صّعدت إسرائيل من ضرباتها على الضاحية الجنوبية في الأيام الأخيرة، وهي المنطقة التي يزعم المسؤولون الإسرائيليون إنها تأوي مسلحين وبنية تحتية لحزب الله.
استهداف الضاحية الجنوبية
وشهدت لبنان، فجر اليوم السبت، إطلاق نار كثيف لإنذار السكان بالإخلاء وتحليق للطائرات الإسرائيلية في مستويات منخفضة للغاية في أجواء الضاحية الجنوبية. وشن طيران الاحتلال سلسلة غارات على قرى قضاء بنت جبيل جنوبي البلاد، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وأدت هجمات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية إلى استشهاد مسعف وجرح 7 آخرين في بلدة برج رحال جراء غارات إسرائيلية فجر اليوم.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، تحذيرا إلى السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في مباني محددة داخل حارة حريك، وطالبهم بإخلائها.
وذكر الجيش الإسرائيلي: “إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في حارة حريك“.
ما قصة القنابل الغبية؟
وبالأمس، أسقط الجيش الإسرائيلي قنبلة تزن 2000 رطل مزودة بمجموعة توجيه أمريكية الصنع على مبنى مكون من 11 طابقًا في بيروت في وقت مبكر من يوم الجمعة، وضربت بالقرب من قلب العاصمة اللبنانية بينما كان المسؤولون هناك يناقشون المسودة الجديدة لمقترح وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة، بحسب تقرير “واشنطن بوست”.
أدى الهجوم الإسرائيلي باستخدام تلك القنابل الغبية، إلى انهيار المبنى في حي الطيونة، مما أدى إلى اشتعال كرة نارية وصلت حدودها إلى السماء وتصاعد أعمدة من الدخان فوق أكبر حديقة في بيروت.
“القنابل الغبية”، استخدمها الجيش الأمريكي في الحرب العالمية الثانية، على عدة أنواع بعضها مصمم لاختراق أهداف عميقة تحت الأرض، بينما ينفجر البعض الآخر فوق الأرض ويسبب أضراراً واسعة النطاق.
وما إذا تم إسقاطها في منطقة مفتوحة أو حضرية، يمكن أن يصل نصف قطر انفجارها إلى مسافة ربع ميل أو منطقة أكثر تحديداً، بحسب تقرير لوكالة “أسوشييتد برس”.
في حين توصف تلك القنابل بالـ”غبية” أو غير موجهة ولكن يمكن تحويلها إلى أسلحة أكثر دقة بإضافة مجموعات ذخائر الهجوم المباشر المشترك، أو مجموعات JDAM التي تضيف زعنفة ذيل وملاحة.
استهداف الأجواء الإسرائيلي
وفي المقابل ردت عناصر حزب الله بإطلاق مسيرتين باتجاه شمال إسرائيل، بينما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الدفاعات الجوية أسقطت طائرتين مسيرتين أطلقتا باتجاه شمال إسرائيل من لبنان، بعد وقت قصير من اعتراض طائرتين مسيرتين أخريين في نفس المنطقة.
ودوت صفارات الإنذار في مدينة نهاريا الشمالية ومحيطها وسط الحادثين. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار في أي من الحادثين.
تفاصيل وبنود اتفاق وقف إطلاق النار
ويأتي التصعيد العسكري الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية تزامنًا مع إعطاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب موافقته الرسمية على الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية. وقال ترامب “أريدك أن تتوصل إلى اتفاق بشأن لبنان. ليس لدي أي اعتراضات على الخطة الحالية”.وتتوسط الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن في محادثات بين إسرائيل ولبنان لتثبيت وقف إطلاق النار.
ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن الخطة الأمريكية المقترحة تتضمن انسحاب قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان، وفرض قيود على قدرة حزب الله على تمركز قوات أو نقل الأسلحة عبر سوريا.
ومع ذلك، تصر إسرائيل على الاحتفاظ بحق استهداف حزب الله في لبنان حتى بعد التوصل إلى اتفاق، وهو الشرط الذي يرفضه لبنان بشدة.
شروط حزب الله
من جانبه، يؤكد حزب الله أن أي مفاوضات غير مباشرة يجب أن تضمن شرطين رئيسيين، بما في ذلك وقف العدوان الإسرائيلي والحماية الكاملة للسيادة اللبنانية.
وأشار التقرير أيضا إلى أنّ اجتماع رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، مع ترامب حدث حتى قبل أن يجري مناقشات مع مسؤولين أمريكيين كبار آخرين في وقت سابق من هذا الأسبوع.
Discussion about this post