“السكان يواجهون تهديداً علي حياتهم “.. برلمانية: هناك مخلفات جسيمة في مشروع ” جنة القاهرة ” تسيئ إلي سمعة الدولة

شاركت النائبة أميرة أبوشقة عضو مجلس النواب في اجتماع لجنة الإسكان برئاسة المهندس عماد سعد حمودة، وأعضاء اللجنة، وممثلي وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية وجهاز مدينة القاهرة الجديدة، لمناقشة طلب الإحاطة الذي تقدمت به حول المخالفات الجسيمة بمشروع “جنة القاهرة”.

وقالت النائبة أميرة أبوشقة، أن المخالفات الجسيمة الموجودة في مشروع إسكان “جنة القاهرة” تسيئ إلى سمعة الدولة المصرية، مؤكدة على ضرورة محاسبة المتسببين في هذا الفساد، الذي قد يتسبب في إزهاق أرواح الناس، ويشوه أي جهد مبذول لحل أزمة الإسكان في مصر.

وتابعت عضو مجلس النواب أنها ليست بصدد الحديث عن سلسلة مشاريع جنة في العديد من المحافظات، وإنما للتحدث فقط عن مشروع “جنة القاهرة”، بعد أن وردت إليها العديد من الشكاوى المصورة من السكان المتضررين، الذين يواجهون تهديدًا حقيقيًا على حياتهم.

واكملت النائبة أميرة أبوشقة: أنه لم يتحقق أي شيء مما ورد في شروط التعاقد، موضحة أن كراسة الشروط تتضمن حدائق عامة ومناطق ترفيهية ومسجد وأمن ونظافة وسور يحيط بالمشروع، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

واستعرضت عضو مجلس النواب صورًا ومقاطع فيديو لتصدعات وتشققات في بعض المباني، إلى جانب تكسير في مواسير مياه الشرب والصرف، وتصدع وتشقق الإسفلت، وأصبح المشروع منطقة مهجورة، ومأوى للكلاب الضالة لعدم وجود سور، وذلك علي الرغم من أنه ما زال حديث التسليم بعد أن افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2021.

وواصلت أميرة أبو شقة:” أن هذا الواقع المرير والمؤسف يهدد أرواح الناس، كما أنه يتضمن فسادًا واضحًا، لعدم الالتزام بتنفيذ التعاقد طبقًا لكراسة الشروط، مشيرة إلى أن الصور والفيديوهات تؤكد ذلك، خصوصًا بعد حدوث بعض عمليات السرقة”.

واوضحت النائبة أميرة أبوشقة:” باختصار لا يوجد مشروع، وإنما افتتاح مشروع فقط، خصوصًا أنه لم يمر سوى عام ونصف على الافتتاح، والنتيجة تشققات وتصدعات واضحة ومخيفة في العمارات، واضحة بالعين المجرة، وكذلك الإسفلت الذي أصبح في حالة يرثى لها، وكسر في مواسير مياه الشرب والصرف.. أي أن المشروع يحتاج إلى مشروع”.

وتابعت البرلمانية: إذا كان هذا ما حدث لـ2% من نسبة إشغال المشروع، فكيف يكون الحال عند الاكتمال؟، مؤكدة أن هناك تجاهل واضح للمشكلة منذ البداية، وتبادل إلقاء اللوم بين الجهات المسؤولة، خصوصًا أن المشكلة ليست في عمارة واحدة فقط كما يدَّعي ممثلو الإسكان!

واضافت أن هناك فروق شاسعة وواضحة بين مشروعات” جنة ” في بعض المحافظات، مقارنة بجنة القاهرة التي لم تعد “جنة” بل “جحيمًا”، كما هي الحال في الشيخ زايد والمنصورة وغيرهما.

و كشف ممثلو الإسكان بأن “جنة القاهرة” مشروع يتضمن 1512 وحدة سكنية في 365 عمارة، تم تسليم 377 حدة منها حتى الآن، مشيرين إلى وجود مشكلة في العمارة 169، حيث تم تشكيل لجنة بشأنها، والتي أوصت بعمل معاينة والتحقق لمدة 3 أشهر، وتحويل الموضوع إلى هيئة الرقابة الإدارية، والموضوع قيد التحقيق لكافة مقاولي المشروع.

واوضح ممثلو الإسكان بشأن ما حدث للسكان المتضررين من تلك التصدعات في عماراتهم: أنهم قاموا بالتفاوض مع السكان، وعرضوا عليهم الانتقال إلى وحدات أخرى، وأن بعضهم وافق، في حين ينتظرون ردودًا من الآخرين.

وأكد ممثلو الإسكان بأن المشكلة قائمة منذ 4 أشهر، وقاموا باتخاذ كافة الإجراءات، وعلى رأسها التفاوض مع السكان وترك حرية الاختيار لهم في حجز وحدات أخرى في بعض مدن جنة، بانتظار عملية رصد الشقوق والتصدعات والتحقق منها خلال 90 يومًا.

وأكدت لجنة الإسكان أن الأمر يتطلب رقابة حقيقية صارمة وتحقيق متطلبات شروط الأمن والسلامة، وأن ما حدث هو تسليم روتيني، موضحين أن ضغط المدة الزمنية لإنجاز المشروع لا يعني إطلاقًا عدم الالتزام بشروط التعاقد والإخلال بها، أو تسليم روتيني للأعمال.

وأمرت لجنة الإسكان بالرد الفوري بتقرير رسمي مفصل ومكتوب عن تلك المخالفات، من خلال لجنة فنية متخصصة، والاجتماع بالسكان لطمأنتهم وشرح الأمر، وكذلك الإجراءات التي تم اتخاذها.