لعبة السياسة.. كيف يمكنها أن تطيح بصاحب السمو ليكون لاجئًا، فيما يصبح المواطن صاحب الوطن، في مشهد يعكس تبدل الأدوار وتناقض المصائر، تحول الرئيس السوري السابق بشار الأسد، إلى “لاجئ” يبحث عن ملاذ آمن في روسيا، بينما يشهد العالم عودة آلاف السوريين إلى وطنهم بعد سنوات من النزوح القسري بسبب الحرب الأهلية التي دمرت البلاد.
لُعبة السياسة
ففي الوقت الذي استعادت فيه دمشق ومناطق عدة استقرارها النسبي، وبدأت الحكومات الإقليمية والدولية تنظم عودة اللاجئين إلى سوريا، جاء خروج الأسد وعائلته من البلاد، مما أثار موجة من التساؤلات حول دلالات هذا التحول المفاجئ.
وبينما كان اللاجئون السوريون يتعرضون لضغوط للعودة إلى بلدهم، سواء من خلال قرارات الترحيل في بعض الدول المضيفة أو عبر مبادرات العودة الطوعية، اختار الأسد الهروب إلى روسيا، معززًا الجدل حول مصير نظامه ومستقبل سوريا في ظل التغيرات المتسارعة في المشهد الإقليمي والدولي.
خروج الأسد من سوريا
أفادت مصادر في الكرملين، أن عائلة الأسد وصلت إلى موسكو بعد أن حصلت على اللجوء لأسباب “إنسانية”، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف.
اقرأ أيضا: وزير الخارجية التركي: سنساعد سوريا على العيش في سلام مع جيرانها
اقرأ أيضا: وزير الخارجية التركي: سنساعد سوريا على العيش في سلام مع جيرانها
وتشير تقارير إلى أن الأسد قد فر عبر قاعدة حميميم الجوية الروسية، حيث رُصدت طائرة روسية تُقلع من اللاذقية قبل ساعات من الإعلان عن وجوده في موسكو.
ثروة الأسد وأسلوب الحياة الفاخر
تقدر وزارة الخارجية الأميركية ثروة عائلة الأسد بنحو 2 مليار دولار، موزعة على حسابات مصرفية وشركات وهمية وملاذات ضريبية خارجية وأصول عقارية.
وتمتلك عائلة الأسد ما لا يقل عن 20 شقة فاخرة في موسكو بقيمة تزيد عن 30 مليون جنيه إسترليني، وخاصة في “مدينة العواصم”، وهي منطقة شهيرة بناطحات السحاب المترفة التي تضم أغنى رجال الأعمال والوزارات الحكومية الروسية.
حياة جديدة في المنفى
من المتوقع أن تنتقل العائلة إلى أحد ممتلكاتها في موسكو، لكن لا يُعرف ما إذا كانوا سيعيشون في عقار خاص أو في منزل آمن توفره الحكومة الروسية، بفضل أصولهم الكبيرة في روسيا، يرجح أن تحافظ الأسرة على نمط حياتها الفاخر، خاصة في ظل امتلاكهم شققًا فاخرة ذات إطلالات بانورامية وتجهيزات راقية.
العلاقات العائلية مع روسيا
يذكر أن الابن الأكبر، حافظ الأسد، يدرس للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم الفيزيائية والرياضية في جامعة موسكو الحكومية.
في يونيو 2023، حضرت أسماء الأسد حفل تخرج ابنها من الجامعة، حيث التقطت صورًا لهما أمام مبنى الجامعة، في مشهد يعكس العلاقة القوية بين عائلة الأسد وروسيا.
Discussion about this post