كشف الملحق الثقافى المصري لدى الكويت الدكتور عماد عبدالسلام حشيش، عن تلقي المكتب الثقافي نحو 200 طلب من الكويت؛ للالتحاق بالجامعات الأهلية الدولية الجديدة بمصر، وأضاف حشيش -في أول حوار صحفي له، عقب تسلمه مهام عمله بالكويت، أدلى به لوكالة أنباء الشرق الأوسط في الكويت- أن المكتب تلقى العديد من الاستفسارات حول الجامعات الأهلية الدولية الجديدة، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي تلقاه من قبل القيادة السياسية في مصر، وإنشائها وفقا لأحدث المواصفات العالمية في المجال الجامعي، ومن بينها جامعة الملك سلمان بفروعها بمدينة الطور، ورأس سدر، وشرم الشيخ، وجامعة الجلالة وجامعة العلمين الدولية.
وفيما يتعلق بالخدمات التي يقدمها المكتب الثقافي لأبناء الجالية، أوضح أن المكتب الثقافي في الكويت، يقدم خدماته لأبناء الجالية من الطلبة والطالبات على مدار العام، سواء الخدمات التعليمية خلال الفصل الدراسي، أو الأنشطة الثقافية والترفيهية خلال عطلة الصيف، مشيرا إلى أنه خلال العام الدراسي المنقضي، ونتيجة لظروف فيروس كورونا، وما فرضته على العام الدراسي، تم استلام جميع الأبحاث المطلوبة من الطلبة وإرسالها إلى مصر لاعتمادها، وكذلك التنسيق مع عدد من المدرسين المصريين؛ لتوصيل المادة التعليمية بصورة أسهل للطلبة والطالبات.
وأضاف أنه بالنسبة لطلبة الصف الثاني عشر (الثانوية) في الكويت من أبناء الجالية، فيتم التنسيق حاليًا مع وزارة التعليم العالي في مصر، لترتيب إجراءات التنسيق الخاصة بهم، خاصة في ظل تأخر انتهاء السنة الدراسية لهم في الكويت، مشيرًا إلى أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبدالغفار، وجه بتقديم كافة أوجه الدعم لهم، للحاق بزملائهم في الجامعات مع بداية الفصل الدراسي الجديد.
وفيما يتعلق بطبيعة العلاقات الثقافية المصرية – الكويتية، أكد حشيش أن العلاقات الثقافية، تعتبر أحد أهم ركائز العلاقات المصرية الكويتية الممتدة عبر جذور التاريخ، مشددا على قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.
وأوضح أن العلاقات الثقافية بين مصر والكويت ليست وليدة اليوم، لكنها ممتدة منذ مطلع القرن الماضي؛ حيث بدأت من خلال توافد عدد من طلاب العلم الكويتيين للدراسة في الأزهر الشريف منذ عام 1901، والالتقاء برجال العلم والفكر المصريين.
وأضاف أن الأساتذة المصريين الذين وفدوا إلى الكويت أوائل القرن العشرين، ساهموا في توثيق الصلات الثقافية بين البلدين، ومن بينهم الشيخ حافظ وهبه، الذي عمل مدرسًا بالمدرسة المباركية عام 1914؛ حيث ساهم في تطوير المدرسة وتنظيم ساعات العمل بها، وتوزيع الدروس على المدرسين، وكان يقوم بتدريس اللغة العربية والتاريخ والفقه، كما كان يلقى بعض دروس الوعظ بالمساجد، بالإضافة إلى اشتراكه في إنشاء أول مكتبة عامة في الكويت، والتي تم عقد الاجتماع التأسيسي الأول لها في منزله عام 1922، وتم خلاله الاتفاق على إنشاء المكتبة الأهلية الكويتية، والتي افتتحت عام 1923.
وأشار إلى أن الكويت وجدت في مصر منارة ثقافية ترسل إليها طلابها للانتفاع من علمها؛ حيث كانت أولى تلك البعثات التعليمية عام 1934، وكانت تتكون من سبعة طلاب شكلوا البعثة الأولى، لتتوالى بعثات الطلاب الكويتيين إلى مصر، خاصة بعد إنشاء مجلس المعارف الكويتي عام 1936، في حين تم إرسال أول بعثة من الطالبات الكويتيات إلى مصر عام 1956، وكانت تتكون من سبع طالبات ممن حصلن على الثانوية، للحاجة إليهن للعمل في المدارس.
