تشهد الرياض، اليوم الإثنين، انطلاق أعمال القمة العربية الإسلامية، والتي ستعكس تطورات الوضع بالمنطقة، خصيصًا فيما يتعلق بالحرب في غزة ولبنان، وتركز على عدد من القضايا الرئيسية بالشرق الأوسط.
أعمال القمة العربية الإسلامية
وأكد تقرير هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن المملكة العربية السعودية تستخدم قيادتها داخل كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لحشد الجهود الدبلوماسية من خلال القمة المشتركة لمعالجة التحديات الإنسانية والأمنية التي يواجهها الفلسطينيون والدول المجاورة.
ومن المتوقع أن تُصدر القمة بيانات قوية تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة والأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين والبنية التحتية. ومن المنتظر أن تركز القمة على دعم الحقوق الفلسطينية والمطالبة بوقف فوري للهجمات، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وتأتي القمة في إطار متابعة للمواقف التي تم اتخاذها في القمة العربية-الإسلامية المشتركة في نوفمبر 2023، وتعد امتدادًا للجهود الجماعية لتنسيق الردود على تصاعد الأزمات في المنطقة.
مشاركة قادة وزعماء العالم في قمة الرياض
وتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة بالرياض، فيما وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرياض مساء الأحد، قبيل انعقاد قمة عربية إسلامية لمتابعة حروب إسرائيل في غزة ولبنان.
وسيناقش القادة العرب والمسلمين استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان في القمة التي تعقد يوم الاثنين
ووصل إلى الرياض الأحد أيضًا عددًا من القادة من بينهم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، ووزير خارجية غينيا موريساندا كوياتي، ورئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي، ورئيس تشاد محمد إدريس ديبي إتنو، ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمان، والرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، والنائب الثالث لرئيس الوزراء الأوغندي لوكيا إيسانجا ناكاداما.
وصل رئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني إلى عاصمة المملكة العربية السعودية، أمس الأحد، ووفقًا للمستشار الخاص للمعلومات والاستراتيجية للرئيس الرئيس النيجيري بولا تينوبو تينوبو: ” من المتوقع خلال القمة أن يتناول الرئيس الدعوة القوية من نيجيريا لوقف إطلاق النار الفوري والحاجة الملحة إلى حل سلمي”، وفقًا لبيان الرئاسة.
أجندة القمة العربية الإسلامية الاستثنائية
وستتضمن أجندة القمة العربية الإسلامية المشتركة 2024 العديد من النقاط الرئيسية:
- ستركز على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وخاصة القضايا التي لا تزال مستمرة.
- ستسلط القمة الضوء على غزة والعديد من القضايا التي تقلق الأراضي الفلسطينية.
- سيناقش القادة سبل تحقيق وقف إطلاق النار الفوري وتقديم المساعدات الإنسانية للأشخاص المتضررين من أجل إنهاء ما يصفه بعض قادة العالم بالكارثة الإنسانية في غزة، بالإضافة إلى التأكيد على الالتزام بالقانون الدولي.
- سيناقشون التطورات الإقليمية وسيغطون أيضًا الوضع في لبنان والقضايا الإقليمية التي تؤثر على الشرق الأوسط.
- سيتخذون أيضًا موقفًا موحدًا بين الدول الأعضاء فيما يتعلق بالتطورات في المنطقة.
- سيناقشون المساعدات الإنسانية وسيؤكدون بقوة على حشد الدعم الدولي لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
- سيتحدثون أيضًا عن حل الدولتين مع الجهود المتجددة لإحياء حل الدولتين كوسيلة لتحقيق السلام الدائم للمنطقة وسيكون هذا أحد الأجزاء المهمة في جدول الأعمال.
- مع تصاعد التوترات في لبنان، خاصةً على الحدود مع إسرائيل، قد تتطرق القمة إلى سبل دعم لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، والحفاظ على استقرار الدولة اللبنانية.
ومن المتوقع أن يناقش الزعماء العرب سبل تعزيز التنسيق بين الدول العربية والإسلامية، وتوسيع الجهود الدبلوماسية للضغط على إسرائيل من أجل وقف العدوان. قد تشمل هذه المناقشات سبل تقديم الدعم السياسي والتعليمي والإنساني للشعب الفلسطيني.
ومن الممكن أن يتم التركيز على تقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين في غزة وفي المناطق الفلسطينية الأخرى، من خلال فتح ممرات إنسانية لتوزيع المساعدات، ودعوة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم.
حراك دبلوماسي في القمة العربية الإسلامية
واستضاف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان قمة سابقة في 2023 ، عُقدت في الرياض وأسفرت عن تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وعضوية وزراء خارجية فلسطين والأردن ومصر وقطر وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا، وتولت هذه اللجنة بدء تحركات دولية واسعة للتوصل إلى حلول جادة توقف التصعيد وتحقق السلام الشامل”، وعملت منذ تشكيلها على إجراء جولات دبلوماسية شملت عواصم مؤثرة على المستوى الدولي، لا سيما دول مجلس الأمن الدولي.
وخلال العام الماضي، عملت اللجنة الوزارية على تعزيز الدعم العالمي للقضية الفلسطينية، وحققت تحولات إيجابية تمثلت في تزايد الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة، حيث بلغ عدد الدول المعترفة حتى الآن 143 دولة، منها تسع دول من مجموعة العشرين.
وساهمت هذه الجهود في اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بقبول فلسطين كعضو كامل الحقوق في مايو الماضي.
الأزمة في غزة ولبنان
وتعود الأزمة منذ خوض إسرائيل حربًا مع حماس وحلفائها في السابع من أكتوبر 2023، وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 43 ألف شخص في القطاع استشهدوا حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من عدد الضحايا.
وفي المقابل، بلغ عدد القتلى الإسرائيليين في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 370 قتيلاً.
وعلى صعيد الجبهة في لبنان، بدأ حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأدت هجماته إلى نزوح نحو 60 ألف شخص من منازلهم في شمال إسرائيل.
وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية في أواخر سبتمبر/أيلول قبل إرسال قوات برية إلى جنوب لبنان لمحاربة حزب الله.
Discussion about this post