أعلن اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة نجاح فريق من المرممين المتميزين بمعمل الآثار العضوية بمركز الترميم بالمتحف وهم ( منة الله محمد، محمد عياد، صفوت السيد، محمد يسرى) بترميم الصدرية الجلدية الخاصة بالملك توت عنخ آمون، والتي لم يشملها الترميم منذ اكتشافها، وهي من القطع الأثرية النادرة، التي لم يتم عرضها من قبل لسوء حالتها، حيث كانت مخزنة بمخازن المتحف المصري بالتحرير.
وأكد مفتاح – في تصريح اليوم الجمعة – أن هذا الإنجاز يأتي في إطار سياسة المتحف لتخطي كافة التحديات والصعوبات الهندسية والأثرية ، والتي من بينها أعمال الترميم والتأهيل للقطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون وتجهيزها للعرض كاملة لأول مرة في قاعة واحدة على مساحة 75000 متر مربع.
ووصف الصدرية الحربية لتوت عنخ آمون بأنها قطعة أثرية فريدة نادرة، تظهر للنور لأول مرة بأيد مصرية خالصة، وهو إنجاز آخر يضاف إلى مجموعة إنجازات المتحف المصري الكبير، ليقدر العالم مدى مهارة وتفاني المصريين في حماية وحفظ تراثهم الحضاري والثقافي.
من جانبه، أوضح الدكتور الطيب عباس مدير عام الشئون الأثرية أن هذا النوع من الصدريات الحربية نادر الاستخدام في الحضارة المصرية القديمة، وكان يتم تصنيعها من الجلد المثبت على أرضية من الكتان، وبتقنية تجعلها متداخلة مع بعضها البعض؛ لتوفر الحماية لمنطقة صدر المحارب، مضيفا أن تميز هذه الصدريات يأتي لكونها كانت من قبل مقتصرة على الصدريات المصنوعة من الوحدات المعدنية.
وأشار الدكتور حسين كمال مدير عام شئون الترميم بالمتحف إلى أن الصدرية كانت تعاني من تلف شديد منذ اكتشاف المقبرة عام 1922، وكانت معظم الوحدات الجلدية منفصلة عن الأرضية الكتانية، بالإضافة إلى هشاشة وضعف الجلد وفَقْد جزء منه.
وتابع قائلا إنه نظرا لصعوبة ترميمها آنذاك فقد اكتفى المرمم الإنجليزي الفريد لوكس – الذي كان مصاحبًا لمكتشف المقبرة هاورد كارتر – باستخدام شمع البرافين لتثبيت حالتها، وظلت مخزنة فترات طويلة، حتى تم نقلها إلى المتحف المصري الكبير.
ولفت إلى أن خطة ترميم القطعة استغرقت حوالي شهرين، ليتسنى دراسة أنماط وأشكال الوحدات الجلدية وتصنيفها، ومعرفة أماكن تثبيتها، باستخدام أساليب التحليل والفحص الحديثة، بالإضافة إلى استغراق شهرين في أعمال الترميم وإعداد وسيلة التثبيت المناسبة.
Discussion about this post