وتابع أن هؤلاء الطلاب عادوا إلى الكويت، ليكونوا في مقدمة الصفوف التي تعمل على بناء الكويت في مجال الثقافة والتعليم، ومنهم عبدالعزيز حسين الذي كلف بالإشراف على بيت الكويت في القاهرة، وعبدالعزيز الشملان مدير مجلس المعارف في الكويت عام 1943 وعبدالعزيز الرشيد المؤرخ الكويتي الشهير.
ونوه إلى أن إحدى أهم محطات العلاقات الثقافية بين البلدين، كان إنشاء بيت الكويت في القاهرة عام 1945، والذي تم تدشينه كمقر لإدارة البعثات التعليمية الكويتية في القاهرة، ليكون واحدا من أقدم وأعرق المكاتب الثقافية الكويتية بالخارج، ومثل مركزًا ثقافيًا تقام فيه المحاضرات، والندوات، واللقاءات؛ لتعريف أبناء مصر بالكويت وتاريخها، وتنظيم رحلات للطلاب الكويتيين إلى الأماكن التاريخية المهمة والمتاحف المصرية، مستشهدا بأهميته من خلال قيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بإعادة افتتاحه عام 1958 في مقره الحالي في حي الدقي، بحضور الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس مجلس المعارف الكويتي آنذاك، بدلا من مقرة الأول في حي الزمالك.
وشدد حشيش على أن العلاقات الثقافية الممتدة بين البلدين، لم تقتصر فقط على النواحي التعليمية، لكنها امتدت إلى مختلف أفرع الثقافة؛ حيث ساهم الدكتور أحمد زكي عاكف في تنفيذ مشروع مجلة ثقافية عربية كويتية، وأنشأ مجلة (العربي) في الكويت عام 1958، والتي صدر العدد الأول منها في 1 ديسمبر 1958، لتحقق نجاحًا كبيرًا وتصبح واحدة من أوسع المجلات العربية انتشارًا؛ لتميزها بغزارة مادتها وتنوع موضوعاتها، وتكون شاهدة على ما كان بين مصر والكويت من تعاون ثقافي وطيد.
وأضاف أنه في مجال الموسيقى والغناء، زار عدد من عظماء الفن المصري والعربي الكويت، وأقاموا العديد من الحفلات الغنائية بها، ومن بينهم العندليب عبدالحليم حافظ، وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، في حين كانت القاهرة مقصدًا لبعض الفنانين الكويتيين الكبار؛ لتسجيل أعمالهم الموسيقية والغنائية، ومن بينهم الموسيقار الكويتي سعود الراشد.
وأشار إلى أن التعاون الثقافي بين مصر والكويت لم يتوقف عند تلك المجالات فقط، لكنه امتد إلى مجال المسرح؛ حيث طلبت دائرة الشئون الاجتماعية الكويتية الفنان زكي طليمات عام 1958، للتباحث معه في شئون المسرح الكويتي ووسائل تدعيمه وتطويره، مشيرة إلى طليمات ظل في الكويت لمدة ثلاثة أشهر، ألقى محاضرتين في إطار الموسم الثقافي الذي كانت تقيمه الكويت، وقدم عرضًا مسرحيًا استعراضيًا، وفي زيارته الثانية للكويت عام 1961، قام بالتعاون مع دائرة الشئون الاجتماعية، بتكوين فرقة مسرحية أطلق عليها (فرقة المسرح العربي) كنواة للمسرح الكويتي الحديث، لتبدأ معها مرحلة جديدة من تاريخ المسرح في الكويت.
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي المصري الكويتي الحالي، أكد الملحق الثقافي المصري لدى الكويت، أن التعاون الثقافي بين البلدين لم يتوقف يوما، لكن ظروف تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، التي يعاني منها العالم أجمع، قصرت ذلك التعاون على المجال الافتراضي (أون لاين) بسبب الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة الفيروس، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا التنسيق مع الجانب الكويتي، لإطلاق العديد من الفعاليات الثقافية الافتراضية خلال المرحلة المقبلة.
Discussion about this post