لم تتخيل ” شروق ” ذات الـ12 عاما، أن بانفصال والدها عن والدتها منذ الصغر، ستصبح هى ضحية هذا الطلاق بينهما، حيث فقدت أهم أواصل الرحمة والمحبة والسكينة والإطمئنان فى هذة الدنيا، ولكن القدر لم يكن رحيما بها، حتى ذاقت الويل والتعذيب على أيدى زوجة أبيها التى تجردت من مشاعر الإنسانية والرحمة والأمومة تجاه هذة الطفلة الصغيرة.
ففى قرية رياض باشا التابعة لمركز بنى سويف ، كان مسرح الجريمة، لطفلة لا تتعدى الـ 12 عاما، حتى ذاقت كل أشكال العنف والتعذيب من زوجة أبيها التي لا تعرف أى من معاني الرحمة أى شيئا.
زوجة الأب لا قلب لها، ولم ترحم المأساة التي عاشتها تلك الطفلة المفتقدة لحنان الأم بعد حرمان الأب للأم من رؤيتها لمدة 10 أعوام عقابا لها بسبب طلاقها منه، حيث قامت باستغلال عمل والدها بالدفاع المدني، وقامت بمعاملتها بقسوة، تحرمها من الطعام، حتى استطاعت أن تحصد كراهية الطفلة الصغيرة، فى زمن قياسى، ولأن الطفلة “طفح الكيل بها” صارحت زوجة أبيها وأبيها أيضًا بمشاعرها تجاهها مما أغضبها.
ومنذ هذه اللحظة، قررت زوجة الأب الانتقام منها، عذبتها وضربتها، بل ووضعت زوجها أمام خيارين، إما ضرب الطفلة وتعذيبها حتى تثأر لكرامتها أو الطلاق، مما دفع الأب لضرب ابنته، لكنها لم تكتف وظلت تعذبها بطريقة وحشية، وكانت تقسو على الطفله ” شروق ” صاحبة الـ 12 عاما، لأنها تحمل ملامح كبيرة وشبية لأمها، فكانت تذكرها فى كل وقت أنها الزوجة الثانية، إضافة إلى أن تلك الطفلة، كانت تفهم جيدًا ما تفعله معها.
فالطفلة الصغيرة ذاقت طعم اليتم منذ الصغر، افتقدت لحنان الأم، وهى عمرها 10 سنوات، وكانت ترى شقيقتها من والدها وتنظر لها وهى تتألم وترى فرق المعاملة، وكانت الطفلة صامتة، وعلى حذر من زوجة أبيها.
و لكن زوجة الأب كانت تعاملها بقسوة، تجعلها تقوم بمعظم أعمال المنزل، تحرمها من الطعام، تفتعل بعض الأشياء والأعمال الشاقة، وحينما لا تقدر على إنجازها الطفلة الصغيرة تقوم بتعنيفها، وتكشر في وجهها، وكأن الطفلة الصغيرة ارتكبت جرم كبير.
وكانت ” شروق ” تتحمل كل ما تفعله زوجة أبيها، فوالدها يأتى فى وقت متأخر، وتكون الطفلة فيه نائمة، تستيقظ من نومها، ووالدها لا يرغب فى الإنصات لأحد، يكون فى عجلة من أمره للنزول لعمله، حينما تتحدث إليه ابنته لا يستمع إليها.
كان الأب ينصت لزوجته فقط، فهى سيدة البيت رقم واحد، مشهد متكرر فى أفلام عربى قديمة وحديثة، وهى طريقة معاملة زوج الأب لابنائه وكيف للأب أن يكون فى غفلة عن ابنائه، ولا يشغلوا تفكيره كثيرًا لأنه يخشى من رحيل زوجته.
وكانت الزوجة تلعب على هذا الوتر الحساس، الطفلة الصغيرة حينما تراها تعتقد أنك أمام طفلة، لكنها فى صبرها وجلدها، تجاوزت تحمل إمرأة تجاوزت مراحل عمرية كبيرة، كانت تتعامل بعقلها وليس بعواطفها، تغلب الحكمة على ما يجب أن تفعله، لأنها لا تريد السوء.
لم يعد لدى الطفلة، مقدرة على تحمل تلك السيدة، التى تأتى لها فى نومها، وتطاردها فى يقظتها وكأنها “شبحا ” التى يخشاها الأطفال الصغيرات، وفجأة فى أحد الأيام امتلكت جرأة وقوة، لم تكن تعتقد أنها ستفعلها وتصارح زوجة أبيها بما تفعله معها، وتبلغها بمشاعرها الحقيقة نحوها قائلة:”لا أحبك” كلمات ربما قالتها الطفلة الصغيرة فى لحظة عاجلة.
لم تفكر كثيرًا فى ردود فعل زوجة الأب، ولكن الطفلة كبركان انفجر من كثرة الضغط عليها، من تصرفات تلك المرأة، حيث كانت تحرمها من الطعام وتضربها، لم تكتف بذلك بل صارحت والدها بمشاعرها ناحية زوجها، وأبلغته أنها لا تحبها نتيجة قسوتها، وهنا بدأت ثورة زوجة الأب تجاه تلك الطفلة، وكانت تنتظر خروج زوجها وتضربها، وكانت الطفلة تبكى وتصرخ وتستغيث بالجيران، لكن لا أحد يسمعها.
وكانت زوجة أبيها لم تغفر تصرف الطفلة العفوى ، وطلبت من والدها ضربها، وبالفعل عاقب الأب ابنته وضربها، لكن لم تكتف الزوجة بذلك، وطالبته بعقاب أكبر من ذلك، وإلا ستطلب الطلاق، لم يجد الزوج حلًا سوى الرضوخ لمطالب زوجته، حتى لا تفارقه وتتركه وحيدًا، وضربها الأب “علقة موت”.
وقامت زوجة الأب بعد ذلك، بربطها فى عشة دواجن لمدة يومين بدون طعام أو شراب، فى موجة الحار وتعذيبها وصعقها بالكهرباء، إلى أن استغاثت ” شروق ” بالجيران الذين ساعدوها على الهرب من هذا السجن مستغيثة بجدتها التي قامت بإبلاغ السلطات وتم تحرير المحضر برقم 12895 لسنة 2020 جنح مركز بنى سويف.
وعلى الفور انتقلت قوات من مباحث مركز شرطة بني سويف، وتم القبض على زوجة الأب المقيمة بقرية رياض باشا، وجار ملاحقة الزوج الشريك في الواقعة.
Discussion about this post