قال الدكتور أمجد طلعت، مدير عام بشركة “إيفا فارما” للأدوية وكيل شركة جلياد الأمريكية، إن مستشفيات العزل بدأت استخدام دواء “ريمديسيفير” بعد تسليم الدفعة الأولى منه أمس الجمعة، لعلاج الحالات المتقدمة، بما يساعد في تقليص فترة التعافي بنحو 30%.
وأوضح طلعت في حوار، أن الشركة بدأت تصنيع عقار فافيبيرافير لعلاج الحالات البسيطة والمتوسطة، والذي اعتمدته روسيا كعلاج لمرضى كورونا، وتبلغ القدرة الإنتاجية مليون عبوة شهرياً بعد موافقة هيئة الدواء.. وإلى نص الحوار:
* لنبدأ من حيث انتهت الأحداث.. ما تفاصيل إنتاج عقار ريمديسيفير؟
وقعنا اتفاقية مع شركة جلياد العالمية لتصنيع دواء ريمديسيفير وتوزيعه في 126 بجانب مصر، وهذا الحق الحصري بسبب كوننا وكيل الشركة وشريك النجاح معها في القضاء على فيروس سي في مصر.
دعني أخبرك أن شركة جلياد أعطت الحق هذا الدواء لـ 8 شركات في العالم: 6 بالهند وواحدة في باكستان ونحن في مصر، لأنهم غير قادرون على إنتاج كمية تكفي العالم كله، وبالتالي لجأوا إلينا للمساعدة في توصيل الدواء، وهذا يساهم في توفير الدواء بسعر أرخص وبكمية أكبر في مناطق جغرافية أبعد، وتوفير عملة صعبة لمصر.
* متى بدأ التصنيع؟
بدأنا من حوالي أسابيع قليلة، ونهاية الأسبوع الماضي حصلنا على موافقة هيئة الدواء لاستخدامه في مستشفيات العزل وللحالات الحرجة وتحت إشراف اللجنة العلمية لمواجهة كورونا، وبالتالي لن يكون متاحًا في الصيدليات، أو العزل المنزلي أو الحالات البسيطة.
* ما مدى فاعليته؟
الدواء يقلل من تكاثر الفيروس، وبالتالي يقلل نشاطه ويعطي فرصة أكبر للمناعة للتعامل معه. وفي الأساس كان يستخدم ريمديسيفير لعلاج فيروس الإيبولا، وبدأت التجارب عليه في الولايات المتحدة والصين ووجدوا أن له نتائج إيجابية وآمن على المرضى وليس له أضرار جانبية عليهم.
بالنسبة لفاعلية الدواء، كشفت النتائج أن المرضى الذين حصلوا عليه تعافوا وخرجوا بعد 11 يوما وهم حالات حرجة داخل العناية المركزة وعلى أجهزة التنفس الصناعي ويعانون من نقص الأكسجين فيما يعرف بالحالات المتقدمة، ومن لم يحصلوا عليه خرجوا بعد 15 يوماً، وبالتالي ساهم في تقليص مدة التعافي بنسبة 30%.
* ما عدد الجرعات التي يحصل عليها المريض؟
المريض الواحد يأخذ ما بين 6 إلى 10 “حقن” من خلال فترة علاجه، وتبرعت الشركة بـ 1100 عبوة لصالح مستشفيات وزارة الصحة والتعليم العالي لمستشفى أبو خليفة النموذجي، وقصر العيني، والعجوزة النموذجي، وزايد آل نهيان، والعبور، و15 مايو، وعين شمس التخصصي، وهذه الكمية تكفي بين 100 إلى 200 مريض حسب جرعات الاستخدام.
* وماذا عن حجم إنتاج الشركة من العقار؟
الطاقة الإنتاجية من “رمديسيفير” تبلغ 16 ألف حقنة يومياً، بمعدل يصل لنصف مليون حقنة شهرياً، ومستعدون لإجراء توسعات عاجلة لزيادة الإنتاجية من الدواء حال الحاجة لذلك، وحاليا نحصر طلبات الهيئة العليا للشراء الموحد ووزارة الصحة لكي نستطيع تحديد حجم احتياجهم ونحتاج مساعدة هيئة الدواء في التصدير للدول الأخرى.
