في خطوة يتوقع أن تثير جدلًا واسعًا على المستويين الإقليمي والدولي، أعلن زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، أو المعروف بــ أبو محمد الجولاني، عن إمكانية منح المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب الهيئة ضد الحكومة السورية، حق الحصول على الجنسية السورية، في تصريح وصفه محللون بأنه محاولة لإعادة تقديم الهيئة بوجه أكثر انفتاحًا.
الجولاني: لنتحفي بهم لا نتنكر منهم
ونقلت وسائل إعلام عربية عن الجولاني قوله إن المقاتلين الأجانب الذين شاركوا في القتال ضد الحكومة السورية كانوا جزءًا من الحركة التي أسهمت في إسقاط النظام، ويجب “الاحتفاء بهم” وليس التنكر لهم.
أضاف الجولاني أن هؤلاء المقاتلين لعبوا دورًا محوريًا في الحرب، ملمحًا إلى إمكانية دمجهم في المجتمع السوري عبر منحهم الجنسية السورية، ما اعتبره البعض محاولة لتغيير صورتهم أمام المجتمع الدولي.
موسكو تلمح للتعاون مع ترامب.. هل تنقلب المعادلة السياسية؟
مخاوف إقليمية ودولية
تأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه القلق الدولي بشأن تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة في سوريا، خاصة مع استمرار الغموض حول مستقبل هذه الجماعات في ظل المتغيرات الإقليمية، فالمجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، يعرب عن مخاوفه من إمكانية استخدام هذه الخطوة كذريعة لإضفاء شرعية على وجود المقاتلين الأجانب، وهو ما قد يشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي.
كما تمارس الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب ضغوطًا على إدارة جو بايدن، مطالبة بعدم شطب “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب الدولية، مما يعكس حجم القلق من تحركات الهيئة الأخيرة.
ويرى مراقبون أن تصريحات الجولاني تهدف إلى تحسين صورة “هيئة تحرير الشام” أمام المجتمع الدولي، في محاولة لطرحها كـ”كيان محلي” له جذور في الداخل السوري، وليس مجرد مجموعة إرهابية تضم مقاتلين أجانب.
في المقابل، اعتبر خبراء أمنيون أن تجنيس المقاتلين الأجانب يمثل خطوة خطيرة قد تؤدي إلى شرعنة وجودهم في سوريا، وهو ما يثير مخاوف الدول المجاورة من انتقال خطر الإرهاب إلى أراضيها.
Discussion about this post