لأول مرة، يكشف الكاتب الكبير ياسر رزق، تفاصيل تهديد أمريكا للسيسي بقطع المعونة قبل 48 ساعة من الإطاحة بالإخوان، فى مقال والذى جاء بعنوان: “ثورة يونيو.. والسيسي.. والأمريكان”، تناول خلاله سرد أحدث علاقة مصر بأمريكا وتطور العلاقات منذ أحداث 25 يناير وصولاً إلى ثورة 30 يونيو، من خلال ما أسماه بأضواء كاشفة على محطات رئيسية في مسار تلك العلاقات، بدءاً من الأسابيع الفاصلة التي سبقت قيام ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، ومروراً بالأيام المفصلية التي أعقبت انفجار الثورة وتوجت ببيان الثالث من يوليو، ثم الشهور الأربعين التالية التي أعادت في نهايتها لتلك العلاقات زخمها واستردت لها عافيتها.
وأوضح “رزق”أن الرئيس السيسى وقف ضد أمريكا عندما كانت تدعم الرئيس المعزول محمد مرسى، وأنه قال لوزير خارجية أمريكا فى ذلك الوقت قائلا: «game is over» أي أن اللعبة قد انتهت.
هذا مقال رأي موثق بالمعلومات، أو هو تقرير معلوماتي مرصع بالرأي، سمه ما شئت، لكنه ليس كتاب تاريخ، ولا فصلاً في سجل التاريخ.
لست أدون وقائع أو أحصر أحداثاً تاريخية مرتبة وموقوتة باليوم والشهر والسنة، عن العلاقات المصرية الأمريكية في فترة حرجة من أصعب فتراتها، حافلة بالشكوك في القرارات والارتياب في النوايا.
إنما ـ وبكل تواضع ـ أضع أضواء كاشفة على محطات رئيسية في مسار تلك العلاقات، بدءاً من الأسابيع الفاصلة التي سبقت قيام ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، ومروراً بالأيام المفصلية التي أعقبت انفجار الثورة وتوجت ببيان الثالث من يوليو، ثم الشهور الأربعين التالية التي أعادت في نهايتها لتلك العلاقات زخمها واستردت لها عافيتها.
لعل الآتي، مجرد قطوف في بستان زاهر للجيش المصري ولثورة يونيو وللسياسة الخارجية التي اختطتها جمهورية السيسي، أو لعله شذرات في منجم غير مكتشف إعلامياً، وليس من الإنصاف للتاريخ تركه مغلقاً موصداً، حتى يُفتح في غير حضور أصحاب الفعل والقرار وشهود الوقائع، على أيدي خصوم الثورة أو الجاهلين بالأحداث وأقدار الرجال.
لست أردد منقوليات أو عنعنات، إنما أكتب رأي العين عن أحداث، أو أسجل معلومات، سمعتها من أصحاب الفعل أنفسهم، معلومات يد أولى غير مستهلكة، ولم تنلها تنقيحات المتداولين أو تشويهات المغرضين، بالحذف والإضافة والتلوين..!
في الثاني من مارس عام 2013، جاء جون كيري وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر، التقى الرئيس الأسبق محمد مرسي ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، كما اجتمع مع عدد من ممثلي القوى السياسية والمجتمع المدني ورجال الأعمال.
ثم التقى في مقر وزارة الدفاع مع الوزير القائد العام الفريق أول عبدالفتاح السيسي.
حالة الاحتقان التي كانت تسود البلاد منذ توقيع مرسي على إعلانه الدستوري في شهر نوفمبر 2012، غلفت أجواء الاجتماعات التي عقدها كيري في القاهرة، وسيطرت الشكوك المتبادلة بين المعارضة السياسية وجماعة الإخوان على مجريات اللقاءات والنقاشات، وكان الجيش المصري رغم حرصه على النأي بنفسه عن الصراع السياسي ليس بعيداً عما يدور وما ينذر بعواقب وخيمة على الشارع المصري، تهدد بالدخول في احتراب أهلي.
