عرضت الإعلامية قصواء الخلالي ، قصة رجل باع جسر بروكلين في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من خلال كتاب “مستهجن: تاريخ مهذب من السلوك السيء”، في فقرة غرائب المساء عبر البرنامج.
وأضافت قصواء الخلالي، أثناء تقديمها برنامج المساء مع قصواء، والمذاع عبر فضائية TEN، أنه كل دولة في العالم لديها معالم شهيرة لابد وأن يصاحبها أحد المحتالين المتميزين الذى يقوم بأسلوبه الفريد في اقناع ضحاياه بشرائها بدعوى تملكها، ففي مصر قام أحد المحتالين ببيع ميدان العتبة، وفى فرنسا من قام ببيع برج إيفل، حتى الولايات المتحدة سنجد تلك النسخة من المحتالين تتجسد في “جورج باركر”، والذى بذكائه الاحتيالي استطاع بيع جسر بروكلين في ولاية نيويورك عدة مرات مع منشئات ومعالم عامة أخرى.
وتابعت الخلالي، أن جورج باركر ولد عام 1860 بمدينة نيويورك لأبويين أيرلنديين من الطبقة المتوسطة، والذين هاجروا إلى أمريكا سعياً وراء الحلم الأمريكي ولكن يبدو كما ولو أن جورج لديه حلم مختلف عن معظم الأمريكيين الآخرين، حيث تخرج من المدرسة الثانوية ليبدء بعدها عالمه الجديد من النصب والاحتيال على الناس والتي وصلت ذروتها في محاولاته لبيع المعالم الأمريكية الشهيرة الموجودة في مدينة نيويورك لا سيما “جسر بروكلين”، والذى باعه عدة مرات ولأفراد مختلفين.
شاب يدشن مفاعل نووي داخل شقته كأغرب تجربة يقدمها المساء مع قصواء (فيديو)
وأكملت الخلالي، أن جورج كان إنسانا ذكيا خاصة في تركيزه على محاولات بيع جسر بروكلين، وذلك نظرا لافتتان المهاجرين الجدد به كمشهد مثير للأعجاب، ومعلم رئيسي من معالم أمريكا حيث كان يبدأ جورج احتياله بارتدائه الملابس الفاخرة ومحاولة التعرف على المهاجرين الجدد الذين وصلوا إلى نيويورك ولديهم أموال وبالإمكان خداعهم بأساليبه الاحتيالية، وفى سياق الحديث معهم يخبرهم بأنه المسئول عن ذلك الجسر ويبحث عن شخص ما للعمل في كشك الرسوم الذي سيقيمه قريبًا عند بداية الجسر، وإذا وجد تجاوبا واهتماما من الضحية يعرض عليه العمل كمسئول عن الكشك مع محاولة اغرائه بأنه يدر أرباحا هائلة، وإذا وجد تجاوبا أكثر فأنه يعرض عليه فرصة فريدة ومربحة ليصبح شريكًا تجاريًا ويمتلك جزءًا من الجسر أو الجسر كله بحسب الأموال التي ستدفعها الضحية، ولإثبات ادعاءاته كان يصطحبه إلى مكتبه والذى كان مزيفا بالطبع ويعرض له مستنداته المزورة، والتي تؤكد امتلاكه لذلك الجسر.
وتابعت قصواء الخلالي، أنه ونظرا لأن تلك الأحداث كانت في أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن العشرين فلم يتم توثيقها جيدا، ولكن كانت هناك تقارير تشير إلى أنه باع ذلك الجسر بمبلغ وصل إلى 50 ألف دولار وهو مبلغ يعادل 1.3 مليون دولار بوقتنا الحالي، وبعد نجاحه في مسعاه ببيع الجسر للضحايا ذهب أول شخص منهم وشرع في إقامة كشك لتحصيل الرسوم بينما كانت حركة المرور بكامل قوتها، وتم إخطار الشرطة بسرعة لتلقى القبض عليه بتهمة استغلال أراضي ومنشئات حكومية ثم للمرة الثانية مع شخص أخر وألقى القبض عليه، وتكرر الأمر للمرة الثالثة ولمحاولة إيقاف ذلك الجنون قامت الشرطة بوضع العديد من اللافتات حول الجسر قائلة إنه “أرض حكومية و ليس للبيع” و بذلك أنهت أي فرصه لمحاولة بيعه مجددا من قبل “جورج”، والذى لم ييأس حيث اتجه لممارسة نفس أفكاره الاحتيالية في بيع منشئات عامة أخرى خلاف الجسر مثل حديقة ميدان ماديسون وتمثال الحرية ومتحف المتروبوليتان للفنون، وحتى ضريح الجنرال جرانت، والذى قدم أوراقا مزورة مدعيا أنه حفيده وهو من يمتلك الضريح.
وأكدت الخلالي، أنه وعلى مدار حياته تم إلقاء القبض على جورج باركر وإدانته عدة مرات بتهمة الاحتيال وسجنه لسنوات قليلة واحدة منها حدثت في عام 1908 حيث تم إيداعه في سجن “ريموند ستريت”، وفى ليلة رأس السنة وصل مدير سجن جديد ليتسلم أعماله به حيث خلع قبعته ومعطفه لتحية العمال والسجناء سرعان ما غافله جورج، وسرقهم وارتداهم ليخرج من البوابة الأمامية من السجن من دون أي مشكلة من الحرس، والذين ظنوه هو مدير السجن ليفر هاربا و يستكمل باقي أنشطته في الاحتيال.
Discussion about this post