع، وإذا به رشاش الماء لتنظيف الشوارع.
كان ناظم گزار الذي أصبح مديرا للأمن العام راسبا في كلية الطب وقُبل في “معهد الهندسة الصناعية العالي” عام ١٩٦٧، وفي عام ١٩٦٨ لاحظت أن درجة ناظم في درس الفيزياء، قد عُدلت من ٣٥٪ إلى ٥٠٪ طلبت مدرس المادة إبراهيم غزالة، وسألته: كيف حدث ذلك؟ فقال: “دكتور أنا رسبتوا سنة ١٩٦٣ في الكلية الطبية وقفوني ستة أشهر، أنا ما مستعد أتوقف بعد”. فاضطررنا إلى زيادة درجات كل طلبة الصف في درس الفيزياء بالدرجة نفسها.
في عام ١٩٨٩ كنت أحد أعضاء الوفد العراقي الذي ترأسه طه ياسين رمضان لحضور اجتماع اللجنة العراقية – المصرية في القاهرة، وعند نهاية الاجتماعات وقبل العودة أُبلغنا أن الفطور سيكون مع الرئيس حسني مبارك.
كانت مائدة الفطور على الطريقة المصرية.. فول، جبن… الخ. فقال لهم حسني مبارك: هذا لا يليق بالوفد العراقي الذي يأكل تكة وكباب بعد الإفطار الأول من الجبن والبيض والحليب، متذكرا أيام قضاها مع الضباط العراقيين في الحبانية، كان نبيل التكريتي -سفير العراق في القاهرة- من بين الحضور، فهون عليه وقال: أنه فطور جيد ومناسب.
كتاب” محطات وذكريات” ، مذكرات الأستاذ الدكتور ناجح الراوي الذي شغل الراوي مناصب عدة، منها: وزير الصناعة في عهد الرئيس أحمد حسن البكر، نقيب المعلمين، نقيب المهندسين، وكيل وزير الإسكان والأشغال، وكيل وزير البلديات، رئيس مجلس البحث العلمي، ورئيس المجمع العلمي العراقي.
Discussion about this post