يبدو أن قصة أسماء الأسد بمثابة تحول معقدة بين حياة الترف والتفوق الأكاديمي والمهنية، وبين التورط السياسي والضغوط الدولية.
لم تكن أسماء الأسد، فقط زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، بل كانت وجه النظام السوري في مرحلة معينة، ما جعلها محط اهتمام عالمي وسط الأحداث التي شهدتها سوريا، فهى قصة تعبر عن مزيج بين حياة الترف والتفوق الأكاديمي وصولا الى الضغوط والدولية.
أسماء الأسد ابنة فواز الأخرس، طبيب قلب سوري من مدينة حمص، ولدت ونشأت في لندن، حيث تلقت تعليمها في مدارس بريطانية مرموقة مثل كلية كوينز وكلية كينغز لندن، ثم انطلقت للعمل في قطاع البنوك الاستثماري في دويتشه بنك ثم في جي بي مورغان.
وحصلت على درجة أولى في علوم الكمبيوتر، وكان يُتوقع لها مستقبلاً مهنياً مشرقًا في مجال المال والأعمال.
أثناء تواجدها في سوريا، لعبت أسماء دورًا بارزًا كوجه النظام الجديد، حيث كانت تظهر للعالم صورة “المرأة العصرية” التي تسهم في تطور سوريا، لكنها مع مرور الوقت أصبحت جزءًا من النظام السياسي الذي مارس العديد من الانتهاكات في سوريا.
وقد اتُهمت بأنها ساعدت على تعزيز النفوذ السياسي والاقتصادي للنظام من خلال ما قيل عن استخدام “جمعياتها الخيرية” التي كانت تروج لها، بينما كانت تعتبر في الوقت نفسه جزءًا من آلة الحرب التي قادها زوجها بشار الأسد ضد الشعب السوري.
مع تطور الأحداث في سوريا، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أسماء الأسد، حيث تم تجميد أصولها وحظر سفرها. وفي عام 2020، فرضت الولايات المتحدة أيضًا عقوبات عليها بسبب تورطها المزعوم في “تحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب الشعب السوري” واستخدام “جمعياتها الخيرية” لتعزيز مصالح النظام.
مراقبة دولية
وهذه العقوبات جعلتها تحت مراقبة دولية وأدت إلى تفاقم موقفها في الساحة الدولية.
مع تدهور الأوضاع في سوريا، يترقب البعض مصير أسماء الأسد في حال انهيار النظام أو في حال قررت هي وعائلتها الفرار إلى الخارج.
يُقال إنها قد تختار العودة إلى بريطانيا التي تحمل جنسيتها، حيث لديها منزل قديم في لندن، لكن هناك عدة عراقيل قد تواجهها:
و سيبدأ التحقيق معها في بريطانيا في 2021 فيما يتعلق بدورها في جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري، وهناك إمكانية أن تواجه الاعتقال فور وصولها إلى المملكة المتحدة إذا قررت العودة.
اقرأ أيضا:- الوجه الآخر لبشار الأسد.. رحلة قرينة الرئيس السوري من بريطانيا حتى الهروب من سوريا
اقرأ أيضا:-بعد اكتشاف حقيقة الصور.. أين يقيم بشار الأسد وأسرته عقب الاختفاء من سوريا؟
الحرب السورية
لم تُبدِ الحكومة البريطانية، اهتمامًا كبيرًا بعودة أسماء الأسد إلى بريطانيا، حيث أوضح وزير في الحكومة البريطانية أن أسماء لم تطلب العودة، كما أن هناك حالة من التوتر مع الجيران في الحي الذي نشأت فيه بسبب الحرب السورية وفقدانهم لأحبائهم.
تعرضت أسماء لصدمات صحية أيضًا، حيث تم تشخيصها بسرطان الثدي في عام 2018، لكنها أعلنت الشفاء في العام التالي.
وفي عام 2024، تم تشخيصها مجددًا بسرطان الدم النقوي الحاد، وهو نوع عدواني من السرطان يؤثر على الدم ونخاع العظام، هذا التشخيص يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لها على المستوى الشخصي.
رغم وجود ثروة كبيرة لعائلة الأسد في روسيا تقدر بملياري دولار، قد تجد أسماء نفسها مضطرة للعيش في منفى بعيد عن سوريا، مع احتمال أن تختار العودة إلى لندن، ولكن هذا الخيار قد لا يكون سهلاً، سواء من الناحية السياسية أو الشخصية، في ظل الضغوط والعقوبات التي تواجهها.
الجيران الذين كانوا يعرفون عائلة أسماء في لندن يذكرون أن والدتها لم تظهر منذ جائحة كورونا، وأن والد أسماء كان يتنقل بشكل مستمر بين سوريا ولندن، ولكن العلاقات مع المجتمع المحلي في بريطانيا قد تكون متوترة، بسبب الدعم الظاهر من أسماء للنظام السوري، وهو ما قد يؤدي إلى عزلة اجتماعية في حال عودتها.
وبعد اختيارها العودة إلى بريطانيا أو البقاء في روسيا أو مكان آخر، يبدو أن أسماء الأسد ستواجه تحديات كبيرة في المستقبل، سواء من ناحية العقوبات الدولية أو من الناحية الصحية والشخصية.
وبينما تظل حياتها مليئة بالغموض والتساؤلات حول موقفها من النظام السوري ومواقفها الشخصية، ستظل تحت المراقبة الدولية حتى إشعار آخر.
Discussion about this post