أثار منذ فترة الحديث عن التطعيمات السابقة التي حصل عليها الإنسان في حياته على مدار سنوات، أملاً في أن ينتج عنها مناعة في الجسم ضد الفيروسات الأخرى وكان أهمها تطعيم الدرن الذي تم عمل دراسات في عدد من الدول عليه، وخروج نتائج أولية بأهميته في مكافحة فيروس كورونا خاصة في كل من مصر والهند، لأن تطعيم الدرن “السل” إجباري في الدولتان، ولكن انقطع الحديث عن هذه الدراسات مع تفشي الفيروس ومحاولة إيجاد لقاح وعلاج أساسي له، في حين ظهر الحديث حاليًا عن إمكانية أن يكون فاكسين الأنفلونزا للأفراد الذين حصلوا عليه لسنوات تسبب في عمل مناعة جزئية لهم ضد فيروس كورونا، وتبرير ظهور أعراض طفيفة عند حوالي 80% من المصابين بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
قال الدكتور جمال شعبان، أستاذ أمراض القلب، ومدير المعهد القومي للقلب سابقًا، إن هناك أخبار سارة حول دراسة مبشرة عن كوڤيد ١٩ توضح لماذا أغلب مرضى الكوفيد١٩ ( أكثر من ٨٠٪) لديهم أعراض خفيفة أو بدون أعراض، حيث يجيب على هذا السؤال دراسة مثيرة للاهتمام نشرت في مجلة Cell وتحمل في طياتها بشائر خير هذه الدراسة تربط وجود مناعة مسبقة تلعب دور البطولة فيها الخلايا التائية الذاكرة Memory T cells، وهي المسؤولة عن حفظ الذاكرة المناعية النوعية والتي تعقب الاستجابة المناعية الأولى.
وأضاف الدكتور جمال شعبان أنه في الحقيقة يوجد ٤ فيروسات من عائلة كورونا تسبب مرضا يصيب الجهاز التنفسي العلوي وأعراضه مثل الزكام وهي شائعة جدًا، وتقريبا ٦٠-٩٠ ٪ من الناس أصيبوا بها هذه الڤيروسات HCov-229E ، HCov-NL63 ، HCov-OC43 ، HCov-HK
في هذه الدراسة، ووجدوا لو أنك تعرضت لأحد هذه الفيروسات من شأنه أن تنشأ عندك ذاكرة مناعية ضد مرض الكوفيد ١٩ والسبب أنهم يتشاركون في شطر بروتيني مشابه.
وأشار أستاذ أمراض القلب إلى أن هذا معناه أنه إذا كان لديك مناعة قوية وذاكرة مناعية مسبقة لأحد هذه الفيروسات وتعرضت للعدوي بالكوفيد١٩ في الغالب لن تصاب بأعراض وإذا كانت مناعتك ضعيفة، ولديك ذاكرة مناعية مسبقة وأصبت بالعدوى فغالبا ستكون أعراضك خفيفة وهذا يفسر لماذا ينتهي المطاف ببعض الأشخاص في العناية المركزة سواء كان كبيرا بالسن أو شابا، أنه ضعف المناعة مع عدم وجود ذاكرة مناعية مسبقة.
ولفت إلى أن الجميل في هذه الدراسة لو صحت فعلاً هو أننا لا نحتاج إلى ٧٠ ٪ ليصاب الناس لنصل إلى المناعة المجتمعية (القطيع)، بل نحتاج فقط ٣٠٪ لأنه لدينا من ٦٠-٩٠٪ مناعة بسبب فيروسات الكورونا الأخرى، وفي ضوء هذه الدراسة يمكننا أن نعرف مدى قوة هذه الخلايا التائية الذاكرة في تاثيرها على المناعة، وأن الأمر لا يقتصر على الأجسام المضادة فقط، قائلا “الناس اللي متعودين ياخدوا فاكسين الإنفلونزا سنويا عندهم مناعة جزئية مش كلية”.
علاء عوض: فاكسين الأنفلونزا لا يعطي مناعة ضد فيروس كورونا
قال الدكتور علاء عوض، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس، أن فاكسين الأنفلونزا لا يعطي أي مناعة ضد فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، موضحًا أنه كلام غير دقيق ولا يوجد ما تم إثباته، ولكن ما نشر أن فيروس كورونا يمكن أن يسبب أعراض طفيفة لبعض المرضى الذين تلقوا برامج تطعيمات سابقة في حياتهم كان له علاقة مباشرة بفاكسين الدرن ولكن حتى لم يتم إثباته بشكل قاطع.
وأضاف الدكتور علاء عوض في حديثه، أن فاكسين الأنفلونزا نفسه يمكن ألا يكون كافي لكل سلالات الأنفلونزا فلا يمكن أن يكون مناسبًا لفيروس آخر، موضحًا أنه من الممكن أن يصاب أحد بفيروس الأنفلونزا ويحصل على الفاكسين ويصاب بدور أخر بسلالة أخرى من الأنفلونزا ولكن يكون لديه مناعة جزئية ضد سلالات الأنفلونزا بشكل عام لأن هناك علاقة جينية بين هذه السلالات، ولكن الكورونا والأنفلونزا لا يوجد بينهما هذه العلاقة.
عز العرب: فاكسين الأنفلونزا لا يعطي مناعة ضد كورونا رغم تعارض الدراسات
ومن جانبه، قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن فاكسين الأنفلونزا لا يعطي مناعة ضد فيروس الكورونا المستجد ولكن هناك دراسة في البرازيل نشرت منذ عدة أيام علي ٩٢ ألف مريض، وجدوا أن نسبة خطورة وشدة الكورونا قلت مع الذين سبق تطعيمهم ضد الأنفلونزا.
وأضاف الدكتور محمد عز العرب في حديثه ، أنه وفقًا لـ CDC مركز الترصد والوقاية الأمريكي في ٢ يوليو الجاري، أن تطعيم الأنفلونزا لا يعطي وقاية ضد فيروس الكورونا المستجد كوفيد 19، لافتًا إلى أن هذا المركز CDC هو أهم مركز لدراسة الأوبئة في العالم، وكان هناك دراسة (افتراضية) من طنطا في أبريل الماضي، أن تطعيم الأنفلونزا قد يعطي مناعة ضد الكورونا المستجد، ولكن ذلك تم نفيه من CDC في ٢ يوليو.
وأشار سكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إلى أنه لا يوجد من منظمة الصحة العالمية ما يشير أن تطعيم الانفلونزا يعطي مناعة ضد فيروس الكورونا المستجد، ولكن معظم التوصيات الدولية تنبه إلى أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا قبل حلول الشتاء لتجنب المزيد من المضاعفات للمرضى، لو تصادف إصابتهم بالفيروسين معا أي الإصابة بالأنفلونزا والكورونا.
وكانت وزارة الصحة والسكان أعلنت أنه طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في ٢٧ مايو ٢٠٢٠، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشرًا لتعافي المريض من فيروس كورونا.
كما ذكرت الوزارة أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الإثنين، هو 83001 حالة من ضمنهم 24975 حالة تم شفاؤها، و3935 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس “كورونا المستجد”، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما قاما الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، منها الخط الساخن “105”، و”15335″ ورقم الواتساب “01553105105”، بالإضافة إلى تطبيق “صحة مصر” المتاح على الهواتف.
Discussion about this post