في الطابق الثاني من مبنى الأمانة العامة لوزارة الدفاع، اجتمع السيسي في مكتبه مع كيري، وتطرق الاجتماع في جانب كبير منه إلى الأزمة السياسية في مصر، في ظل التصريحات التي أعلنها السيسي قبلها بأسابيع في الكلية الحربية عن مخاطر الصراع السياسي الذي يهدد بانهيار الدولة، ثم تصريحات الفريق صدقي صبحي رئيس الأركان أثناء زيارته لأبو ظبي في منتصف فبراير، والتي قال فيها إن القوات المسلحة عينها على ما يدور في البلاد وإنها رهن إرادة الشعب إذا ما احتاجها.
بعد انتهاء المحادثات، اصطحب السيسي ضيفه الأمريكي لوداعه عند مدخل بهو مبنى الأمانة العامة.
وأثناء نزول السيسي وكيري على السلم الذي ازدانت جوانبه بصور زيتية لنظار الجهادية ووزراء الحربية والدفاع في العصر الحديث، قال وزير الخارجية الأمريكي لوزير الدفاع المصري: «كيف ترى ما ستؤول إليه الأمور؟».
رد السيسي قائلا: «game is over».. أي أن اللعبة قد انتهت..!
كان السيسي يقصد أن أوان النصائح قد فات.
لم يكن كيري يعلم أن السيسي قال شيئا بهذا المعنى لمرسي على نحو أشد صراحة وصرامة، قبلها بنحو شهر واحد، حينما قال له بالحرف: «إن مشروعكم قد انتهى، وإن حجم الصد في نفوس المصريين تجاهكم لم يستطع أي نظام سابق أن يبلغه في سنوات، بينما أنتم أوصلتم إليه الشعب في ثمانية أشهر فقط»..!
والواضح أن عبارة السيسي: «game is over»، لم يفهمها كيري كما كان يجب أن يفهمها، من جنرال مصري، عرف عنه هنا في مصر سداد رأيه وعمق رؤيته في التنبؤ بمسار الأحداث، مثلما عرف عنه بُعد نظره في استبصار تداعيات الأمور بالشرق الأوسط، وذلك أثناء دراسته في الولايات المتحدة عام ٢٠٠٦ للحصول على درجة الزمالة في الاستراتيجية العسكرية.
قبل أقل من عام من ذلك التاريخ، كنت على موعد مع اللواء أركان حرب عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية في مكتبه بمقر القيادة المشتركة، وتأخر اللقاء عن موعده المحدد بعض الوقت، ثم شاهدت اللواء السيسي يخرج من مكتبه يودع السفيرة الأمريكية آن باترسون، وعلمت من أحد الحضور من قادة القوات المسلحة، أن السفيرة الأمريكية بادرت اللواء السيسي في بداية اللقاء قائلة: يا جنرال، أود أن أسألك كيف تنبأت بوصول الإسلاميين إلى سدة الحكم في دول شمال إفريقيا؟
وكان السيسي في عام 2006 قد حصل على درجة الزمالة من كلية الحرب العليا الأمريكية، وكان موضوع بحث إجازة الزمالة عن الإسلام السياسي والحكم في الشرق الأوسط.
2
هبت رياح وزمجرت عواصف تحت سماء مصر في ربيع عام 2013، وجرت مياه كثيرة تحت الجسور بين ضفتي النيل، واستمرت زيارات مسئولين أمريكيين كبار إلى مصر، وكان أهمهم تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكي الذي زار مصر يوم 24 أبريل، والتقى محمد مرسي كما اجتمع مع الفريق أول السيسي. وكانت الأوضاع السياسية المضطربة في مصر على رأس جدول أعمال المباحثات في اللقاءين.
