تشهد المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين، تحولا نوعيا في العمليات التي تستهدف قلب الاحتلال الإسرائيلي، بينما يُواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المُكثّف وغير المسبوق على قطاع غزة، مُخلّفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء.
استهداف منزل نتنياهو تغيير في نهج المقاومة العسكري
ويأتي التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة بارتكاب أبشع المجازر في قطاع لاهيا وفي المحافظات كافة، لينذر بعدم وجود هدنة أو وقف إطلاق نار في القريب العاجل، كما وصف الكاتب الفلسطيني والخبير في الشئون الفلسطينية مراد حرفوش، موضحا أن الأمور لم تظهر معالمها حتى الآن، قائلا: “نحن أمام متغيرات فيما يخص المجتمع الدولي والانتخابات الأمريكية، وانتظار كيفية إنهاء هذه الحرب، وتعامل ترامب مع قضايا الشرق الأوسط بخاصة الحرب في غزة ولبنان”.
وفيما يخص استهداف منزل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا وإسقاط عدد كبير من جنود الاحتلال خلال الأيام الماضية، أكد حرفوش، أن المقاومة مازالت تشتبك في عملها ضد الاحتلال الإسرائيلي وتسبب خسائرا كبيرة للاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى المقاومة الفلسطينية غيرت من تكتيكاتها العسكرية والميدانية مؤخرا عبر استهداف تمركزات جيش الاحتلال في قطاع الكمائن وفي صفوف جيش الاحتلال، وعبر تفخيخ المنازل والدبابات الإسرائيلية.
ويؤكد الهجوم الجديد أن نتنياهو يواجه معركة شرسة في الداخل كما في الخارج، وهذا ما عبرت عنه الكثير من الأصوات الإسرائيلية المستنكرة.
وبالتالي يجدد هذا الاستهداف المخاوف من دعوات التحريض والفوضى، ويطرح تساؤلات عن مدى تطبيق وقف إطلاق النار في الفترة المقبلة.
شروط غير قابلة للتفاوض
التغيير اللافت هو ما يحدث الآن من خلال الحراك الدولي للمقترح المقدم لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان حتى هذه اللحظة لا يوجد رد من حزب الله على المقترح، ولكن من المؤكد أن هذا المقترح لن يملي شروطه على حزب الله للموافقة عليه، بحسب الكاتب الفلسطيني.
وأضاف حرفوش: “لا أعتقد أن المقاومة الفلسطينية ستوافق على هذه المقترحات، التي تعتبر اعتداء على السيادة اللبنانية من خلال توسيع قاعدة اليونيفيل، وأن تكون هناك لجنة رقابة على الحدود اللبنانية:، موضحا: “لا أعتقد أن حزب الله سيوافق على ذلك”.
وتابع: “لن تشهد غزة أو جنوب لبنان أي تهدئة، بل ستشهد المزيد من التصعيد؛ لأن الحكومة الإسرائيلية يمينية متطرفة تميل إلى التصعيد وإحياء فكر إسرائيل الكبرى وينتظرون موافقة ترامب على المشاريع اليمينية المتطرفة ومن بينها ضم الضفة الغربية؛ لذا سنشهد المزيد من التصعيد الإسرائيلي بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل في الفترة المقبلة”.
وخلال الفترة المقبلة، سيكون حزب الله قادرا على إيلام حكومة نتنياهو عبر استهدافهم في عقر دارهم، كما أن حزب الله وسع دائرة استهدافه للمواقع الإسرائيلية المختلفة عبر استهداف حيفا وعكا ولديه صواريخ نوعية قادرة على إيلام إسرائيل.
وستكون السيناريوهات القادمة تصعيدية في المنطقة وليست قابلة للتهدئة؛ بسبب رغبة نتنياهو وحكومته المتطرفة في تصعيد الأوضاع في المنطقة وتحويلها لحرب مفتوحة وهي تتوافق مع رؤية نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط والتي سيتدعمها دونالد ترامب.
سيناريوهات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان
ووفي تصريحات سابقة لـ”عين مصر”، أشار الدكتور مصطفى الفقي، إلى أنه من المبكر جداً التفكير في أن تكون إدارة ترامب داعمة للقضية الفلسطينية، فلا بدَّ من انتظار الخطوات التي سيتخذها الرئيس الأمريكي المنتخب حيال إسرائيل، بالإضافة إلى انتظار معرفة الوجوه الجديدة التي ستتولى ملف السياسة الخارجية الأمريكية.
وفيما يخص سيناريوهات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، كشف أنه لا يمكن توقع موعد وقف إطلاق النار إلا بعد رؤية ترامب رئيسًا فعليًا داخل البيت الأبيض يمارس صلاحياته، فهو الأقدر على فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل، مشددا على ضرورة وجود إرادة سياسية لوقف إطلاق النار فى غزة.
وذكر أنه تاريخيًا لم يستطع أي رئيس أمريكي إجبار إسرائيل على شيء، فمن يعولون على الموقف الأمريكي فهم واهمون، على حد تعبيره.
وأضاف أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ملتزمة بسياستها لإسرائيل ولن تتغير تلك السياسة بتغير الرؤساء الأمريكيين.
وميدانيا، يُواصل الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه المُكثّف وغير المسبوق على قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، مُخلّفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء.
ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثي، مع دخول الحرب على غزة عامها الثاني، والتي أحدث كارثة إنسانية وتدميرًا واسعًا وغير مسبوق طال مناحي الحياة كافة.
Discussion about this post