وبعض الدول الأفريقية وشرق أوروبا بدأت في التواصل معنا للسؤال عن قدرتنا الإنتاجية والتصدير، وبدأت المخاطبات معهم ونتواصل للهيئة العليا للدواء لاستيراد المواد الخام للتصنيع المحلي والتصدير.
* إذا انتقلنا إلى عقار “فافيبيرافير”.. ما تفاصيل إنتاجه؟
“فافيبيرافير” هو عقار شهير بالدواء الروسي أو الياباني، وكان متاحا في اليابان عام 2014 لعلاج الإنفلونزا العادية، وكانت نتائجه جيدة للغاية، ووجدوا له فاعلية في الفيروسات التاجية، وبدأت تستخدمه الصين عند بداية الجائحة العام الماضي، ثم إيطاليا ثم بعض دول أوروبا، وتبرعت اليابان بكميات لـ 47 دولة لإجراء دراسات عليه، ثم تم اعتماده في روسيا رسمياً، وبدأنا إنتاجه في مصر منذ أيام قليلة.
* وما حجم إنتاجه وفاعليته؟
الدواء للحالات البسيطة أو المتوسطة وليس شرطا أن تكون في المستشفى ويؤخذ عن طريق الفم وبالتالي من السهل استخدامه ولكن يجب أن يكون تحت إشراف طبي، وفي انتظار تعليمات هيئة الدواء بشأن توفيره في الصيدليات من عدمه خلال أسبوعين.
وأثبتت الدراسات أن الحالات المتوسطة لكورونا حال حصولها على العقار، تبدأ الأعراض المرضية في الانخفاض بعد 4 أو 5 أيام، ثم التعافي بين 10 إلى 14 يومًا بنسبة تتجاوز 90% مع الحصول على باقي البروتوكول العلاجي.
قدرتنا الإنتاجية أكثر من مليون علبة في الشهر حسب الطلب، ونحاول المساهمة في التصدير.
* ما سعر العقارين بالسوق؟
الريمديسيفير سيكون سعره أقل من ألفي جنيه، أما “فافيبيرافير” سيكون سعر تنافسياً ولم نحدده حتى الآن.
* هل هناك تحديات واجهتكم في تصنيع هذه الأدوية؟
بالفعل، حيث قمنا يمخاطرات مالية لكي نستورد كميات من المواد الفعالة لهذه الأدوية من أكثر من مصدر ونوعنا مصادر المادة الخام بين الهند والصين وبدلا من مورد واحد أصبح اثنين أو ثلاثة، لكن السعر قد يكون تضاعف في الكثير من الأحيان، كما حصلنا على موافقات استثنائية من هيئة الدواء للقيام بهذه الإضافات.
وكانت هناك صعوبات في توفير المواد الخام وتغلبنا على ذلك بتنويع المصدر، وكذلك طريق التوصيل “بدأنا نشوف الشحن بالمراكب عن طريق البحر بسبب توقف الطيران”، كما أن المرونة التي أبدتها هيئة الدواء لاستيفاء الأوراق ساعدتنا لحل المشكلة.
* هل تنتج الشركة أدوية أخرى لعلاج كورونا؟
شركتنا تملك 150 مستحضرا يتم تسويقهم في السوق المصري، من بينهم 7 إلى 10 أدوية ضمن أدوية علاج أو تقوية المناعة ضد كورونا، وكان أمامنا تحدٍ يتمثل في الإقبال الشديد من المواطنين على شراء أي دواء يسمعوا عن علاقته في الوقاية أو العلاج، وفي بعض الأحيان تخزين الأدوية دون احتياج لها، وبالتالي حدث نقص لها ورأينا ذلك في أدوية بارستيمول وفيتامين سي.
Discussion about this post