تحكي الكاتبة الصحفية فاطمة السيد في كتابها “مذكرات صحفية في غرفة الإعدام” عن الطلبات الأخيرة التي يطلبها المحكوم عليه بالإعدام، وتقول، لا تجاب كل طلبات الأشخاص إلا إذا كانت في حدود المعقول، كطلبه لرؤية أهله مثلًا، وفي هذه الحالة يخفى عنه موعد تنفيذ الإعدام بعد رؤيته لهم.
وروت فاطمة، في أحد المرات طلب أحد المحكوم عليهم، بعض الأنواع الفاخرة من الطعام، كالدجاج المشوي، أو التفاح الفاخر، فلبى طلبه، لأنه يمكن تحقيقه وبسهولة وفي وقت قصير، كما كان بعضهم يطلب تدخين سيجارة، أو تناول كوب من القهوة أو الشاي، وأحيانًا لا يطلب أحدهم شيئًا.
وروت فاطمة حكاية “دوجلاس” فقد طلب قبل تنفيذ حكم الإعدام عليه، كوبا من القهوة السادة وأن يدخن سيجارة، حتى يجيب على أسئلتها وعلى أسئلة بقية الصحفيين.
كما طلب أحد الأشخاص المتزوجون حديثًا، والذي ارتكب جريمة قتل ليكمل بقية مهره حتى يستطيع الزواج، أن يلتقط المصورون له صورة وهو يبتسم أثناء تنفيذ حكم الإعدام، وتنشر في الصحف والمجلات.
أما المصور حسام دياب، فقد نشر إحدى صوره التي التقطها عام 1985 في زنزانة بسجن القناطر لأحد المحكوم عليهم بالإعدام، وقال “دياب”، في إحدى حلقات برنامج “صباح الورد” على شاشة قناة “ten”، إن هذا الشخص التقى بأهله وأمضى معهم وقتًا حزينًا للغاية، حين أحس أن وقت تنفيذ الإعدام قد اقترب.
وقبل تنفيذ الحكم، سألوه عن طلبه الأخير، فرد:”عاوز اشرب كوباية شاي”، وجلس ويديه مكبلتين يرتشف “الشاي” على مهل، وعندما انتهى منه تم تنفيذ الحكم عليه.
Discussion about this post