تداولت تقارير وصحف عالمية أحداث القمة العربية اللإسلامية بالرياض، بخاصة عقب كلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي أدان فيها الانتهاكات الإسرائيلية في غزة ووصفها بأنها “إبادة جماعية” في واحدة من أشد الانتقادات العلنية للبلاد من قبل مسؤول سعودي منذ بداية الحرب.
واعتبر تقرير شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن القمة العربية الإسلامية في الرياض تضمنت إشارات إلى تحسن العلاقات بين الرياض وطهران، بينما حذر ولي العهد، إسرائيل من شن هجمات على الأراضي الإيرانية. وانضم إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عدد من الزعماء الآخرين، في مطالبة حكومة تل أبيب بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الضفة الغربية وغزة.
وتضمنت القمة رسائل للمجتمع الدولي جاءت ضمن كلمات قادة ووفود القمة العربية بالرياض، الإثنين، لتوجيه رسائل قوية للمجتمع الدولي بالوقوف أمام الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على جبهتي لبنان وغزة، وانتهاكاتها اللامبررة، بعدما وسعت دائرة العدوان إلى لبنان وسط صمت من المجتمع الدولي.
رسائل سعودية قوية للمجتمع الدولي
واستهل ولي العهد السعودي كلمته، في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بالرياض، ليؤكد وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وأضاف “أن المملكة تندد بوقف عمليات الأونروا في الأراضي الفلسطينية. وأعرب عن الإدانة العميقة للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت الأراضي اللبنانية، مؤكدًا رفض تهديد أمن لبنان وانتهاك سلامته الإقليمية واستقراره وتهجير مواطنيه.
ودعا ولي العهد السعودي المجتمع الدولي للوقوف على مسؤولياته لحفظ الأمن والسلم الدوليين والوقوف الفوري للاعتدءات الإسرائيلية على شعبي فلسطين ولبنان.
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن عدم توقف الحرب في غزة يشكل “فشلاً للمجتمع الدولي”، متهماً إسرائيل بالتسبب في المجاعة داخل القطاع.
وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود: “لقد فشل المجتمع الدولي بشكل أساسي في إنهاء الصراع الفوري ووضع حد للعدوان الإسرائيلي”.
الموقف المصري حيال القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير
واستمرارً لثبات الموقف المصري حيال القضية الفلسطينية، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، إدانة مصر بشكل قاطع، حملة القتل الممنهج، التى تمارس بحق المدنيين فى قطاع غزة، مضيفًا:”وباسم مصر، أعلنها صراحة: إننا سنقف ضد جميع المخططات، التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة .. وهو أمر؛ لن نقبل به تحت أى ظرف من الظروف.
وأضاف الرئيس السيسي خلال القمة الاستثنائية: “من الضرورى لتحقيق الأمن والاستقرار، والانتقال من نظام إقليمى، جوهره الصراع والعداء إلى آخر؛ يقوم على السلام والتنمية هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها “القدس الشرقية”.
وقال الرئيس السيسى، إن مصر ملتزمة بشكل كامل، بتقديم العون للأشقاء فى لبنان، دعما لصمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وفى مقدمتها الجيش اللبنانى، وسعيا لوقف العدوان والتدمير، الذى يتعرض له الشعب اللبنانى الشقيق وتكثيفا للجهود الرامية للوقف الفورى لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل وغير الانتقائى، لقرار مجلس الأمن رقم “1701”.
البيان الختامي لقمة الرياض
وحمل البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الاستثنائية عددًا من النقاط الهامة لمواجهة العدوان الإسراتيلي على كافة جبهات الصراع في منطقة الشرق الأوسط وهي كالتالي:
- تأكيد القرارات التي صدرت عن القمة المشتركة الأولى في نوفمبر من العام الماضي، وتجديد “التصدي للعدوان الإسرائيلي” على قطاع غزة ولبنان.
- إنهاء تداعيات “العدوان الإسرائيلي” على المدنيين.
- مواصلة التحرك بالتنسيق مع المجتمع الدولي لوضع حد لـ “الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
- وقف انتهاكات إسرائيل للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.
- التحذير من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، ومن توسع رقعة “العدوان” الذي امتد ليشمل لبنان ومن “انتهاك” سيادة العراق وسوريا وإيران دونما تدابير حاسمة من الأمم المتحدة “وبتخاذل من الشرعية الدولية”
رسائل مبطنة للإدارة الأمريكية الجديدة
كما أدان القادة في القمة العربية الإسلامية بالرياض، الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضد موظفي الأمم المتحدة ومرافقها في غزة.
وفي الشهر الماضي، أقر الكنيست مشروع قانون لحظر الأونروا، وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، من العمل في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، متهمًا المنظمة بالتواطؤ مع حماس. وأعربت العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عن قلقها الشديد بشأن هذه الخطوة التي تحد من قدرة الوكالة على نقل المساعدات إلى غزة.
وأشار تقرير الشبكة الأمريكية، أن القمة التي حضرها عدد كبير من قادة وزعماء العالم الإسلامي، حملت رسائل مبطنة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة عقب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وبحسب “سي إن إن”، يرغب قادة الخليج والعالم الإسلامي في إدراك ترامب لأهمية إنهاء الحرب باستخدام نفوذه وشغفه بإبرام الصفقات لضمان إنهاء الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.
اندلعت الحرب في غزة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، بينما ردت إسرائيل بشن حملة عسكرية لتدمير حماس، استشهد خلالها أكثر من 43400 شخص في غزة، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس.
وأشار تقرير صادر عن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن ما يقرب من 70٪ من الضحايا الذين تم التحقق منهم على مدى ستة أشهر في غزة كانوا من النساء والأطفال.
Discussion about this post