علاقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد مرت بتحولات كبيرة على مدى أكثر من عقدين، انتقلت من الصداقة الوثيقة إلى العداء الشديد بسبب التغيرات الإقليمية والسياسية. فيما يلي أبرز المحطات التي توضح هذا التحول:
1. صداقة متينة وبداية تقارب (2002-2011):
- مرحلة ما قبل الحرب السورية: بعد تولي حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان الحكم في تركيا عام 2002، عملت أنقرة على تحسين العلاقات مع دمشق.
- تم توقيع اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والتجاري، وألغيت تأشيرات الدخول بين البلدين.
- عائلات أردوغان والأسد ظهرت في عدة مناسبات مشتركة، مما عكس العلاقة الشخصية الوثيقة بين القائدين.
- الهدف المشترك: تركيا وسوريا تعاونا لمواجهة قضايا إقليمية مثل مشكلة الأكراد والخلافات مع إسرائيل.
2. بداية القطيعة مع اندلاع الثورة السورية (2011):
- دعم المعارضة السورية: مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد عام 2011، تحولت تركيا من صديق للأسد إلى داعم قوي للمعارضة السورية.
- أردوغان دعا الأسد لتنفيذ إصلاحات سياسية، لكنه انتقد قمعه للاحتجاجات بشكل متزايد.
- تركيا استضافت المعارضة السورية السياسية والعسكرية، مما جعلها في صدام مباشر مع النظام السوري.
3. عداء وتصعيد (2012-2020):
- دعم الفصائل المسلحة: تركيا أصبحت لاعباً أساسياً في الحرب السورية، ودعمت جماعات معارضة تقاتل نظام الأسد.
- الأزمة مع الأكراد: دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، زاد التوتر بين أنقرة ودمشق، إذ اعتبرت تركيا أن هذه القوات تهديد لأمنها القومي.
- التدخل العسكري التركي: بدءاً من عملية “درع الفرات” عام 2016، نفذت تركيا عمليات عسكرية داخل سوريا، مما أدى إلى تصعيد التوتر مع نظام الأسد.
4. محاولات تطبيع العلاقات (2021 حتى الآن):
- وساطة روسيا وإيران: مع تغير الظروف الدولية والإقليمية، وخاصة مع تعقيدات الحرب والأزمات الاقتصادية، ظهرت محاولات لإعادة التقارب.
- تركيا خففت خطابها تجاه الأسد في السنوات الأخيرة، وظهرت مبادرات لتطبيع العلاقات بوساطة روسية وإيرانية.
- مع ذلك، لا تزال القضايا العالقة، مثل مستقبل المعارضة السورية والوجود العسكري التركي في شمال سوريا، تشكل عقبات أمام إعادة بناء الثقة.
Discussion about this post