أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أحمد القويسني، أن القضية الفلسطينية تشهد لحظة فارقة تاريخياً يسعى من خلالها الطرف المصري من أجل إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
لحظة تاريخية فارقة في مفاوضات وقف إطلاق النار
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات لـ«عين مصر»، اليوم الخميس، إن جهود الوساطة من قبل الطرفين المصري والقطري أشاد بها البيت الأبيض عبر بيانه بالأمس، لما يقدمه الجانب المصري الذي يقدم خبرة واسعة في الملف الفلسطينية، كما أن الاستخبارات المصرية لديها جولات تاريخية في ملفات فض الاشتباك بين منظمات المقاومة الفلسطينية والإسرائيليين.
ويرى أن هناك لحظة فارقة تشهدها محادثات وقف إطلاق النار، وهي الضغوط القطرية على الطرف الفلسطيني في المفاوضات من أجل قبول وقف إطلاق النار أو تليين الشروط وعندما فشلت تلك الجهود، كان لابد من وجود طرف ثالث وهو الطرف المصري لإعادة التفاوض مرة أخرى.
وأضاف: “لابد أن يكون لمصر دور في وقف الصراع الذي يهدد أمن المنطقة بأسرها”.
وتابع: “وقف إطلاق النار في مصلحة جميع الأطراف، إلا أن الحكومة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لديه مشكلة كبيرة فهو لا يعترف بالشرعية ولا بالقوانين الدولية، وكل ما يهم ترامب هو أن تنتهي الأزمة بأي حل سواء بإنهاك الطرف الفلسطيني أو بجهود الوساطة.
هدية عيد الميلاد ستكون لإسرائيل وليس غزة
وصرح مساعد وزير الخارجية الأسبق بأنه “ننتظر العام الجديد لرؤية ما يحمله ترامب في جعبته، والتي بالتأكيد ستكون هدية لإسرائيل وليس للفلسطينيين فهو قد منح إسرائيل في السابق القدس المحتلة عاصمة لهم، مخالفاً كل الأعراف والاتفاقات الدولية، لذلك ننتظر ماذا سيقدم لهم في ولايته الثانية؟”.
وأشار إلى أن غياب قيادات حماس أهم عقبة تواجه المفاوضات التي تستهدف وقف إطلاق النار الآن، بعد ما تم اغتيال معظم قيادات حركة المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتهم القيادي يحيى السنوار، فقد كانت الأطراف الفلسطينية تنقل ما يحدث في الدوائر المغلقة للمفاوضات إلى القيادات الفلسطينية داخل الأنفاق، ولكن الآن بعد اغتيال معظم القيادات في الداخل والخارج، أصبح اتخاذ قرار وقف إطلاق النار أمر صعب للغاية.
التهجير القسري للفلسطينيين خط أحمر
وفيما يخص ملف التهجير القسري منذ بداية العدوان، حافظت مصر على ثبات موقفها الرافض لمخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، واستضافت جولات من المفاوضات لوقف إطلاق النار، كما استضافت قمة القاهرة للسلام سعيا لوقف نزيف الدم الفلسطيني.
وأوضح القويسني، في تصريحاته، أن إسرائيل تضغط من أجل تقطيع أوصال الأراضي الفلسطنية في غزة للسيطرة على القطاع، عبر تهجير إخواننا من غزة إلى الحدود وهو أمر ترفضه مصر شكلاً وموضوعاً.
وتعمل حكومة تل أبيب لإخلاء الساحة الفلسطينية من كل الأطراف ودفع الفلسطينيين قسرا لانتهاك خط الحدود، على الرغم من كل التحذيرات التي وجهتها القيادة المصرية بأن هذا الأمر خط أحمر وأن ذلك ضد مصالحها تماماً، بحسب تصريحات مساعد وزير الخارجية الأسبق.
وأضاف السفير أن التهجير القسري للفلسطينيين سيستدرج مصر لصدام مباشر مع إسرائيل. وأشار إلى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وصل لمرحلة غاية التعقيد، وإدارة ترامب ستزيد هذه الأمور تعقيدًا أيضاً.
تحركات مصر الدبلوماسية منذ بداية أزمة غزة
ومنذ بداية التصعيد الأخير، لعبت مصر دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على استقرار المنطقة. وتظهر جهود مصر في عدة محاور أساسية، منها:
- رفض تهجير الفلسطينيين عبر موقف ثابت تجاه رفض أي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وكررت الدعوة إلى الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني داخل أراضيه، وعملت على تجنب أي حل يؤدي إلى تغيير ديمغرافي قسري في المنطقة.
- المبادرات الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، واستضافت مصر عدة جولات من المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وسعت لإيجاد حلول دبلوماسية تمنع استمرار العنف. قمة القاهرة للسلام تأتي ضمن هذه الجهود، حيث جمعت مصر أطرافًا عدة من أجل السعي نحو إنهاء العنف وحماية المدنيين.
- أكد الرئيس السيسي على استمرار الدعم المصري للبنان، مشددًا على متانة العلاقات المصرية اللبنانية. وقد عبّر رئيس الوزراء اللبناني عن تقديره لهذا الدعم المصري المستمر، مما يعكس اهتمام مصر باستقرار لبنان كجزء من استقرار المنطقة.
- إدخال المساعدات إلى غزة، حيث لعبت مصر دورًا إنسانيًا كبيرًا من خلال معبر رفح، حيث استقبلت المساعدات من الدول العربية والدول الصديقة لتوزيعها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مسهلةً إدخال المواد الإنسانية والطبية التي يحتاجها السكان.
- على هامش القمة العربية الإسلامية في الرياض، قاد بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، لقاءات مع عدة مسؤولين لمناقشة الأوضاع في غزة ولبنان، وتعزيز الجهود المصرية الرامية لوقف العدوان وفتح مسارات آمنة للمساعدات الإنسانية.
- معالجة الوضع الإنساني في غزة، بينما ركزت اللقاءات المصرية مع المسؤولين الدوليين على تحسين الوضع الإنساني في غزة، من خلال ضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل سلس وسريع إلى القطاع، لتخفيف معاناة المدنيين المتضررين جراء التصعيد.
بذلك، تعكس التحركات المصرية جهودًا شاملة ومتواصلة لدعم الاستقرار الإقليمي وتخفيف الأزمات الإنسانية في المنطقة، مع الحفاظ على المواقف المبدئية تجاه الحقوق الفلسطينية.
Discussion about this post