“السيدات لم ينجح أحد فى مقاعد الفردى” .. هكذا جاءت نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ التي أعلنت اليوم وهو ما يستحق التوقف عنده بالتحليل والدراسة إذ أن المرأة المصرية وفق هذه النتيجة لا تزال في حاجة إلي دعم من المجتمع عبر تغيير الصورة الذهنية التي لا تزال راسخة لدي قطاعات عريضة من المجتمع ومن المفارقات أن تحصد المرأة فى انتخابات الشيوخ 20 مقعدا فقط بنظام القائمة من بين 100 مقعد تم شغلها في المجلس بينما أخفقت فى الفردى بل خلت أسماء جولة الإعادة من وجود أي سيدة مما يؤكد أن المرأة المصرية لا تزال تواجه أشكالية كبرى فى دخول البرلمان.
كما أن فوزها المحدود فى القائمة جاء بسبب أن الانتخاب بنظام القائمة يمنح فرصة الفوز لجميع مرشحي القائمة دون النظر إذا كانوا من الرجال أو السيدات لكن مع وجود النظام الفردي الذي يتطلب شعبية للمرشح والذي يكشف عن ثقل المرشح في الشارع نجد أن المرأة أخفقت في الحصول علي ثقة الناخبين وهو ما يطرح السؤال حول الأسباب التي أدت إلي هذه النتيجة وخروج المرأة من سباق الفوز ب المقاعد الفردية هل يرجع ذلك إلي الثقافة الذكورية في المجتمع المصري أم لضعف المرشحات في عدم قدرتهم علي كسب ثقة الناخبين ؟!
تقول داليا سنهوري عضو متطوع بالمجلس القومي للمرأة : لم يكن الوقت كافيًا لدي الناخبات للدعاية بسبب الأزمة التي اجتاحت العالم كله وليس مصر فحسب وهي ظهور فيروس كورونا المستجد وتداعياته من ضرورة الحفاظ علي التباعد الاجتماعي بين الناس.
الوعي
وتشير إلي وعي المواطنين بالعملية الانتخابية والحياة السياسية بشكل عام فتقول :” تعلمنا السياسة ومعني الانتخابات منذ طفولتنا من مادة التربية الوطنية ” لافته إلي أهمية تلك المادة في تشكيل الوعي السياسي وتثقيف الشباب منذ الصغر.
الخبرة
وتري عضو المجلس القومي للمرأة أن خروج المرأة من سباق الفوز بأي من المقاعد الفردية في انتخابات مجلس الشيوخ دليلا علي أنها لم تمارس الحياة السياسية منذ فترات طويلة فتقول: “المخضرمات فقط هن من استطعن الفوز في الانتخابات والناس بحاجة إلي من لديهن خبره حقيقية في الحياة السياسية”.
التكلفة
أما المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا المصرية السابق فترجع عدم فوز المرأة في انتخابات الـ”شيوخ” بنظام الفردي إلي عدة أسباب في مقدمتها ارتفاع التكلفة المادية للدعاية الانتخابية، لافتة إلي أن هذه التكلفة تعد عبئًا علي المرأة المرشحة في نظام الفردي والتي تتولي توفيرها بمفردها: “تكلفة الدعاية الانتخابية عائق أساسي أمام أي كادر يمكنه خوض التجربة الانتخابية بنظام الفردي”.
الأحزاب
وتشير “الجبالي” إلي الأحزاب القوية التي لديها أساس وقاعدة شعبية فتقول نحن نفتقد لأن تدفع هذه الأحزاب بالكوادر الموجودة لديها لخوض التجربة الانتخابية معلله عدم فوز المرأة في انتخابات “الشيوخ” بنظام الفردي بافتقاد المرأة للكتل السياسية المنظمة التي يمكن أن تساندها وتؤازها :” عدم فوزها في نظام الفردي مش ضعف منها ولا قلة خبرة ولا فقر كفاءة “.
وعن أزمة “كورونا” التي اجتاحت العالم ويري البعض تسببها في عدم كفاية الوقت للدعاية للناخبين قبل الانتخابات تري المستشارة تهاني الجبالي أن هناك خطئًا سياسيًا يمارسه السواد الأعظم من المرشحين للانتخابات وهو الاعتماد علي الأسابيع القليلة السابقة لموعد الانتخابات في الدعاية لأنفسهم متسائلة: “لماذا لا يعمل الناخبين علي الدعاية لأنفسهم قبل موعد الانتخابات بسنوات وليست أيامًا !”.
ولفتت “الجبالي” إلي أن الناخبين يمكنهم الدعاية لأنفسهم قبل موعد الانتخابات بسنوات من خلال تحقيق نجاحات في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وشتي مجالات الحياة وذلك لتثبيت أركان وجودهم في القاعدة الانتخابية عبر السنوات الممتدة وهو ما يصنع له قاعدة شعبية بين الناس تنفعه بلا شك وقت ترشحه للانتخابات وتغنيه عن عائق الوقت مؤكده :” الاعتماد علي الأيام السابقة لموعد الانتخابات في الدعاية خطأ سياسي يقع فيه المرشحين”.
Discussion about this post