شهدت أسعار الدولار الأمريكى ارتفاعات ملحوظة على مدار الشهور الماضية، خاصة منذ بدء أزمة فيروس كورونا المستجد، لتفقد العملة المحلية حوالى 47 قرش من قيمتها أمام العملة الخضراء، ليصل سعر الدولار حاليا إلى مستوى 16 جنيه، فى مقابل نحو 15.75 جنيه خلال شهر مارس الماضى.
وعلى مدار الشهر الماضى عاد الجنيه إلى مستواه قبل 7 أشهر، فيما تراجع بنحو 2.8% منذ 17 مايو 2020، بعد أن كان مستقرا عند نحو 15.68 جنيه للدولار خلال مارس 2020، والذى شهد أسوأ حالاته فى الأسواق العالمية بسبب وباء كورونا.
ويبلغ متوسط سعر الدولار الأمريكى حاليا نحو 15.92 جنيه للشراء، و16.02 جنيه للبيع، بحسب بيانات سعر الصرف بالبنك المركزى المصرى.
توقعات بوصول سعر الدولار إلى 17.5 جنيه نهاية 2020
وتوقعت مذكرة بحثية صادرة من بنك «إتش إس بى سي»، أن يسجل سعر صرف الدولار الأمريكى حوالى 16.5 جنيه فى الأسابيع المقبلة و17.5 جنيه بنهاية العام الجارى 2020، بدلا من 17 جنيها فى التوقعات السابقة، مع ميل نحو وتيرة انخفاض أشد فى النصف الثانى.
وأضافت المذكرة، أن البيانات تسلط الضوء على ضغوط جائحة «كوفيد-19»، حيث تظهر أن البنك المركزى والبنوك التجارية سحبت أكثر من 21 مليار دولار من أصولهم الأجنبية فى مارس وأبريل الماضيين، للإبقاء على العملة مستقرة فى مواجهة نزوح مطرد لرؤوس الأموال.
فيما توقع تقرير صادر من المجموعة المالية هيرميس، أن يصل سعر صرف الدولار إلى 16.5 أو 17 جنيه بحلول نهاية 2020، وذلك عقب الإشارة الواضحة من البنك المركزى بالتوقف عن الدعم الذى كان يقدمه للجنيه وسط النزوح غير المسبوق لرؤوس الأموال خلال الشهرين الماضيين.
كما توقع بنك الإمارات دبى الوطنى، أن يصل سعر الدولار الأمريكى إلى 17 جنيه بنهاية العام الحالى، و18 جنيها مع نهاية العام المقبل 2021.
ويرى بنك جى بى مورجان، أن الدعم الخارجى قد يمنع الحركة العشوائية للعملة الأجنبية، ولكن لن تكون مفاجأة أن نرى الجنيه يفرط فى مكاسبه التى حققها فى 2019.
مصرفيون: تراجع التدفقات الدولارية أفقد الجنيه مرونته
من جهته أكد محمد عبد العال عضو مجلس ادارة بنك قناة السويس، أن ارتفاع سعر الدولار خلال الفترة الماضية جاء نتيجة زيادة الطلب عليه بشكل ملحوظ بسبب المخاوف من تداعيات أزمة كورونا.
وأضاف عبد العال، أن انخفاض حجم التدفقات الدولارية والمتمثلة فى تحويلات المصريين بالخارج وعائدات السياحة ساهم فى تراجع مرونة الجنيه أمام العملة الخضراء، متوقعا استمرار ارتفاع قيمة الدولار ليصل إلى مستوى 16.5 جنيه خلال العام الجارى.
فيما ترى الدكتورة بسنت فهمى عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، أن زيادة العرض والطلب على الدولار خلال الفترة الأخيرة، أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه المصرى بشكل ملحوظ.
وأضافت فهمى، أن تدهور أوضاع السياحة والعاملين بالخارج، وإنخفاض مصادر العملة الصعبة تؤثر بشكل كبير على سعر الجنيه.
عودة السوق السوداء للدولار
من جهته قال هانى توفيق الرئيس السابق للجمعيتين المصرية والعربية للاستثمار المباشر، أن أحد أسباب ارتفاع سعر الدولار هو عودة السوق الموازية نتيجة نقص العملة مع زيادة الطلب عليها.
وتوقع توفيق استمرار ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه ليصل إلى مستوى 18 جنيه بنهاية العام الجارى 2020.
فيما أكد على الحريرى سكرتير عام شعبة الصرافة بالغرفة التجارية، أن ارتفاع سعر الدولار يرجع إلى انخفاض حجم تحويلات المصريين فى الخارج نتيجة الظروف الحالية التى تعانى منها البلاد، لافتا إلى الانخفاض الطفيف فى سعره الذى شهدته الأيام الماضية يرجع إلى قيام بعض حائزى الدولار ببيعه، وهو ما حقق وفرة فى المعروض أمام زيادة الطلب.
واتخذت مصر خطوات لتدبير السيولة الأجنبية شملت إصدار سندات دولية، كما توصلت إلى اتفاق أولى مع صندوق النقد بشأن قرض استعداد ائتمانى بقيمة 5.2 مليار دولار لمدة عام لمساعدة البلد على التعامل مع جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية.
ويأتى ذلك القرض إضافة إلى تمويل طارئ بقيمة 2.77 مليار دولار قدمه الصندوق بالفعل لمصر.
Discussion about this post