أصدرت النيابة الإدارية، اليوم الأحد، قرارا بإحالة صيدلانية بأحد مراكز علاج الأورام بمحافظة الغربية سابقًا وحاليًا بالإدارة الصحية بكفر الشيخ للمحاكمة العاجلة، وذلك على خلفية تحضيرها وإعطاء جرعة علاجية بطريق الخطأ لطفلين من مرضى سرطان الدم الأول بعمر 9 أعوام، والثانية بعمر 14 عامًا، مما ترتب عليه حدوث مضاعفات جسيمة أدت إلى وفاتهما متأثرين بتلك المضاعفات.
وكانت نيابة طنطا الإدارية، القسم الثالث، باشرت تحقيقاتها في الواقعة بمعرفة عبد العزيز خميس – رئيس النيابة، بإشراف المستشارة رشا سعيد مدير النيابة، حيث كشفت التحقيقات عن قيام المتهمة، خلال عملها بأحد مراكز علاج الأورام بمحافظة الغربية، بتحضير جرعة علاجية للحقن بالنخاع الشوكي بعقار فيليبي بدلًا من عقار الأراستين لطفلين من مرضى سرطان الدم، مما ترتب عليه مضاعفات جسيمة تمثلت في عجز تام عن الحركة بالنصف السفلي، وعدم القدرة على الإحساس بالقدم، وعدم التحكم في المسالك البولية، ووفاتهما متأثرين بتلك المضاعفات.
واستمعت النيابة لشهادة رئيس قسم الصيدلة الإكلينيكية بجامعة طنطا، والتي أفادت بأنه بالاطلاع على ملف علاج الطفلين، تبين أن كليهما مصاب بسرطان الدم، وعلاجه يتطلب الحقن بعقار(الأراستين) بالنخاع الشوكي، وأنه لا يجوز حقن النخاع الشوكي بعقار (فيليبي)، وأن الأثر المترتب على ذلك هو حدوث شلل تعقبه الوفاة، موضحة أن حدوث آثار جانبية من عقار الأراستين أمر نادر الحدوث ويكون عبارة عن ضعف في العضلات دون أن يصاحبه شلل أو وفاة، بخلاف عقار فيليبي بالغ الخطورة والمحظور حقنه بالنخاع الشوكي للأطفال.
كما استمعت النيابة لشهادة المختصين بقسم الصيدلة بالمركز، واطلعت على تقرير التفتيش المالي والإداري بأمانة المراكز الطبية المتخصصة، والتي جاءت جميعها مؤكدة صحة ما نسب للمتهمة في هذا الشأن.
كما جرى سؤال رئيس قسم الأطفال بالمركز، والذي أفاد بأنه قد تم استدعاؤه لمناظرة حالة الطفلين، عقب تدهور حالتهما بعد الحقن، وتم عمل فحص بالرنين المغناطيسي لموضع الحقن للطفلين، وأنه وفقًا لبروتوكول العلاج المتبع في علاج حالات سرطان دم الأطفال، هو الحقن بعقار الأراستين بالنخاع الذي لا يسبب آثار جانبية خطيرة، وليس عقار فيليبي الذي له آثار جانبية خطيرة تؤدي للشلل أو الوفاة.
وجاء تقرير اللجنة الثلاثية من الطب الشرعي، مرجعًا سبب الوفاة إلى وجود خطأ طبي في تحضير حقنة النخاع الشوكي التي تم حقن الطفلين بها في النخاع الشوكي وذلك لتعبئتها بعقار (فيليبي) بدلًا من عقار ( الأراستين)، لما لعقار (فيليبي) من آثار مدمرة على منطقة الحقن.
Discussion about this post