في واحدة من اغرب المشاهد التي لم نألفها من قبل، أقدم مدرس بريطاني على خطوة خطيرة أفقدته وظيفته، وذلك بعد أن غطى جسمه بالكامل بـ”الوشم” حتى عينيه ولسانه، مما جعل مظهره مرعبًا أمام تلاميذه.
وأُجبرت تلك الواقعة، المدرسة على ايقاف معلمًا يدعى “سيلفان هيلين” يبلغ من العمر 35 عامًا عن التدريس في روضة أطفال لأن ظهوره أخاف التلاميذ الصغار.
وغطى المدرس جسده، ووجهه ولسانه بالوشم، وحول بياض عينيه بعملية جراحية إلى اللون الأسود، مما تسبب في كوابيس مروعة لطفلة عمرها 3 سنوات وفقًا لشكوى والديها.
وقال المدرس: “أعتقد أن القرار الذي اتخذوه كان محزنًا للغاية”، وصرح متحدث باسم سلطة التعليم المحلية إنه تم التوصل إلى اتفاق مع المدرس لإبعاده عن روضة الأطفال، لأن التلاميذ دون سن السادسة “قد يخيفهم ظهوره”.
من جانبها، بدأ المدرس رسم الوشم في سن 27 عندما كان يدرس في مدرسة خاصة في لندن، وحقن 475 إبرة وشم للخروج بهذا الوشم، وكان يعاني من “أزمة وجودية”، منذ ذلك الحين أصبح الوشم شغفه.
وأضاف “هيلين” أنه يأمل في أن يظهر لتلاميذه أنه ينبغي عليهم قبول أشخاص مختلفين عن القاعدة.
وفي السياق، يعد الوشم من العلامات الدائمة التي توضع على إحدى مناطق الجسم باستخدام الحبر والإبر، وبمجرد أن يدخل الحبر إلى الطبقة الثانية من الجلد فإن الجرح سوف يلتئم، وطبقة الجلد سوف تشفى، وشاع استخدام الوشم منذ وقت طويل، وظهرت العديد من الرسومات والألوان المختلفة، إلى أن أصبح الوشم فن لديه صانعيه.
يبحث الكثير من الأشخاص عن الحكم الشرعي لـ رسم الوشم على أحد أعضاء الجسم، وخلال السطور القليلة القادمة تبين لكم “بلدنا اليوم”، الحكم الشرعي لرسم الوشم، وفقا لدار الإفتاء المصرية، ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإليكترونية.
ما هو الوشم؟
الوشم: عملية غرز إبرة أو مسلَة أو نحوهما في أي مكان من بدن المرأة سواء كان معصم أم كتف أم غيره، وعند خروج الدم من الموضع الذي تم غرز الإبرة فيه يتم وضع مادة الكحل في موضع خروج الدم حتى يخضر، ويقال لمن يعمل هذا العمل واشمة، وأما من يقع عليها فعل الوشم فهي مستوشمة.
رأي الإفتاء في حكم رسم الوشم على الجلد
قال الشيخ محمود شلبى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجب التفرقة فى مسألة الوشم بين نوعين، الأول: هو “الذى يكون فيه وخز بإبرة محددة فى الجلد حتى يخرج الدم ويوضع بدلا منه مادة لرسم الوشم، وهذا حرام ولا يجوز”.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أما النوع الثانى: هو “ما يتم رسمه بواسطة مواد محددة على الطبقة الأولى من الجلد دون جرح أو خروج دماء وهذا جائز”.
رأي الأزهر في حكم رسم الوشم على الجلد
كشف مركز الأزهر العالمى للفتوى الإليكترونية، أن الوشم والتاتو إذا كان بالوخز بالإبر ونحوها وملئ فراغات طبقة الجلد العميقة بمادة الوشم، فهو حرام شرعًا؛ لقوله: “لعن الله الواشمة والمستوشمة…” متفق عليه، أما إذا كان الوشم والتاتو عن طريق الرسم أو اللصق على سطح البشرة بالحناء أو غيرها من المواد الطاهرة، فهو جائز لا شيء فيه إذا كان من قبيل التزين للزوج ما دام لا يطلع على زينتها غيره، ولا يؤدي إلى كشف العورات، ولا يمنع من وصول الماء إلى البشرة عند الطهارة بوضوء أو غُسل.
علة تحريم رسم الوشم على الجلد
اتفق أصحاب المذاهب الأربعة على حرمة الوشم، وذلك بسبب أنه تغيير لخلق الله، وأن تحريم الوشم في أي جزء من أجزاء البدن هو مما يتوافق مع الفطرة السليمة التي جاءت الشريعة الإسلامية لرعايتها، وأما ما ورد عند فقهاء المالكية من إجازته في حال المرض فإنَّه ينزل منزل الضرورة التي تقدر بقدرها، فإذا وجدت وسيلة علاجية مشروعة لا يجوز العدول عنها إلى استخدام الوشم الذي حرمته الشريعة الإسلامية.
Discussion about this post