أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أنه ما تم بناؤه من مساجد جديدة فى مصرنا العزيزة فى خلال 6 سنوات، ربما لم يبن فى أى دولة أخرى على الإطلاق، فقد بنى ما يزيد على (1200) مسجد جديد، وما قامت به وزارة الأوقاف من إحلال مساجد قديمة وإعادة بناؤها أو صيانتها يزيد على (3600) مسجد، بالإضافة إلى مثل هذا العدد بالجهود الذاتية لأبناء هذا الوطن الطيب، وفى شهرى سبتمبر وأكتوبر فى حدث غير مسبوق لا فى مصر ولا فى أى دولة، يتم افتتاح (314) مسجدًا، افتتحنا منها اليوم (14) مسجدًا جديدًا (7) مساجد بالمحمودية و(7) مساجد بجنوب سيناء، مؤكدا أنه لولى الأمر أو من ينيبه أن يقنن المباح أو يقيده، بل عليه أن ينظمه أو ينيب من ينظمه، لأن دنيا الناس لا تصلح بدون قانون ولا نظام، وإلا لصارت الدنيا إلى عشوائية مقيتة وفوضى تضر ولا تنفع.
جاء ذلك خلال أداء وزير الأوقاف لخطبة الجمعة اليوم بمسجد الحق المبين بمدينة طور سيناء بمحافظة جنوب سيناء، تحت عنوان: “الإيمان والعلم”، بحضور اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، والدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والشيخ إسماعيل الراوى مدير مديرية أوقاف جنوب سيناء.
وتابع جمعة: الإيمان ليس مجرد كلام ولا ادعاء ، ولا حتى مجرد اعتقاد فقط، بل الإيمان اعتقاد وعمل ، والإيمان عند جمهور أهل العلم ما وقر فى القلب وصدقه العمل ، حتى عرف بعض العلماء الإيمان الحقيقى بالصدق واعتبروه من أهم علاماته ، فقالوا : الإيمان هو أن تقول الصدق مع ظنك أن الصدق قد يضرك ، وألا تقول الكذب مع ظنك أن الكذب قد ينفعك ، ليقينك أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، ولعلمك أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف.
واستطرد:”يقول رسولنا (صلى الله عليه وسلم) : ” اطلبوا الحاجاتَ بعزةِ الأنفُس، فإنَّ قضاءَها بيدِ الله” ، مبينا أن الإيمان اعتقاد صادق ، وسلوك قويم ، وأخلاق قويمة ؛ يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “المؤمنُ من أمِنَه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم” ، فهناك علاقة قوية بين الإيمان والأمن والأمانة ، فالمؤمن لا يكون مؤمنًا إلا إذا أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ، والمؤمن لا يكذب ولا يخلف العهد ، فلا إيمان لمن لا أمان له ولا دين لمن لا عهد له ، والإيمان ليس كلامًا ؛ الإيمان قيم وأخلاق وسلوك وأمن وأمان .
كما أكد جمعة أن الإيمان الحقيقى هو الذى يقوم على العلم الحقيقى وعلى الأخذ بالأسباب، يقول تعالى : “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الْآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” ، فنحن نحتاج إلى الإيمان والعلم معًا ، نحتاج إلى الفقه والطب معًا ، نحتاج إلى الدواء والدعاء معًا ليتكامل الدواء مع الدعاء فعلى المريض أن يأخذ بالأسباب ويطلب الدواء ويتداوى ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً إِلَّا الْهَرَمَ” ، والطبيب يأخذ بأسباب العلم أما الأجل فأمره إلى الله وحده يقول تعالى : “فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ” ، فينبغى أن نأخذ بأقصى أسباب العلم ثم نفوض أمرنا إلى الله تعالى ونضرع إليه أن يُعمل الأسباب ويجريها على مسبباتها .
Discussion about this post