ارتفع عدد الضحايا جراء انتهاكات ميليشيا الدعم السريع بقرية اللعوتة شمال ولاية الجزيرة فى السودان إلى 23 قتيلاً، بينما احتجزت ميليشيا الدعم السريع عددًا من سكان قرية اللعوتة داخل أحد المساجد وتواصل أعمال السلب والنهب لممتلكات المواطنين.
رسائل استغاثة من قلب السودان
وتواصل موقع «عين مصر» مع أحد أهالي القرية السودانية المنكوبة وأحد مسؤولي منظمات المجتمع المدني غاندي إبراهيم أحمد، والذي صرح بدوره أن الوضع كارثي جدا في قرية اللعوتة حيث تشهد تكرار لنفس سياريو الهجوم على قرية الجزيرة، حيث تستهدف ميليشيا الدعم السريع القوى المأهولة بالسكان”.
“قرية اللعوتة شهدت أعمال قتل ونهب كامل للبيوت، وتجريد الأهالي من كافة متعلقاتهم حتى المواد الغذائية والأثاث، تحاول الميليشيا منع أي مواطن من العودة إلى القرية التي تشهد كثافة سكانية كبيرةوتم تشريد الأهالي ومحاولة نهب كافة المنظمات ولا يوجد أي حل سوى النزوح وعدم العودة للقرية مرة أخرى”، حسبما أفاد غاندي إبراهيم أحمد.
لا مساعدات ولا حماية
منظمات الإغاثة لا تسنطيع الوصول لتلك الأماكن المنكوبة، لذلك يجب علي المجتمع الدولي الضغط علي قيادات الدعم السريع بالانسحاب من القرى التي لا توجد بها أي مظاهر عسكرية وإنما يسكنها مواطنون عزل”، كما شدد إبراهيم أحمد على ضرورة اصدار تشريعات تحاكم قادة المليشيا في حالة مهاجمتهم للقرى الآمنة.
النزوح الثالث
وتوالت ردود الأفعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل السكان المدنيين، وقال عزمي عبدالرازق، أحد مواطني قرية اللعوتة، إن ميليشيات الدعم السريع اليوم ومنذ الصباح ضربت حصاراً على قرية اللعوتة، ثم أطلقت الأسلحة الثقيلة على المواطنين وقامت باقتحامها بعد ذلك واستباحتها بالكامل، وأجبرت السكان على النزوح بصورة جماعية، وهناك قائمة من الشهداء وعدد كبير من الجرحى، ولا يُعرف مصير الكثير من الأسر النازحة”.
وقال الشامي محمد سامي، أحد سكان القرية، “مازال نزيف قرية اللعوتة بالجزيرة مستمر مذ الأمس إلى الان ..عشرات الجرحي والمصابين ومازال جاري حصر الشهداء”.
لم يعد في النوح نجاة أيضاً ، فهناك أسر نزحت أكثر من مرة بسبب توسع العمليات العسكرية لقوات الدعم السريع، هكذا أطلقت مروة الصديق استعاثتها، مؤكداة أن تعاني من النزوح للمرة الثالثة”.
وأضافت زعزعونا من قرية اللعوتة، وليس معنا رجل يدلنا ولا ناس بنعرفهم”.
خسائر الحرب في السودان
وفي ولاية الخرطوم، حيث اندلع الصراع في السودان العام الماضي، قُتل أكثر من 61000 شخص، وفقًا لتقرير صادر عن مجموعة أبحاث السودان التابعة لكلية لندن للصحة والطب الاستوائي.
كانت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى قد أفادت سابقًا عن 20000 حالة وفاة مؤكدة، نظرًا للاضطرابات في البلاد، لم يكن هناك نظام لتسجيل العدد الدقيق للوفيات.
وذكر التقرير، الصادر عن مجموعة أبحاث السودان، أن 26000 من بين الوفيات كانت نتيجة للعنف المباشر.
وفي الوقت نفسه، فإن الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء البلاد هي الجوع والأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وفقًا لمجموعات الإغاثة، فقد تسبب القتال في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث تواجه مناطق متعددة خطر المجاعة.
وبعد زيارة البلاد في سبتمبر، أفاد رئيس منظمة الصحة العالمية، أنّ المجاعة كانت “في كل مكان تقريبًا”.
بدأ الصراع في أبريل 2023 بين القوات الموالية لزعيم السودان الفعلي، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. دمرت الحرب البلاد، وفي الشهر الماضي، اتهم خبراء الأمم المتحدة كلا الجانبين باستخدام تكتيكات التجويع ضد 25 مليون مدني.
كما حذّرت منظمات الإغاثة الكبرى من أزمة جوع غير مسبوقة، حيث تلجأ الأسر إلى أكل الأوراق والحشرات للبقاء على قيد الحياة.
Discussion about this post