عشية قيام ثورة الثلاثين من يونيو، جاء رئيس مكتب التعاون العسكري الأمريكي في مصر وهو جنرال كبير بصحبة السفيرة الأمريكية إلى مكتب اللواء د. محمد سعيد العصار مساعد وزير الدفاع ومسئول ملف التعاون العسكري عن الجانب المصري في ذلك الحين.
في ذلك اللقاء الذي تم يوم 29 يونيو، أي بعد ستة أيام من مهلة الأيام السبعة التي أعطاها السيسي باسم القوات المسلحة لإنهاء الصراع السياسي بين النظام والقوى السياسية، أخطر الجنرال الأمريكي اللواء العصار بأنه جاء لإبلاغ القيادة العسكرية المصرية رسالة رسمية من البنتاجون مفادها أن القانون الأمريكي يحظر على الإدارة الأمريكية إعطاء مساعدات لأي دولة يجري فيها انقلاب عسكري على سلطة شرعية منتخبة.
ورد العصار على الجنرال الأمريكي قائلا: لا توجد انقلابات، ونحن لا ندبر لها. لكنكم ترون حالة الشعب المصري وتتابعون دعوات الخروج. وكل ما نريده ألا تقوم حرب أهلية ويحدث ما لا تحمد عقباه.
ونقل العصار للجنرال الأمريكي رد الفريق أول السيسي على الرسالة قائلا: إن القوات المسلحة لن تترك الشعب في مهب الريح، ولو كنتم تتخيلون أنها ستتخلى عن الشعب في مقابل 1.3 مليار دولار (قيمة المساعدات العسكرية السنوية) فإننا نقول لكم لن نتخلى عن الشعب ولو في مقابل 1.3 تريليون دولار.!
قبل يوم من انتهاء المهلة الثانية التي أعطاها السيسي باسم القوات المسلحة لنظام الإخوان ومدتها ٤٨ ساعة، جاءت السفيرة الأمريكية آن باترسون في السادسة مساء يوم 2 يوليو 2013، إلى مقر القيادة المشتركة، وهو المكان الذي كانت تدار منه شئون القوات المسلحة في ذلك الوقت الحرج، وطلبت نقل رسالة عاجلة إلى القيادة العسكرية المصرية.
التقاها اللواء العصار بمكتبه، وقالت له السفيرة وبدا أنها في عجلة من أمرها: «معي رسالة عاجلة من وزير الخارجية الأمريكي يقول لكم، لو هناك أي قرار بشأن السلطة، نرجوكم أن تؤجلوه لمدة يوم واحد فقط، وسوف نعمل على تنفيذ كل ما تريدون».
ثم أضافت قائلة: «إن وزير الخارجية كيري يعني ما يقول، وما نطلبه فقط هو أن تعطونا فرصة».
استمع إليها العصار وقال: «سوف أنقل الرسالة إلى القائد العام» ولم يعطها رداً شافياً.
بوضوح.. كانت السفيرة تطلب مد مهلة الـ 48 ساعة لمدة 24 ساعة أخرى على الأقل.
والأوضح.. أنها كانت ترغب في إعطاء مرسي والإخوان فسحة أوسع من الوقت تشكك جماهير الثورة في أن قيادة القوات المسلحة جادة في مساندتها، وتتيح للرئيس فرصة زمنية للإطاحة بقيادة الجيش..!
بعد ثلاثة أسابيع من قيام ثورة 30 يونيو، سألت الفريق أول السيسي في لقاء خاص غير صحفي بمكتبه في مقر الأمانة العامة، عما إذا كان قد أخطر أي طرف أو جهة خارجية ببيان الثالث من يوليو قبل إذاعته، ثم أعدت عليه نفس السؤال في مطلع أكتوبر من نفس العام 2013، في أول حوار صحفي له على الإطلاق للصحافة، أو الإعلام.. وكنت أقصد أساسا بالطرف أو الجهة الخارجية، الولايات المتحدة..
في الحالتين.. كانت الإجابة واحدة: «لم نخطر أحدا، ولم نتعاون مع أحد، ولم ننسق مع أحد، ولم نستأذن أحداً».
