تأتي مشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في قمة العشرين المقرر انطلاقها غدا الاثنين، للعام الثاني على التوالي، تجسيدا لمكانة مصر إقليميا ودوليا ودورها المؤثر في القضايا والملفات الاقتصادية الدولية الرئيسية، والمستقبل الواعد الذي ينتظرها مع المشروعات العملاقة التي تشيدها والانطلاقة التنموية الكبيرة التى تشهدها.
مشاركة مصر في قمة العشرين
وجاء حضور الرئيس السيسي، في القمة لتكون في مقدمة صفوف الدول الكبرى، عقب دعوة حكومة البرازيل، الرئيس الحالي لمجموعة العشرين، لمصر للمشاركة كدولة ضيف في كل اجتماعات المجموعة خلال فترة الرئاسة البرازيلية.
وقال الخبير الاقصادي كريم العمدة أستاذ الاقتصاد السياسي والمحاضر في عدد من الجامعات المصرية، في تصريحات لموقع «عين مصر»، إن مشاركة الرئيس السيسي في القمة للعام الثاني على التوالي تؤكد أهمية المحفل الدولي بالإضافة إلى دور مصر الريادي الذي أصبح في غاية الأهمية بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن مشاركة مصر ستمكنها الاستفادة من تجارب دول لها تجارب هامة في القضاء على الفقر وتحفيز النمو الاقتصادي مثل تجربة الصين والبرازيل.
وتستعد أكبر اقتصادات العالم لقمة مجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات الناشئة، وهي قمة تستمر يومين وتسلط الضوء على بعض القضايا الأكثر إلحاحًا في مجال التنمية العالمية.
وبينما أكد العمدة، اتجاه مصر نحو التنمية المستدامة سيتطلب منها الاتجاه نحو دول مجموعة العشرين بصورة أكبر من أجل توفير الدعم العالمي لتجربتها الناشئة في مجال التنمية المستدامة عبر توفير أدوات مثل التمويل الأخضر والسندات الخضراء.
وأشار أستاذ الاقتصاد السياسي، إلى أن انفتاح مصر على دول قمة العشرين سيلبي معايير عمليات التنمية المستدامة والانفتاح على هذا القطاع، بالإضافة إلى تعزيز قدرتها على الصمود فى مواجهة أي أزمات اقتصادية مستقبلية يشهدها العالم.
ما هي مجموعة العشرين؟
مجموعة العشرين هي منتدى لأكبر الاقتصادات في العالم يجتمع بانتظام لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحا التي تواجه الاقتصاد العالمي.
وتمثل مجموعة العشرين مجتمعة نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهي النسبة التي نمت في السنوات العشرين الماضية، وأكثر من 75% من التجارة العالمية ونحو ثلثي سكان الكوكب.
وتتكون من 19 دولة وهيئتين إقليميتين، والأعضاء الحاليون هم الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.
أهمية مجموعة العشرين لمصر
- القوة الاقتصادية: تمثل دول المجموعة 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ما يجعل التعاون معها فرصة استراتيجية.
- الاستفادة من المبادرات: المشاركة تتيح لمصر فرصة الاستفادة من مبادرات التنمية المستدامة، مكافحة الفقر، وتعزيز التكنولوجيا والابتكار.
- الدبلوماسية الاقتصادية: منصة للتفاعل مع قادة العالم، وطرح قضايا محورية مثل تغير المناخ وأمن الطاقة والغذاء.
- تشكل الدعوة للمشاركة في مختلف اجتماعات العشرين – التى تمثل دولها 80% من الناتج الإجمالى العالمي، و75% من حجم التجارة الدولية، و60% من سكان العالم.
وفي ظل الرئاسة البرازيلية لها هذا العام تمثل انعكاسا لثقل مصر على الصعيدين الدولي والإقليمي، وتجسيد لدورها فى تعزيز صوت الدول النامية بشكل عام، والدول العربية والإفريقية بشكل خاص، من خلال الموضوعات الاقتصادية والسياسية المهمة المطروحة على الأجندة الدولية، وكذلك فى إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين مصر والبرازيل وتطلع قيادتي البلدين لدفع تلك الروابط في مختلف المجالات خلال الفترة القادمة.
وتشارك مصر، بوفد برئاسة السفير راجى الإتربي مساعد وزير الخارجية والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى كل من مجموعة العشرين وتجمع البريكس، فى الاجتماعات التحضيرية التى يعقدها الممثلون الشخصيون هذا الأسبوع لقادة دول العشرين في ريو دى جانيرو بالبرازيل، للإعداد للقمة.
وإذا استمرت مصر، في تحقيق تقدم اقتصادي، وتعزيز دورها الإقليمي، قد تزيد فرص مشاركتها في قمم G20 بدعوات مستقبلية، وربما تلعب دورًا أكبر في التأثير على السياسات الدولية المتعلقة بالتنمية المستدامة والتحديات العالمية.
رئاسة البرازيل لقمة العشرين
وتأتي القمة بعد عام من الأحداث التي استضافتها البرازيل، رئيسة مجموعة العشرين لهذا العام، وبعد العديد من المناقشات حول مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة في جميع أنحاء العالم.
وتتناوب رئاسة مجموعة العشرين بين الأعضاء ويتم اختيارها من مناطق مختلفة كل عام. ففي عام 2023، كانت إندونيسيا هي المضيفة لمجموعة العشرين.
وهذا العام، جاء دور البرازيل، مع التركيز على الإدماج الاجتماعي والإصلاح العالمي والاستدامة.
كما يشارك رؤساء عدد من المنظمات الدولية، بما في ذلك صندوق النقد الدولي والأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية.
وفي مقابلة أجريت مؤخرًا مع المنتدى الاقتصادي العالمي، قال كبير خبراء الاقتصاد في البنك الدولي إندرميت جيل، إن الاقتصاد العالمي يواجه مشكلة النمو البطيء، مع تباطؤ متتالي في كل عقد من الألفية الحالية؛ لذلك تأتي أهمية انعقاد قمة مجموعة العشرين.
Discussion about this post