هذا نخيل شامخ يتراقص فتهتز عناقيد البلح في أعناقه، وترتفع أصوات الدفوف ونغمات الغناء احتفالا بهجرة الحبيب المصطفى “عليه أفضل الصلاة والسلام”، وطلع البدر على المدينة فأنارها واستقبله أهلها بالترحاب والزغاريد، يتكرر هذا المشهد في أذهاننا مع بداية السنة الهجرية الجديدة أعادها الله علينا جميعا بالخير والرخاء، وحين التمعن في السيرة النبوية تكتشف أن لديك مليون سبب ل محبة الرسول الكريم محمد “صلى الله عليه وسلم” وكيف لا وقد بعث رحمة للعالمين وهو من وصفه رب العزة في قوله تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم».
ولكن ماذا عن الرسول الزوج ؟ لقد ضرب لنا مثلا راقيا للزوج المثالى فلم تشغله مسئولياته عن تدليل زوجاته والتعبير عن حبه لهن.
فهذه بعض ال قصص من بيت النبي “صلى الله عليه وسلم” فيها نموذج عن تعبير حب الزوج لزوجته والاهتمام بمشاعرها، ومواقفه الرومانسية مع زوجاته.
فالقصة الأولى تقول أم المؤمنين السيدة عائشة “رضى الله عنها”: كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله -النبي صلى الله عليه وسلم – فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض»أى يأكل ما بقى من لحم تركته على العظم» فأناوله فيضع فاه على موضع فيّ، الثانية عن أنس قال: خرجنا إلى المدينة فرأيت النبى “صلى الله عليه وآله وسلم” يجلس عند بعيره، فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب البعير»، فلم يخجل الحبيب “صلى الله عليه وآله وسلم” من أن يرى جنوده هذا المشهد وهو يظهر الحب والمودة لزوجته.
والثالثة كانت السيدة صفية مع رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” في سفر وكان ذلك يومها، فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهى تبكى، وتقول: حملتنى على بعير بطىء، فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها ودموعها، ويسكتها.
وقصة ترويها السيدة عائشة رضى الله عنها عندما دعاها النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” لتشاهد كيف يرقص أهل الحبشة بالحراب في المسجد، فتقول إن النبي سمع لغطًا وصوت صبيان، فقام رسول الله “صلى الله عليه وسلم” فإذا قوم من الحبشة يرقصون، والصبيان حولهم فقال: «يا عائشة، تعالى فانظرى»، فجاءت السيدة عائشة ووضعت ذقنها على كتف رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” وأخذت تشاهد من ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لها: «أما شبعت، وأما شبعت؟ قالت: فجعلت أقول: لا، لأنظر منزلتي عنده.
وقد استضاف مرة بعض أصحابه في بيت السيدة عائشة “رضى الله عنها” فأبطأت عليه في إعداد الطعام فأرسلت السيدة أم سلمة طعامًا فدخلت السيدة عائشة لتضع الطعام الذي أعددته فوجدتهم يأكلون، فغارت وغضبت وأحضرت حجرًا ناعمًا صلبًا ففلقت به الإناء الذي أرسلته أم سلمة، فجمع النبى “صلى الله عليه وآله وسلم” بين فلقتى الإناء، وقال لأصحابه: كلوا.. كلوا.. غارت أمكم.. غارت أمكم، وهو يضحك، ثم أخذ رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” إناء عائشة فبعث به إلى أم سلمة وأعطى إناء أم سلمة لعائشة، وسُئِلَتْ: «بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك». فقد كان عليه السلام يتزين ويتهيأ لمقابلة زوجته..
Discussion about this post