جريرة نظام 30 يونيو، والجيش المصري، وقائده العام عند إدارة أوباما هى أن السيسي رفض النصيحة/ المطلب/ الأمر الأمريكي، بإرجاء اتخاذ قرار ضد نظام حكم الإخوان وممثله في الرئاسة محمد مرسى. بل إن السيسي أتى «أمرا إدا» حين لم يستأذن الإدارة الأمريكية، بل حتى لم يخطرها ببيان الثالث من يوليو، في منطقة اعتادت أن ترفع سبابتها استئذانا من السفارة الأمريكية، قبل الذهاب لقضاء أي حاجة على أي نحو..!
3
على مدار عام المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة 30 يونيو، خيمت سحب كثيفة في سماء العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، أعاقت الرؤية حتى عند مواقع الأقدام.
وبرغم استقبال القاهرة مسئولين عديدين بإدارة أوباما خلال تلك الفترة، على رأسهم وزير الخارجية جون كيري الذي زار مصر مرتين في نوفمبر 2013، وفى يونيو 2014، بدا أن نوايا أوباما وأركان إدارته ممن جمعتهم بقيادات الإخوان علاقات وثيقة في السنوات السابقة، غير صافية على الإطلاق تجاه نظام ٣٠ يونيو والرئيس الجديد المنتخب عبدالفتاح السيسي.
ولم يجانب القيادة المصرية صواب الرأي، حين أدركت أن السبب الرئيسي لذلك الموقف، هو أن مصر عطلت نفاذ خطة طال الانتظار لتحقيق أهدافها، وحان وقتها على يد الإخوان، غير أن ثورة الشعب المصري وموقف الجيش المصري من مطالب الجماهير قطع عليها الطرق والمسالك.
في الأسبوع الأخير من سبتمبر 2014، أي بعد مرور ثلاثة أشهر ونصف الشهر على توليه منصب الرئيس.. سافر السيسي إلى نيويورك ليشهد الدورة التاسعة والستين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليطل على المجتمع الدولي لأول مرة من نافذة مصر الجديدة.
وعند الترتيب للزيارة، جاءت إشارة أمريكية تفيد برغبة أوباما في لقاء السيسي للمرة الأولى، واستجابت مصر للإشارة واللفتة.
قبيل القمة الأولى بين الرئيسين، التقى الرئيس السيسي مع نخبة من صناع القرار وكبار المسئولين السابقين في الإدارات الأمريكية، على رأسهم ثعلب السياسة الخارجية هنري كيسنجر وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق.
قال كيسنجر للسيسي: «سيدي الرئيس.. لقد سمعتك من قبل تقول للإدارة الأمريكية.. لا تديري لنا ظهرك.. وأنا أقول لك إنهم سيأتون إليك ويقولون: قفوا بجانبنا..!
على نحو ما صدق كيسنجر في نبوءته في مواقف عديدة، خلال السنوات التالية..!
بعد هذا اللقاء.. قابل السيسي، الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري وزيرة الخارجية السابقة التي أخذت تدافع عن موقفها تجاه نظام الإخوان، وقالت للرئيس: «منذ اللحظة الأولى لم أجد منهم تفاهما ولا بعد نظر ولا رؤية وإنما وجدت إصرارا على أشياء وأخطاء لا يحيدون عنها»!.
ثم أضافت وكأنها تنفض يديها بأثر رجعي من مرسي الذي أيدته بكل طاقتها: «لقد نصحته أنا.. ونصحته أنت، ولم يستجب لي ولك»!
في قاعة الاجتماعات لفندق «والدورف أستوريا»، التاريخي بنيويورك.. التقى السيسي مع أوباما.. وبادر أوباما الرئيس المصري الجديد قائلا وكأنه يريد أن يطوي صفحة الماضي: «إننى أعرف أنك تتمتع بحب الرأي العام في مصر، وتحظى بشعبية جارفة.
