قال المهندس حسين جلال، رئيس الهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان، إن كمية المياه الواردة حتى الآن في الحدود الآمنة ويتم تخزينها في بحيرة ناصر، لافتا إلى أن حالة السد العالي مستقرة ويعمل بكفاءة عالية، بفضل الاستعدادات الدورية المبكرة للتعامل مع فيضان النيل.
وأضاف جلال، في تصريحات لـ«الشروق»، أن الهيئة أجرت أعمال الصيانة الدورية لمحطات الكهرباء ومفيض الطوارئ وخزان أسوان والسد الترابي، وهي جاهزة وتعمل بشكل طبيعي.
بينما نفت وزارة الري والموارد المائية السودانية ما أشيع في وسائل التواصل الاجتماعي من أن سد جبل أولياء، الواقع على نهر النيل الأبيض جنوب العاصمة الخرطوم، مهدد بالانهيار لوجود تشققات، وأكدت أن الأمر عار من الصحة.
وقال الدكتور أحمد عبد الرحمن، مدير عام شؤون النيل والخزانات بالسودان، إن خزان جبل أولياء من ءأمن الخزانات، مبينا أن المناسيب خلف وأمام الخزان متساوية تقريبا، ما يعني عدم وجود تأثير على جسم الخزان، مشددا على عدم وجود أية مشكلة في الخزان.
وأضاف عبد الرحمن: رغم أن المناسيب في النيل الأبيض عالية وغير مسبوقة إلا أن إدارته تعمل وفق توازنات حتى لا يتأثر الخزان والمواطنين، مؤكدا أن كل الخزانات بالبلاد تعمل بكفاءة وليست بها مشاكل.
ومن جانبها، أعلنت لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية السودانية، أمس، أن مناسيب النيل بدأت في الانخفاض التدريجي.
وأوضحت اللجنة، في بيانها اليومي، أن محطات الرصد الأرضية وصور الأقمار الاصطناعية بالهضبة الإثيوبية والسودان أظهرت أن متوسط الأمطار في أعلى حوض النيل الأزرق في أيام 4 و5 و6 سبتمبر، كانت 13 و5 و6 ملم على التوالي مما يؤدي إلى انخفاض في وارد محطة الديم عند الحدود السودانية – الإثيوبية الليوم الأربعاء ليكون في حدود 700 مليون متر مكعب.
وتابع: بينما كان متوسط الأمطار في حوض نهر عطبرة في يومي 4 و5 سبتمبر 13 و7 ملم على التوالي مما يؤدي أيضا إلى انخفاض كبير في وارد النهر ليصبح في حدود 130 مليون متر مكعب.
وذكرت اللجنة، في تقريرها، أن محطة مدني سجلت أمس 20.46 متر ويتوقع أن تسجل اليوم 20.42 متر وتنخفض الخميس إلى 20.38 مترا، بينما سجلت محطة الكاملين أمس 19.13 متر، وتنخفض اليوم إلى 19.10 متر، وسجلت محطة الخرطوم أمس 17.65 متر وتنخفض اليوم إلى منسوب 17.62 مترا.
وتابع: بينما سجلت محطة شندي أمس 18.38 متر وتستقر في ذات الرقم اليوم، وسجلت محطة عطبرة أمس 16.23 متر، وتنخفض اليوم إلى 16.20 مترا، بينما سجلت محطة دنقلا أمس 15.25 متر وترتفع اليوم إلى 15.26 متر.
إلى ذلك، طالت مياه فيضان النيل في السودان المدينة الأثرية بالبجراوية، بحسب مسؤولة الترميم بموقع الحمام الملكي أميمة حسب الرسول، التي وصفت فيضان النيل وتأثيره بأنه “غير مسبوق”.
وأوضحت المسؤولة السودانية أن المياه غمرت سور المدينة الأثرية مما أدى لتشبعه بالمياه الأمر الذي قد يؤدي لظهور أملاح على الحجر الرملي وتفتته.
وأشارت إلى أن المياه وصلت للمبنى الملحق بالحمام الملكي (الجلسة الملكية)، وهو مطلي من الداخل بطبقة من البلاستر وعليها نقوش ملونة، لافتة إلى أن تشبعه بالمياه يؤدي إلى الرطوبة النسبية وقد تتسبب في بهتان اللون وتقشر البلاستر.
وبدوره، قال وزير الثقافة والأعلام فيصل محمد صالح إن المدينة الملكية “موقع في غاية الأهمية وهي أهم الشواهد على مدينة مروي بتاريخها وآثارها، والتي تحوى معبد الإله آمون والحمام الملكي مما يجعلها موقعا مميزا”.
وأشار الوزير السوداني إلى أن بعثة من جامعة الخرطوم وجامعة شندي كلية السياحة والآثار والهيئة العامة للآثار والدفاع المدني أقامت تروس لصد المياه عن المنطقة، لافتا إلى تأثر الحائط الخارجي للمدينة الملكية والذي لازال جزء منه مغمورا بالمياه، وأن المنطقة الاثرية بالداخل لم تتضرر وذلك بفضل تداركها في الوقت المناسب بوضع مصدات المياه.
بينما أوردت صحيفة الانتباهة السودانية عن الخبير السوداني في طب المجتمع الدكتور محمد حسين تحذيرا من المخاطر الصحية جراء كارثة السيول والفيضانات التي ضربت معظم أنحاء البلاد، منوها إلى التحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة بشأن ظهور بعض الأوبئة والأمراض بسبب تفشي الباعوض وسوء التغذية.
وأوضح أن الأمراض والأوبئة المصاحبة لفصل الخريف تشكل تهديدا بالغ الخطورة على حياة المواطنين داعياً وزارة الصحة للإضطلاع بدورها في مكافحة هذه الأمراض الناتجة عن السيول والفيضانات مشيراً إلى ظهور الملاريا والحميات في عدد من الولايات المتأثرة بهذه الكارثة.
Discussion about this post