بعد 38 عامًا قضاها خلف قضبان السجون السورية، عاد المواطن الأردني أسامة البطاينة إلى وطنه، لكنه عاد فاقدًا للذاكرة والوعي، في قصة إنسانية مؤلمة تعكس معاناة المعتقلين داخل السجون.
38 عامًا في غياهيب سجون بشار الأسد
عاد البطاينة الذي اختفى عام 1986 عندما كان عمره 18 عامًا، إلى الأردن بعد جهود قادتها السلطات الأردنية لاستعادته، حيث تم تسليمه إلى عائلته عبر معبر جابر الحدودي، إلا أن عودته لم تكن كما تمنى أهله، فقد وجدوه فاقدًا للذاكرة غير قادر على التواصل.
أسباب اعتقال أسامة البطاينة
تظل تفاصيل اعتقال البطاينة غامضة، إذ لم تعرف أسباب احتجازه طوال هذه المدة عائلته لم تتلقَ أي معلومات عنه منذ اختفائه، بينما كانت السفارة الأردنية في دمشق تسعى لمعرفة مصيره، لكنها قوبلت بإنكار تام من السلطات السورية، التي نفت مرارًا وجوده لديها.
اقرأ أيضًا: تسلسل زمني.. كيف تطورت الفصائل السورية خلال 13 عامًا من الثورة إلى الفوضى؟
مفاجأة نتنياهو بشأن الجولان.. خطة جديدة تغير مستقبل المنطقة
وبحسب تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، سفيان القضاة، فقد كشف أن السفارة الأردنية كانت تتابع القضية منذ سنوات، لكن دون نتيجة، إلى أن تكللت الجهود بعودته مؤخرًا.
استلام معتقل قضى 46 عامًا في السجون السورية
قصة البطاينة ليست الوحيدة، فقد أشار القضاة إلى وجود قصص أخرى مشابهة، حيث تم مؤخراً استلام معتقل قضى 46 عامًا في السجون السورية، دون محاكمة أو تهمة واضحة، ومع سقوط النظام السوري في ديسمبر الحالي، ومع دخول الفصائل المسلحة إلى العاصمة دمشق، فتحت العديد من السجون، وأفرج عن مئات المعتقلين الذين لم يكن لدى ذويهم أي معلومات عنهم لسنوات طويلة.
ظروف قاسية في سجن صيدنايا
سجن صيدنايا، المعروف بكونه أحد أكثر السجون السورية قسوة، ظل مكانًا مجهولًا لمصير آلاف المعتقلين السوريين وغير السوريين، وسط اعتقاد أن هناك من لا يزال محتجزًا في أماكن خفية داخل السجن، بعيدًا عن أعين العالم. قصص الناجين من سجون النظام السوري تعكس واقعًا مأسويًا يندى له الجبين، حيث تتوالى الشهادات عن معاناة المعتقلين، في وقت لا تزال عائلات كثيرة تنتظر عودة أبنائها، سواء أحياءً أو أمواتًا.
Discussion about this post