وكان أوباما يشير إلى نتيجة انتخابات الرئاسة التي حقق فيها السيسي ما يشبه الإجماع في تأييد الناخبين.
تحدث أوباما خلال هذا اللقاء كثيراً عن مصر وأهميتها، ودورها المحوري في المنطقة، وشرح السيسي رؤيته للأوضاع الجارية في المنطقة العربية ومنظوره للتعامل مع قضية الإرهاب.
بعد هذا اللقاء أخذ أن الجليد الممتد بين واشنطن والقاهرة عبر المحيطات والبحار بدأ في الذوبان. لكن الحقيقة أن العلاقات زادت برودة وأخذت مواقف البلدين في التباعد، لدرجة أنه في العام التالي تجنب السيسي أن يطلب لقاء أوباما على هامش الدورة السبعين لاجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر 2015.
< < <
أولى إرهاصات التحول الايجابي في مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، ظهرت على هامش الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة في سبتمبر 2016.. حينما التقى السيسي مع المرشحين: الديمقراطي هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة التي كان مقررا إجراؤها بعدها بستة أسابيع.
كانت الشكوك التي سادت علاقات مصر مع إدارة أوباما الديمقراطية تخيم على لقاء السيسي مع هيلاري.. بينما كان التفاؤل والمودة يسودان اللقاء مع ترامب الذي أبدى أكثر من إشارة خلال حملته الانتخابية للترحيب بتصريحات السيسي تجاه الإرهاب باسم الإسلام، فضلا عن إعجابه ببرنامجه لإصلاح الاقتصاد المصري.
وكان السيسي يتوقع -كما علمت منه- فوز ترامب، لأنه في تقدير الرئيس استطاع أن يصل بوضوحه وصراحته إلى قلب المواطن الأمريكي ابن الطبقة المتوسطة.
.. صدق توقع السيسي، خلافاً لتقديرات استطلاعات الرأي الأمريكية، وكان الرئيس المصري أحد اثنين من الزعماء كانا أول من اتصل بترامب للتهنئة بفوزه في الانتخابات.
في أعقاب فوز ترامب بالرئاسة، بدا أن العلاقات المصرية الأمريكية سوف تستعيد مسارها الصحيح بعد سنوات التردي والجمود.
وبعد شهرين ونصف من دخوله البيت الأبيض، كان ترامب يستضيف السيسي في زيارة رسمية إلى العاصمة الأمريكية.
وفى هذه القمة الأولى بين الرئيسين، كان ترامب واضحاً وهو يغلق صفحة قاتمة، ويفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين، حين قال: لمصر أن تعتبر أن لها صديقاً حقيقياً هو الولايات المتحدة وأنا شخصياً، وأبدى بصراحته المعهودة ضيقه من النهج الذي سلكه أوباما وإدارته في التعامل مع مصر منذ ثورة يونيو وتضييقه على الدولة المصرية في الحصول على صفقات السلاح لمواجهة الإرهاب. ثم قال: «لو كانت هيلاري فازت في انتخابات الرئاسة لصار الوضع أسوأ».
ورغم تحفظه في المقارنات عادة.. إلا أن الرئيس السيسي كان صريحاً للغاية عندما سئل عما إذا كان هناك اختلاف في العلاقات المصرية الأمريكية بين عهدي أوباما وترامب، وأجاب بكلمة واحدة: نعم.
ربما الخفي في العلاقات المصرية الأمريكية في عهد أوباما عقب قيام ثورة 25 يناير، وبالأخص بعد اندلاع ثورة 30 يونيو، كأبدان جبال الجليد الغاطسة في مياه المحيطات القطبية.
لكن الذي لا يحتمل الجدل، أن نهج السيسي منذ كان وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، هو الذي دشن مبدأ استقلال القرار الوطني لمصر، وأطلق السياسة الخارجية المصرية من قيود أدبيات ظلت أسيرة لها طيلة ما يقرب من 40 عاما..!
Discussion about this post