ألقت أزمة قطاع غزة بظلالها على مباراة مثيرة للجدل سيتم إقامتها بين منتخب الديوك الفرنسي ونظيره الإسرائيلي، في فرنسا، الخميس المقبل، وعلى الرغم من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حضور المباراة، إلا أن المؤشرات الأولية تؤكد انخفاض مبيعات تذاكر المباراة المثيرة للجدل.
تذاكر مباراة فرنسا وإسرائيل
ودعت الكثير من المنظمات الداعمة للقضية الفلسطينية لمقاطعة مباراة فرنسا ضد إسرائيل، التي تصر حكومة باريس على إقامتها، حتى مع انخفاض مبيعات التذاكر، وسيتم حشد ما بين 4000 و5000 من ضباط الشرطة والدرك، مقارنة بحد أقصى يبلغ 1300 لأي مباراة يلعبها المنتخب الفرنسي في ملعب ممتلئ بالكامل، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وكان المنتخب الفرنسي قد سجل انتصاراً سحقاً على مضيفه الإسرائيلي بنتيجة 4-1 في الجولة الثالثة من البطولة القارية في 10 أكتوبر الماضي.
وسيتم نشر عناصر الشرطة الفرنسية داخل وخارج ستاد فرنسا، وفي وسائل النقل العام وفي باريس. بالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد 1600 من أفراد الأمن للمباراة. وتم تعيين وحدة شرطة النخبة لحماية الفريق الإسرائيلي.
حضور ماكرون رغم دعوات المقاطعة
وقال الإليزيه إن حضور الرئيس يوم الخميس المقبل يهدف إلى “إظهار دعمه الكامل والكامل للفريق الفرنسي كما يفعل في كل مباراة” ولكن يستهدف ماكرون أيضًا “إرسال رسالة للمشجعين عقب الأحداث التي شهدتها مباراة فريق في أمستردام”.
ونجحت حملات المقاطعة التي تضمنت نقداً حاداً للحرب الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية في منع المشجعين من حضور المباراة التي أصبحت مسيسة بشكل كبير، والتي تعبّر عن استياء عميق إزاء الوضع الذي يعاني منه الفلسطينيون، لاسيما الأطفال والرياضيين الفلسطينيين الذين قتل عدد كبير منهم.
من جهتها، طالبت إسرائيل مواطنيها بتجنب حضور مباراة فرنسا وإسرائيل الخميس المقبل في باريس، في أعقاب أعمال العنف التي وقعت في أمستردام على هامش لقاء رياضي آخر، خوفاً من تكرار سيناريو أمستردام.
كما طالبت مواطنيها بعدم حضور أي فعاليات ثقافية أو رياضية يشارك بها إسرائيليون في الخارج خلال الأيام المقبلة. ودعا مجلس الأمن القومي الإسرائيليين في بيان إلى “تجنب حضور المباريات الرياضية-الفعاليات الثقافية التي يحضرها الإسرائيليون في الخارج، مع التركيز على المباراة المقبلة للمنتخب الإسرائيلي في باريس”.
مخاوف من تكرار سيناريو هولندا
وجاءت تلك التشدديات الأمنية على خلفية أحداث شغب أمستردام، حيث تحقق السلطات في هولندا في كيفية تسبب شغب مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في خلق حالة من الفوضى التي انفجرت وتحولت لأعمال عنف في شوارع أمستردام.
وقال رئيس شرطة المدينة بيتر هولا إن “حوادث وقعت على الجانبين”، بدأت ليلة الأربعاء عندما مزّق مشجعو فريق مكابي تل أبيب العلم الفلسطيني من واجهة مبنى في وسط المدينة وأحرقوا علمًا آخر ودمروا سيارة أجرة.
وتتعلق الواقعة بمشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، الذين كانوا في العاصمة الهولندية لحضور مباراة أمام أياكس أمستردام. وأصيب 5 على الأقل خلال الهجوم الذي وقع مساء الخميس الماضي وتلقوا العلاج في المستشفى، وخرجوا منه جميعا .
وأرسلت إسرائيل طائرات إلى هولندا لإعادة المشجعين، لكن متحدثا باسم الحكومة الهولندية لم يتمكن بعد من تحديد عدد من استفادوا من ذلك.
موقف ماكرون من أحداث حرب غزة
تسم موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاه الأحداث في غزة بالتنوع والتطور، حيث سعى إلى التوازن بين دعم إسرائيل والدعوة إلى حماية المدنيين الفلسطينيين.
- في يونيو 2024، خلال لقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في باريس، شدد ماكرون على ضرورة رفع القيود الإسرائيلية عن إيصال المساعدات إلى غزة، مؤكدًا أهمية التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
- في أكتوبر 2023، دعا ماكرون إلى “هدنة إنسانية” في غزة لتنظيم حماية المدنيين، مشيرًا إلى أن الرد الإسرائيلي يجب أن يكون وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
- في أكتوبر 2024، حث ماكرون على الكف عن تسليم الأسلحة للقتال في غزة، مرجحًا أولوية الحل السياسي للأزمة المستمرة بين إسرائيل وحماس.
- في يوليو 2024، أجرى ماكرون اتصالات مع عدد من القادة العرب، أدان خلالها الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مدارس الأمم المتحدة ومخيم المغازي للنازحين في غزة، معربًا عن أسفه لسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، ومشددًا على ضرورة احترام إسرائيل للقانون الدولي الإنساني.
- في نوفمبر 2023، أثارت تصريحات ماكرون التي دعا فيها إسرائيل إلى وقف القصف الذي يقتل مدنيين في غزة انتقادات من الجانب الإسرائيلي، مما دفعه إلى التأكيد لاحقًا على دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مع التشديد على ضرورة حماية المدنيين.
Discussion about this post