تواجه محاولات البناء التي تنشدها الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة، بمخططات خارجية لعرقلة مسيرتها، وترجع تلك المحاولات لما يمثله بناء الدولة المصرية من حجر عثرة للعديد من المخططات الإقليمية الرامية للسيطرة على كافة دول المنطقة، والتي تعتبر جماعة الإخوان أحد رؤوس الحربة بالنسبة لها، كما اتضح في مصر في أعقاب 25 يناير 2011، وفقا لما أكده طه على الباحث السياسى، مضيفًا: لهذا جاءت انتفاضة المصريين، وعلى منطق “الدولة المصرية”، ضد منطق “الأهل والعشيرة”، الذي حاول الإخوان ترسيخه، ما مثَّل نذير شؤم بالنسبة لهذه المخططات؛ إذ حالت دون انطلاقها في العالم العربي.
وأضاف على: “بطبيعة الحال تتعدد أشكال هذه الأدوات التي تقف للدولة المصرية بالمرصاد ما بين الضغوط الاقتصادية والسياسية وصولا إلى الأذرع الإعلامية للقوى الإقليمية التي تزعجها نهضة الدولة المصرية، مثل تركيا وحليفتها قطر، والقنوات المسيئة التي تمولها قطر تمثل تلك الأذرع الإعلامية للمخططات الإقليمية، حيث تعمل على إثارة الفتن بالداخل المصري وضرب الثقة بين المصريين والسلطة الحاكمة لتشويه صورتها وضرب شرعيتها، وهو أحد المحاور الجوهرية لحروب الجيل الرابع التي تجلت في مصر خلال السنوات الأخيرة وكان الإعلام المدعوم من قطر هو أحد الميادين المهمة لذلك، فضلا عن التقارير التي تنشرها قنوات عالمية مثل بي بي سي البريطانية.
وعن كيفية آلية العمل داخل هذه القنوات، قال “على” :”تعمل هذه القنوات على إبراز السلبيات التي توجد بالمجتمع المصري، والتي توارثتها السلطات الحالية منذ عقود نظرا لتعقيدها وصعوبة حلها بين عشية وضحاها مثل أزمة رغيف الخبر، والتعليم والصحة والمحليات أيضا. وبطبيعة الحال لا يخلو مجتمع في العالم من سلبيات، إلا أن التركيز عليها وتجاهل ما تحقق في مصر من إيجابيات شهد بها الجميع خلال السنوات الأخيرة هو أبرز سمات أداء هذه القنوات المسيئة.
وتابع :”الملاحظ على أداء هذه القنوات الهجوم الدائم والمتواصل، والشحن العاطفي، والتركيز على الجوانب النفسية، والصوت العالي، واستخدام لغة مُبتذلة نتيجة لتواضع المستوى المهني للعاملين فيها، وتكرار أنماط تناولها للموضوعات المختلفة ما يفقدها المصداقية مع الوقت، فلطالما بشَّرت هذه القنوات بثورة في الشارع المصري، ولم يحدث، ولطالما بثوا الشائعات بأن الدولار على سبيل المثال سيتجاوز سعره بنهاية 2019 المائة جنيه، وغيرها من الشائعات التي ثبت مع الأيام كذبها وخبث أغراضها، فلا المصريون خرجوا ضد السلطة، بل انهم منحوها الصبر لتحقق مشروعاتها التنموية التي تفتتح يوما بعد الآخر، ولا بلغ الدولار المستويات التي زعموها، بل إنه فقد نحو 15% من قيمته على مدار العامين الماضيين.
افلاس اعلام الاخوان
ويرى أنه مع افتقاد هذه القنوات المصداقية، تحولت إلى الخطاب المناسبات، بمعنى إثارة المواطنين في المناسبات التي تتشح فيها شاشاتهم بالسواد أثناها مثل ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة، أو موت محمد مرسي، أو حتى القبض أحد رموزهم مثلما يحدث حاليا بعض القبض على القائم بأعمار المرشد محمود عزت، ما يعني أن تلك المناسباتية تعكس حالة الإفلاس التي وصلت إليها تلك القنوات.
وتابع :”ما تحقق على مستوى السياسة الداخلية والخارجية لمصر جعل هذه القنوات في وضع مرتبك فشاهدنا الخلافات بين تلك القنوات، والتي وصلت إلى حد العمالة كما فعل الإعلامي الهارب محمد ناصر تجاه عزمي بشارة حيث اتهمه بالجاسوسية والعمالة. وكذلك موجات الغضب والتخوين التي تندلع من وقت لآخر بين العاملين في تلك القنوات وملاكها مثلما حدث مع الهارب أيمن نور.
Discussion about this post