أوشكت فرز الأصوات في الجولة الحاسمة لانتخابات الرئاسة بين الرئيس رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو، على الانتهاء، بعد فرز 96٪، حيث سجل أردوغان تقدما على منافسه، وهو التقدم الذي اعترفت به مصادر المعارضة التركية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر مجموعة من الشباب المؤيدين لحزب العدالة والتنمية يحتفلون مسبقا بفور الرئيس رجب طيب أردوغان قبل صدور النتائج الرسمية.
وبدأت في تركيا مساء الأحد عملية فرز الأصوات في الجولة الحاسمة لانتخابات الرئاسة بين الرئيس رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو.
وذكرت وكالة «الأناضول» الرسمية، قبل قليل، أن أردوغان أردوغان يحصل على 52.72 في المئة وكيليجدار أوغلو على 47.28 في المئة، بعد فرز 91.76 في المئة من الأصوات، بينما ذكرت وكالة «أنكا» المقربة من المعارضة، أن أردوغان حصل على 50.6 في المئة وكيليجدار أوغلو على 49.4 في المئة، بعد فرز 87.8 في المئة من الأصوات.
بدأت عملية فرز الأصوات في جولة الإعادة بالانتخابات التركية، وذلك بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الجولة الثانية.
ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تمديد حكمه إلى عقد ثالث من خلال جولة إعادة الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم الأحد، في ظل زخم يبدو أنه يسير لصالحه، بعد أن انتهت الجولة الأولى بتقدمه على منافسه كمال كليجدار أوغلو.
ويعزز فرص أردوغان في الفوز الأغلبية البرلمانية التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية وحلفاؤه في انتخابات 14 مايو. كما حصل أردوغان على دعم آخر يوم الاثنين بعد إعلان السياسي القومي سنان أوغان، الذي حل ثالثا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، تأييد الرئيس التركي في جولة الإعادة.
ولن تحدد انتخابات اليوم فقط من سيقود البلاد بل وطريقة حكمها، وإلى أين يتجه اقتصادها ومسار سياساتها الخارجية.
أما كليجدار أوغلو، الذي حصل هو الآخر على دعم جديد من زعيم يميني متشدد، فمدعوم من تحالف من ستة أحزاب معارضة منها حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه.
ودافع أردوغان، الزعيم الأطول بقاء في السلطة في تركيا الحديثة، عن الاعتبارات الدينية وأسعار الفائدة المنخفضة مع تأكيد النفوذ التركي في المنطقة وتقليص صلات البلد العضو في حلف شمال الأطلسي مع الغرب.
وتجري الانتخابات التركية عد ثلاثة أشهر من وقوع زلازل مدمرة في جنوب شرق تركيا، أودت بحياة أكثر من 50 ألفا.
أردوغان هو أقوى زعيم للبلاد منذ أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة قبل قرن من الزمان. وأبعد أردوغان وحزبه العدالة والتنمية البلاد عن نهج أتاتورك العلماني.
كما ركَّز أردوغان الصلاحيات في رئاسة تنفيذية مقرها قصر يضم ألف غرفة على مشارف أنقرة، وترسم من خلاله السياسات فيما يخص الشؤون الاقتصادية والأمنية والمحلية والدولية.
في الاقتصاد، يقول خبراء إن دعوات أردوغان لخفض أسعار الفائدة قبل الانتخابات أدت إلى ارتفاع التضخم لأعلى مستوى في 24 عاما عند 85 في المئة العام الماضي، كما أدت لهبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدار العقد الماضي.
تحت حكم أردوغان، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه، فقد شنت أربع عمليات توغل في سوريا وحملة على مسلحين أكراد داخل العراق وأرسلت دعما عسكريا إلى ليبيا وأذربيجان.
وخاضت تركيا أيضا سلسلة من المواجهات الدبلوماسية، حتى غيرت مواقفها قبل عامين وسعت إلى التقارب مع بعض الدول.
وأدى شراء أردوغان لأنظمة دفاع جوي روسية إلى فرض عقوبات أميركية على أنقرة استهدفت صناعة الأسلحة، في حين أثار قربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيكا من منتقدين بخصوص التزام أنقرة إزاء حلف شمال الأطلسي. كما أثارت اعتراضات أنقرة على طلبي السويد وفنلندا الانضمام للحلف العسكري توترات.
ومع ذلك، توسطت تركيا في اتفاق سمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مما يشير إلى دور ربما يلعبه أردوغان ضمن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ولم يتضح إلى الآن ما إذا كان هناك خليفة محتمل له القدرة على أن يحظى بنفس المكانة التي اكتسبها أردوغان على الساحة الدولية، وهي نقطة أثارها في حملته بالانتخابات.
ما هي وعود المعارضة قبل الانتخابات التركية؟
تحالف حزبا المعارضة الرئيسيان، حزب الشعب الجمهوري العلماني والحزب الصالح القومي المنتمي ليمين الوسط، مع أربعة أحزاب أصغر على أساس برنامج من شأنه إلغاء الكثير من السياسات التي اتسم بها حكم أردوغان.
فقد تعهدت هذه الأحزاب بإعادة استقلال البنك المركزي والتخلص من سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية. كما أن المعارضة تعتزم إلغاء رئاسته التنفيذية والعودة للنظام البرلماني السابق، فضلا عن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
كما تهدف الأحزاب إلى تحسين العلاقات مع الحلفاء الغربيين بما في ذلك الولايات المتحدة، وإعادة تركيا إلى برنامج طائرات “إف-35” المقاتلة الذي استُبعدت منه بعد شراء الدفاعات الصاروخية الروسية.
ويعتقد محللون أن السياسات التي تعهدت بها المعارضة قد تحفز الاستثمار الأجنبي.
وسعيا وراء الدعم من الناخبين القوميين في جولة الإعادة، زاد كليجدار أوغلو من حدة نبرته المناهضة للمهاجرين في الأسبوعين الماضيين وتعهد بإعادة المهاجرين إلى بلادهم.
Discussion about this post