كشفت دراسة جديدة أن ما يقرب من 75% من كبار السن المصابين بالخرف يتناولون أدوية غير مُصنَّعة لعلاج فقدان الذاكرة، ويمكن أن تسبب آثارًا جانبية خطيرة، وتوصلت الدراسة إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع البالغين الأمريكيين الأكبر سنًا المصابين بالخرف قد تناولوا أدوية غير مخصصة لأمراض الدماغ.
وجد الباحثون أن العديد من هؤلاء المرضي تناولوا دواء واحدا على الأقل لمضادات الاكتئاب، أو مسكنات الألم، أو أدوية الصرع، أو أدوية القلق، أو مضادات الذهان.
علاوة على ذلك كان المرضى من النساء، من ذوى البشرة الفاتحة وفى الستينيات أو السبعينيات من العمر، هم الأكثر احتمالاً لفعل ذلك.
وقال فريق من جامعة ميشيجان إن هذه الأدوية ذات التأثير النفساني يمكن أن تأتي مع آثار جانبية خطيرة مثل الغثيان أو العصبية أو الانفعالات، ما قد يؤدي إلى المزيد من وصف الأدوية.
وبالنسبة للدراسة التى نُشرت في JAMA، نظر الفريق في سجلات الوصفات الطبية الطبية لـ 737839 شخصًا يعانون من الخرف ومتوسط عمر 82.
ثم نظر الباحثون لمعرفة ما إذا كانوا قد ملأوا الوصفات الطبية لعدة فئات من الأدوية ذات التأثير النفساني بما في ذلك المواد الأفيونية ومضادات الذهان ومضادات الاكتئاب ومزيلات القلق ومضادات الصرع.
لم تحصل أي من فئات الأدوية هذه على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدامها في مرضى الخرف.
إجمالاً، ملأ 73.5 % من المرضى وصفة طبية واحدة على الأقل لواحدة من فئات الأدوية المذكورة أعلاه على مدار عام.
ووفقًا لما ذكره المؤلف الرئيسي الدكتور دونوفان ماوست، طبيب نفسي للمسنين في جامعة ميشيجان ونظام في إيه آن أربور للرعاية الصحية، فقد حصل ما يقرب من نصف المشاركين في الدراسة على مضادات الاكتئاب، والتي يمكن وصفها لمحاولة مواجهة الانسحاب واللامبالاة التي غالبًا ما تظهر في الخرف
وأكد أن مضادات الاكتئاب لا تعالج أعراض الخرف هذه.
32097500-8639983-image-a-22_1597768624938
وقال ماوست “اللامبالاة والانسحاب والميل إلى الانفعالات من الأعراض الشائعة للخرف”.
وبقدر ما يرغب مقدمو الرعاية الصحية فى مساعدة هؤلاء المرضى ومقدمى الرعاية من أسرهم، فإن هذه الأدوية ليست مفيدة بما يكفى لتبرير هذا القدر من الوصفات الطبية.
كانت فئة الأدوية التالية الأكثر شيوعًا والتى تم فيها ملء الوصفات الطبية على الأقل هى المواد الأفيونية بنسبة 30%.
ويعتقد الباحثون أنه يمكن وصف المواد الأفيونية ليس فقط لعلاج الألم لكن أيضًا للأعراض السلوكية مثل العدوانية والإثارة.
ومع ذلك هناك مخاوف تتعلق بالسلامة – مثل خطر الإدمان – وعدم وجود أدلة على فوائد المواد الأفيونية.
وملأ نحو 27 % الوصفات الطبية لمزيلات القلق، التي تمنع القلق، ونحو 22 % تلقى كل منهم مضادات الصرع ومضادات الذهان.
لكن بالنسبة لأولئك الذين يتناولون فئات الأدوية الأخرى ، غالبًا ما يتلقون وصفات طبية متعددة ، مثل أدوية الصرع ، التي توصف أحيانًا كبدائل للأدوية المضادة للذهان ، أو لعلاج الألم المزمن.
وقال ماوست: “إن الدماغ المصاب بالخرف يبذل قصارى جهده ليعمل بقدر ما يستطيع.. إذا أضفنا دواءً نفسانيًا إلى المزيج، فقد لا يكون شيئًا مفيدًا – ويأتي مع مخاطر.”
يقول الفريق إن جميع الأدوية مرتبطة بالمخاطر التي يتعرض لها كبار السن مثل السقوط ما قد يؤدي إلى الانسحاب.
بالإضافة إلى ذلك فإن جميع الأدوية لها آثار جانبية مثل الغثيان أو العصبية.
وقال ماوست إن الشخص المصاب بالخرف قد لا يكون قادرًا على نقل الآثار الجانبية إلى أحبائه، وقد يبدو منزعجًا ، مما يتسبب في وصف دواء آخر له ليهدأ بعد ذلك
Discussion about this post