كشف رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري إن سقوط الأسد هو سقوط لنهج الاستفراد بالحكم والاستقواء بالخارج.
و بدأ الحريري بيانه بالقول: “اكتمل المشهد وخرج السوريون ليدفنوا حقبة ويفتحوا أخرى”، في إشارة إلى إسقاط حكم بشار الأسد ونهاية الاستبداد الذي استمر لعقود. وأضاف أنه سعيد لرؤية السوريين يصرخون بصوت الحرية بعد أن تحرروا من “سجنهم الكبير”، في إشارة إلى حكم الأسد.
ووصف سقوط الأسد بأنه “عرس سوريا”، حيث أسقطت الدكتاتورية وأُزيحت عن كاهل السوريين، معتبرًا أن هذه لحظة تاريخية في مسار الشعب السوري نحو الحرية.
نقد النظام السوري وتاريخه:
وحرص الحريري على انتقاد السياسة السورية، مشيرًا إلى أن النظام السوري كان يتاجر بالقضية الفلسطينية طوال أكثر من نصف قرن بينما باع الجولان و باع نفسه لقوى خارجية على حساب شعبه.
واعتبر أن سقوط الأسد يعني كشف زيف النظام، حيث تم سقوط القناع عن الأسد ليظهر جبنه وغدره تجاه أقرب المقربين له، وهو ما أدى إلى غدره بسوريا وحاضنته العربية.
اقرأ أيضا:- حكومة سوريا المؤقتة تطالب بخروج إسرائيل من جبل الشيخ والقنيطرة
اقرأ أيضا:- حرب أهلية.. السادات يزيح الستار عن عائلة الأسد في سوريا قبل 45 عاما
الهجوم على نهج الاستبداد والطائفية:
الحريري وصف سقوط النظام بأنه سقوط لنهج الاستفراد بالحكم والاستقواء بالخارج، مشيرًا إلى استغلال الطائفية وتغذيتها من قبل النظام السوري.
وأضاف أن الظلم الذي مارسه الأسد كان يتم باسم طائفة كريمة استغلها النظام بشكل مؤلم وبشع.
احتفاء بوعي الشعب السوري:
وأشاد الحريري بـ وعي السوريين، وبالخصوص قادة ثورتهم الذين أذهلوا العالم بنهجهم السلمي والتسامحي في الثورة. وقال إنهم قدموا نموذجًا للعالم في نبذ العنف و الانتقام.
واعتبر أن ثورة السوريين كانت مفخرة للعرب في تاريخهم المعاصر، ودعا إلى أن تكون عبرة للأجيال القادمة.
دعوة للحفاظ على الإنجازات:
في ختام بيانه، أكد الحريري أن العبرة الأكبر في هذا التحول هي المحافظة على ما أنجز. شدد على ضرورة إكمال الانتقال الحضاري للسلطة لكي تتحول سوريا الأسد الغابرة إلى سوريا الشعب والحرية.
دعا إلى استمرار العرس الوطني لتحقيق ديمقراطية حقيقية تُمكن السوريين من بناء دولة القانون.
واغتيل والد سعد، رفيق الحريري الذي كان رئيساً لوزراء لبنان قبيل استقالته في أكتوبر 2004، في 14 فبراير 2005 بعد تفجّير انتحاري شاحنة مليئة بالمتفجرات خلال مرور موكبه المصفّح في بيروت، وخلّف الهجوم 22 قتيلاً و226 جريحاً.
اغتيال رفيق الحريري كان نقطة تحول في التاريخ اللبناني، إذ غير بشكل كبير الخريطة السياسية في لبنان وأدى إلى صراعات وانقسامات بين القوى الطائفية والبرلمانية.
سعد الحريري، بعد أن رحيل والده، لم يكن قادرًا على تجاوز تأثيرات هذا الاغتيال فقط، بل وجد نفسه أيضًا في صراع دائم مع القوى السياسية الأخرى، بما في ذلك حزب الله، في بلد يعتمد فيه النظام السياسي على المحاصصة الطائفية التي تساهم في تعميق الأزمات الداخلية.
Discussion about this post