الموت يلاحقهم، صرخات في كل مكان، بكاء ودموع وتضرعات، هناك أم تنقذ طلفها وهناك رجل يقفز من السيارة، وآيات قرآن تتردد في الخلفية “فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ”، فالنهاية تكتب آخر حروفها قبل الغرق في ترعة ديروط ضمن أحداث حادث ديروط المروع.
بداية الحادث
البداية كانت بتلقي اللواء وائل نصار مدير أمن أسيوط، إخطارًا من اللواء محمد عزت مدير المباحث الجنائية، مفاده ورود بلاغ بسقوط ميكروباص بداخله عددًا من الركاب في ترعة بديروط.
المعاينة الأولية
المعاينة الأولية أثبتت أن الميكروباص كان يجمع الركاب من داخل موقف السيارات بمنطقة الإبراهيمية، والقائم بديروط، ليتحرك فجأة ودون سابق إنذار للخلف، ليقع في الترعة بصورة درامية بطيئة، ولكن هناك امرأة ألقت بطفلها لتجسد قصة أم نبي الله موسى عليه السلام، ألقت برضيعها لتنجيه من الموت، وهناك 3 أشخاص قفزوا من الشباك، ولكن لقي البقية مصرعهم.
وبعد إبلاغ قوات الإنقاذ النهري التابعة لأسيوط، تم انتشال جثة شخص من ضمن الركاب، لتنتقل قوات الحماية المدنية وقوات المرور، وقات الأمن والمباحث، إلى موقع الحادث، ليظهر من المعاينة الأولية، أن الميكروباص كان يجمع عدد الركاب من داخل موقف سيارات الأجرة بديروط القائم على ضفاف ترعة الإبراهيمية، وعلى حين غرة تحرك الميكروباص للخلف؛ الأمر الذي أسفر عن سقوطه بالترعة، ومصرع بعض من المستقلين، بينما تمكن من النجاة 3 أشخاص قفزوا من شباك الميكروباص، وطفل ألقت به والدته.
انتشال 4 جثث
وانتشلت قوات الإنقاذ النهري جثة شخص عرف من بيانته بالبطاقة الشخصية “محمود. س”، 32 عاما، بينما تم انتشال ثلاث جثث أخرى لم يتم التعرف عليهم، ليغرق ما يقرب من 14 شخص لم يتم الإعلان عن أسمائهم.
وأشارت التحريات إلى هروب صاحب السيارة بعد سقوطها، نزرا لأنه ترك السيارة حتى يكتمل عددها، دون اتخاذ الإجراءات الوقائية، لترجع السيارة للخلف وتسقط بالترعة، وتم ضبطه واحتجازه بالنيابة.
وينتظر أهالي الضحايا ظهور أيا من ذويهم، أو انتشال جثته، وسط حالة من الحزن الشديد التي تسير على جميع الحاضرين.
اقرأ أيضا:
ضحايا في حادث سقوط سقف مسجد على عمال بالشرقية.. وتحرك عاجل من الحكومة
Discussion about this post