للحزن وجوه عدة أعظمها الحزن الذي ينتصر على اليأس لصالح الإنسانية، فلم يلبث أن يستفيق محمد من لحظات قاسية في وداع والدته التي هزم كورونا جسدها النحيل، حتى التحق بمعركة جديدة لمريض حالته خطرة في مواجهة مع نفس العدو للمرة الثانية بنفس الأمل الأول لينتصر للحياة على الموت في تلك المرة، سكن الجرح الغائر في قلبه على فراق أمه وجدد العزم على ألا يترك مصابا حتى يشفى.
مكالمة هاتفية من مستشفى العزل بأسوان في ظهر يوم الثاني والعشرين من يونيو الماضي أخبرت محمد بوفاة والدته بعد 9 أيام قضتهم في مستشفى الصداقة للعزل بأسوان، غيرت مسار يومه الذي وضع جدول مهامه باكرًا، انتقل على الفور إلى حيث لفظت أمه أنفاسها الأخيرة بعد أن تحصن بملابسه الواقية جيدا لإنهاء تصريح الدفن واستلام الجثمان، وفي غضون ساعات قليلة وصل الابن الثلاثيني بصحبة شقيقه وقليل من عائلته إلى مقابر الأسرة بإدفو، أبى الابن محمد عرجون، أن يترك مهمة الدفن لشخص غريب، فحملها بين يديه إلى مثواها الأخير.
Discussion about this post