الأنانية.. الطمع..الحسد.. مشاعر ونزعات تجرد منها الإنسان تجرد من رحمته وعقله وتحرك بداخله بركان الشر والإجرام.
كنت أظن أن هؤلاء الأبناء القاسية قلوبهم، الذين رفضوا إستلام جثة والدتهم خوفاً من إنتقال العدوى ،هم الأبشع على الإطلاق.
كنت أظن أن هؤلاء الأبناء المطموسة بصيرتهم والمسودة قلوبهم الذين فروا من بيت والدتهم العجوز وتركوها وحيدة، تئن وتتوجع وتصارع حتى لقيت ربها، هم الأسوأ قرار والأشد سواد.
كنت أقاوم الرغبة بالقئ وأتفادى السقوط من فرط الشعور بالدوار وأنا أقرأ مثل هذه الأخبار، حتى فقدت كل قوتي وعزيمتي في الصمود والمقاومة وأنا أقرأ هذا الحادث المروع وتفاصيله المحطمة لأي ثبات أو صمود.
لم يكتف الزوج المنزوع الرحمة والإنسانية بتلفيق تهمة أخلاقية لزوجته، بل أراد ما هو أبشع من ذلك وقرر قتلها كي يتخلص منها للأبد وتختفي جريمته وينطمس أي صوت يكشف جريمته وسواد قلبه.
كيف ومتى ولماذا؟!.. كيف وصل كل هؤلاء لهذ القدر من إنعدام الضمير وسوء النفس والقرار ؟!.
متى أصبحوا هكذا، منزوعي الرحمة معدومي الإنسانية والضمير؟!…. لماذا تحولت فطرتهم إلي هذا الحد وأصبحوا بقسوة الوحوش وخسة الضباع؟!
القبض على عامل يتعمد البصق في وجه المارة لينقل لهم العدوى بعد تيقنه من إصابته بها!!
الأزمة تتفاقم والأمر يزداد سوءا بعد سوء.
مجتمع بلا رحمة هو غابة مكفهرة تتصارع بها الوحوش ليأكل قويها ضعيفها بلا أدنى تفكير، مجتمع تنهار به منظومة الأخلاق وتتلون وتتبدل وتتباين وينحرف معيارها، ينتظره حتمية النهاية وبئس المصير.
حالات فردية قليلة متفاوتة البشاعة والإجرام وسط كم كبير وواضح من أصحاب القلوب البيضاء والأيدي النظيفة والضمائر اليقظة، لكنها نذير فزع ولا أدني شك في ذلك.
المسؤولية جمعية وشمولية ولا تقتصر على أن تكون برمتها علي كاهل فئة بعينها أو جهة على وجه الخصوص.
الكل مسؤول والكل مطالب بسرعة الحركة وصواب التصرف.
تطهروا من صُناع الشر بيننا وأخلصوا النية أن تتشابك أيدينا جميعاً لننقذ هذا المجتمع من أحفاد قابيل.
Discussion about this post