تمر سوريا بمرحلة استثنائية من التغيرات السياسية والصراعات المتشابكة، خصوصًا بعد سقوط نظام بشار الأسد واستيلاء فصائل المعارضة على مدن استراتيجية مثل حمص ودمشق. هذا التحول يمثل نقطة فاصلة في الأزمة السورية التي استمرت لأكثر من عقد، مترافقة مع ضغوط داخلية وخارجية أدت إلى انهيار النظام.
مشاهد الفوضى
تشهد المدن السورية حالة من الاضطراب الكبير؛ صافرات الإنذار تعلو في كل مكان، والمواطنون في حالة من الكر والفر، يجهلون وجهتهم وسط الفوضى. المحال التجارية أغلقت أبوابها بشكل مفاجئ، فيما ترك الباعة بضائعهم خلفهم. هذه المشاهد تلخص عمق الأزمة، التي تحولت إلى ساحة مفتوحة للتدخلات الدولية والإقليمية، حيث تسعى كل جهة لتحقيق مصالحها.
المشهد السياسي بعد سقوط الأسد
بعد انهيار النظام، أصبحت سوريا بمثابة “وليمة سياسية” تتنافس عليها القوى الكبرى. تتصدر إسرائيل وأمريكا قائمة المتدخلين، مع دعم واضح من تركيا التي تحولت من صديق للنظام إلى داعم للمعارضة المسلحة، مما يعكس تحولًا جذريًا في مواقفها.
التحالفات الإقليمية والدولية
- روسيا وإيران: رغم سقوط النظام، تحتفظ روسيا بقواعد عسكرية استراتيجية في سوريا لضمان نفوذها في المنطقة، بينما تستمر إيران في دعم ميليشياتها المسلحة لتعزيز وجودها، ما يعقد أي محاولة للتوصل إلى حل سياسي شامل.
- إسرائيل وأمريكا: تسعى إسرائيل لاحتواء النفوذ الإيراني عبر غارات جوية متكررة، بينما تركز أمريكا على محاربة الإرهاب ودعم القوات الكردية في الشمال الشرقي.
السيناريوهات المستقبلية
1. تسوية سياسية شاملة
قد تكون التسوية السياسية السبيل الوحيد لتجنب تقسيم البلاد، مع احتمال تنظيم انتخابات بإشراف دولي وضمانات للمعارضة واللاجئين للعودة الطوعية.
2. تقسيم فعلي
قد تدخل سوريا في مرحلة تقسيم غير معلن، مع سيطرة قوى مختلفة على مناطق محددة:
- النظام يسيطر على الساحل.
- الأكراد في الشمال الشرقي.
- المعارضة المسلحة في الجنوب والشمال الغربي.
هذا السيناريو يعزز استمرار الأزمات الإنسانية ويصعب إعادة الإعمار.
اقرأ أيضا.. ملك الأردن يؤكد ضرورة حماية أمن سوريا ومواطنيها ومنجزات شعبها
قضية اللاجئين
- العودة الطوعية: تعتمد على تحسن الظروف الأمنية والسياسية، لكن الوضع الحالي لا يبشر بعودة قريبة.
- استمرار النزوح: الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية تؤدي إلى استمرار معاناة اللاجئين.
المواجهة مع إسرائيل عبر الجولان
رغم أهمية الجولان كمنطقة استراتيجية، تواجه الميليشيات المسلحة صعوبات كبيرة في شن عمليات منظمة ضد إسرائيل بسبب:
- تدهور الأوضاع الأمنية داخل سوريا.
- الانقسامات بين الجماعات المسلحة.
- الضغوط الإقليمية والدولية، التي تحد من إمكانية التصعيد.
Discussion about this post