ينتخب أعضاء حزب المحافظين الكندي المعارض اليوم الأحد، زعيما جديدا، الذي يواجه تحديات ليست بالسهلة رغم تراجع الدعم الشعبي لرئيس الوزراء جستن ترودو وسط فضيحة منح الطلاب الصيفية أو جميعة “وي تشاريتي” الخيرية.
والمهمة التي تنتظر زعيم حزب المحافظين الجديد شاقة بالنظر إلى ضيق الجداول الزمنية لإجراء انتخابات مبكرة محتملة في الخريف القادم.
ويتنافس أربعة مرشحين على المنصب، وهي المرة الثالثة فقط في تاريخه التي يختار فيها الحزب زعيما جديدا. وسعى كل من ليسلين لويس، وبيتر ماكاي، وإرين أوتول، وديريك سلون على مدار الحملة إلى وضع أنفسهم كأفضل أمل للحزب، ليس فقط لهزيمة رئيس الوزراء جستن ترودو ولكن لتحديث حزب المحافظين بالكامل.
ويعتبر ماكاي وأوتول أبرز المرشحين للفوز بزعامة الحزب. وإذا فاز ماكاي، فسيواجه تحدًا كبيرا حيث أنه ليس عضوا برلمانيا في مجلس العموم، وسيحتاج إلى تعيين قائد للحزب في البرلمان تكون وظيفته الرد على خطاب العرش، وقال أوتول، النائب الحالي الذي تعرضت حملته لهجمات حادة على ماكاي حتى في الأيام الأخيرة، إنه بغض النظر عمن سيفوز، فسيحظى بدعمه.
وقال زعيم الحزب المنتهية ولايته أندرو شير، إنه فخور بما حققه بصفته زعيما للحزب حتى لو فشل في الإطاحة بترودو في الإنتخابات الماضية.
وأشار إلى أنه يترك الحزب في حالة جيدة لمن يتبعه – فريق أكبر من نواب المعارضة بعد فوز المحافظين في التصويت الشعبي في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة و “أساس قوي” من الدعم في كل منطقة تقريبا من البلاد.
وأضاف شير في مقابلة تلفزيونية: “الزعيم القادم لديه فرصة هائلة لتحديد رؤية، واستخدام خطاب فوزه لوضع جدول أعمال للحزب، ثم البناء على ذلك، ودفع ذلك إلى دورة ما قبل الانتخابات”.
وأضاف “على الزعيم التالي أن يعيد صياغة قضية المبادئ المحافظة. هناك الكثير والكثير من الكنديين اليوم الذين ينسون ما يحدث عندما تتدخل الحكومات الكبيرة في الاقتصاد وحياتهم اليومية”.
وتستعد حكومة الحزب الليبرالي الأقلية لإلقاء خطاب العرش يوم 23 سبتمبر المقبل، وهي أول فرصة لأحزاب المعارضة للإطاحة بترودو وفرض انتخابات من خلال تصويت بحجب الثقة.
ولا يترك ذلك سوى القليل من الوقت للزعيم الجديد للمحافظين لتوحيد مؤيدي الحزب، وإجراء تغييرات على الفريق في مكتب زعيم المعارضة، وصياغة دليل السياسة الذي يمكن نشره في مسار الحملة، والتعود على الناخبين متأرجحي الرأي، الذين عادة ما يحسمون أي إنتخابات.
وقبل تفشي الجائحة، كان جميع المرشحين للقيادة يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة في الخريف. إلا ومنذ ذلك الحين، ومع ارتفاع شعبية ترودو بسبب حزمة الإجراءات الداعمة للإقتصاد والمساعدات بالمليارات للكنديين، تراجع الكثير منهم عن هذه الرغبة، ولكن ومع ظهور فضيحة “وي تشاريتي” الخيرية والإتهامات التي طالت زعيم الحزب الليبرالي ورئيس الوزراء، لا أحد يستبعد الدفع نحو انتخابات مبكرة الخريف المقبل.
ورغم كل العوامل السابقة، إلا أن السياسة الكندية فريدة من نوعها وخاصة عدم توقع أي شيء قبل حدوثه، فالمتغيرات سريعة، خاصة مع إجادة السياسيين الكنديين اخفاء أوراقهم الحاسمة لاستخدامها في الأوقات المناسبة.
Discussion about this post