قال الدكتور عادل العدوي، وزير الصحة الأسبق، إنه خلال الأسابيع الأخيرة ونتيجة لبعض استبيانات بالعيادات التخصصية مثل عيادات أمراض الصدر وأقسام الطوارئ في المستشفيات تلاحظ أن انحسار الأعداد التي تطلب خدمة داخل المستشفيات؛ لأن طبيعة الإصابة بكورونا في البداية كان هناك شيء من الحرص بين المواطنين وأي حالة إيجابية يتم عزلها في مستشفيات العزل وكان يمثل ذلك ضغط على النظام الصحي لأن هناك مرضى تم عزلهم وكانوا لا يعانوا من أعراض في بداية المرض.
وأضاف العدوي، خلال مداخلة عبر سكايب، مع الإعلامية ياسمين سعيد، في برنامج “الجمعة في مصر”، المعروض على فضائية Mbc masr، أنه حتى يتم الإعلان عن وجود عقار معين لوباء أو فيروس يجب أن يمر بعدة مراحل، ويجب أن يتم اختبار العلاج على الفيروس من خلال إعطائه اللقاح ووضعه في بيئة مناسبة لكي يحيا، ومن ثم إعادة اختباره بعد فترة لا تقل عن عام حتى نتأكد من أن اللقاح مؤثر أم لا وهل له آثار جانبية أم لا، وحتى يتم إيجاد اللقاح سيكون الفيروس انتهى، إلا إذا حدث للفيروس خلال هذه الفترة تطورات جينية”.
لفت إلى أن عدد الإصابات في مصر الآن يقرب من حوالي 61 ألف حالة وعدد الوفيات 2533 وفي العالم كله وصلنا حوالي 10 مليون إصابة والوفيات نصف مليون، مشيراً إلى أن الملاحظ أن حدة الأعراض تراجعت بشكل كبير وأصبح المريض تمكث معه الأعراض لأيام بسيطة ويتم إعطاؤه بعض العقاقير الدوائية البسيطة ثم يحدث تحسن مباشر في خلال أيام وهو ما حدث معنا خلال الشهر الحالي.
وتابع أن الوضع في البداية كان مختلف وحدة الأعراض كانت أشد وأخطر وكثيرًا من المرضى يحتاجون أسرة في العناية المركزة، وأن النظام الوقائي يعمل جنبا إلى جنب مع النظام العلاجي، فالنظام الوقائي يكمن في عمل ترصد دقيق للمرض وتقصي وبائي لكن المطلوب في الوقت الحالي هو الكشف بدقة إذا كان هناك تحور أو تغير في طبيعة انتشار المرض والقطاع الوقائي في مصر قادر على كشف هذه المرحلة.
وأضاف إن العالم كله وليس مصر فقط فؤجي مع مطلع هذا العام بجائحة اجتاحت العالم بأثره، لافتاً إلى أن هناك أحداث وبائية حدثت على مر التاريخ ولكن هذه المرة يتمثل الانتشار الفيروسي في صفات عديدة جدا واستطاع العلم أن يكشف بعض هذه الصفات ولكن ما زالت العديد من الصفات الجينية الخاصة بالفيروس في إطار البحث والتنقيب حتي يتم التعامل معه بدقة
.أشار وزير الصحة الأسبق إلى أن السمة الأساسية لهذا الوباء المنتشر في العالم هو سرعة الانتشار وطرق الانتقال التقليدية التي تم التوصل إليها عن طريق الرزاز، العطس، الكحة، الأماكن المزدحمة، وملامسة الأسطح التي يستطيع الفيروس أن يبقي عليها فترة، وحتى الآن لم يتم تحديد الوسائل النهائية لانتقاله لكن سرعة انتشار الفيروس هي التي كانت تستدعي انتباه العالم بأسره وأيضاً القائمين على النظم الصحية لتحديد الإطار الوقائي التي يتم التعامل معه وبائيا.
قال إن الوضع في مصر نحن لسنا بمعزل عن العالم وبدأ في بعض البلدان الصين وانتقل إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأيضا ظهر في مصر في النصف الأول من شهر فبراير من العام الجاري وكان هذا اختبار دقيق للنظام الوقائي في مصر الذي تمرس في السنوات الماضية على سرعة الترصد والتقصي الوبائي نتيجة أن مصر مرت على مدار العقود الماضية بسلسلة من الوبائيات مثل إنفلونزا الطيور والخنازير.
أضاف أنه حتى الآن لم يتم تحديد الوسائل النهائية والمؤكدة لانتقال وانتشار الفيروس، متابعا: سرعة انتشار الفيروس هى التي كانت تشغل تفكير القائمين على المنظومة الصحية، من أجل تحديد الإطار الوقائي للتعامل مع الفيروس، مشيرا إلى أن فيروس كورونا كان اختبارا للنظام الوقائي في مصر، حيث واجهت مصر على مر العصور المختلفة العديد من الأوبئة وتم التعامل معها.
وأشار إلى أن اعداد الإصابة في مصر لا تزال في الإطار المعقول والمقبول، موضحا إن الإجراءات التى إتخذتها الدولة في بداية الجائحة كانت صارمة وعنيفة، في حين بعض الدول العالمية التي لم تقم بمثل هذه الإجراءات، مؤكدا أن الإجراءات المتخذة من قبل مصر كانت سببا في إحتواء المرض.
Discussion about this post