ربما تمر علي محافظة أسوان وتجد لافتة مكتوب عليها “قرية السماحة ترحب بكم”، بالطبع لم يخطر ببالك أن هذه القرية محرمة علي الرجال وأن سكانها من النساء فقط، فهذة القرية تبعد عن مدينة أسوان بنحو 120 كيلومترا بوادي الصعايدة التابع لمركز إدفو.
وهي قرية خصصتها الحكومة المصرية للنساء والسيدات الأرامل والمطلقات، حيث تتبع مدينة ادفو، وتضم مناطق زراعية قامت الحكومة بتخصيصها لتلك النسوة كي يقمن بزراعتها وتربية الدواجن والماشية فيها ومن ثم توفير مصدر رزق لهن.
كلمات قليلة حملتها اللافتة لكنها تحمل معنى معاكسا لها وهو “عدم السماح بدخول الرجال”، وعلى عكس الصورة الطبيعية في مجتمعات متكاملة، إذ لا يسكن هذه القرية سوى النساء المطلقات والأرامل وأطفالهن، بل تخرج منها السيدات اللاتي يقررن الزواج مرة أخرى حيث ممنوع على المتزوجات الإقامة بها.
قرية للنساء فقط :
يرجع أصل قرية السماحة إلى عام 1998 ضمن 6 قرى بمشروع وادي الصعايدة، الذي أقامته وزارة الزراعة لتنفيذ مشروع التنمية المستدامة لتحويل وادي الصعايدة إلى مناطق ريفية جاذبة متكاملة الخدمات من خلال تبني فكرة الزراعة الأورغانك، والتصنيع الزراعي، وتصدير المنتجات لتنمية قرى الصعيد وزيادة المشروعات المنتجة هناك، وخلال هذا المشروع تم تخصيص قرية السماحة للمطلقات والأرامل المعيلات وأطفالهن ومنحهن مساحات من الأراضي لاستغلالها وبعض الإعانات لبدء حياة جديدة من خلال قدرتهن على إعالة أنفسهن مثل منحهن بعض الماشية وغيرها من المعونات التي تمكنهن من بدء مشروعاتهن الصغيرة.
وبحسب المهندس حمدي الكاشف، المراقب العام لمشروعات الاستصلاح الزراعي بمصر العليا، “فإن قرية السماحة تستوعب أكثر من 300 أسرة من أسر النساء المطلقات والأرامل المعيلات وأولادهن واللاتي، وتمنح الدولة كل أسرة قطعة أرض مساحتها 6 أفدنة ملحقة بمنزل، كما يمنح المشروع نساء القرية العديد من المساعدات مثل الأثاث والمفروشات المنزلية الأساسية، وأدوات الزراعة من جرارات وغيرها من الماكينات الأساسية لحرث الأرض وزراعتها بالإضافة إلى قروض صغيرة وقروض أخرى تسمى قروض الإنتاج الحيواني وهي تشمل 5 أغنام وكبش”.
ويؤكد الكاشف “أن المشاكل والاحتياجات التي يعانيها أهل القرية هي مشكلات تخص الهيئات الأخرى، مثل مشكلة الرعاية الصحية والمياه، وحاولنا مرارا حل المشكلات من خلال اجتماعات مستمرة مع المجلس المحلي، وغيره من الهيئات المسؤولة في محاولة إيجاد حلول على قدر استطاعتنا ولكن تظل حل المشكلات مرهونة بالإمكانيات المتاحة”.
Discussion about this post