رحلة من الألم والكفاح وراء قصة سماح التي تركها والدها وهى مازالت داخل رحم الأم بعد أن طلقها بعد سنة واحدة من الزواج، فجاءت الأم بها من الإسكندرية للبحيرة لتعمل داخل الحقول فى جمع البصل من الأراضى الزراعية، وعاشت الأم والأبنة فى منزل جدها لأمها.
الأم تركت استغنت لطليقها عن جميع حقوقها ونفقتها، وأكدت له أنها ستربى الجنين القادم من مالها بالشقى والتعب، وبعد 3 سنوات تزوجت الأم وتركت الطفلة أمانة فى منزل أخيها، وقررت أن تعتنى بابنتها والأهم أن تتعلم حتى لا تتذوق مرار الحياة كما حدث لها.
بدأت الطالبة سماح هانى محمود حسن سليمان من عزبة جويد بمحافظة البحيرة حديثها لبالدموع، قائلة: “أكرمنى الله بالتفوق فى الثانوية العامة وأصبحت الأولى على الجمهورية والإدارة على القسم الأدبى بمجموع 98%، وأمى كان لها كل الفضل في ذلك التفوق وتلك المكانة بعد الله رغم أن ظروفنا لا تتحمل أى عبء إلا أنها صممت على دخولى ثانوى عام، وكان الجميع يقول لأمي لا تتحملي كل هذا العبء وتوقفى عند الابتدائية أو الإعدادية، ورغم أن أمي لم تتعلم وليست لها مهنة غير جمع المحاصيل من الأراضى في عز الشتا وعز الصيف والحر علشان تثبت إنها عرفت تربى وتعلم وبتصميمها وجهدها وصلت لتلك المرحلة، فأنا الابنة الوحيدة لها ومالناش غير ربنا وخالى، ومع الوقت والعمر بدأت أساعدها فى جمع المحاصيل علشان أخفف عنها، ورغم أن السنين كانت بتمر بصعوبة بس ربنا كرمنى”.
وتضيف الطالبة سماح قائلة: “كانت أمي تصمم أن أعطي للمدرسين فلوسهم علشان ماحدش يبقي كاسر عيني وأني لازم أكون في المقدمة وأن الإنسان الذى يولد بظروف صعبة يجب أن يكون قد الظروف دى ليكون شخص أفضل، وأن الاحترام ليس للمال ويجب أن يصنع الإنسان نفسه بنفسه وساعدنا أنا وأمى وقوف ربنا معانا، وقدمت في كلية سياسة واقتصاد جامعة الإسكندرية لأن أمى خرجت منها مكسورة، وأنا لازم أرجع ليها وأكون حاجة منها رغم أنى عارفة أنى ظروف الطلبة اللى بيدخلوا الكلية دى غيرنا، بس عارفة أن ربنا هيكمل معايا”.
وتمنت الطالبة سماح أن تجد من يعاونها علي مصاريف جامعة الاقتصاد والعلوم السياسية، معلنة أن حلمها أن تصبح سفيرة لتشرف أمها وتسعدها بأن تعبها لم يذهب هدر.
وتستكمل القصة والدة سماح، الحاجة مباركة قائلة: “انفصلت عن زوجى منذ 19 عاما ولا يوجد لدى أى دخل غير الفلاحة أقوم بتقشير الثوم وقطع رؤوس البصل، وتساعدنى ابنتى فى الشغل ومعرفش مصاريف الكلية إيه، وأنا معاها للنهاية بس نتمنى أن نجد مساعدة وأن تأخذ فرصتها فى الحياة”.
Discussion about this post