مع مرور 1000 يوم على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، تحقق روسيا مكاسب في مواقع رئيسية على طول خطوط المواجهة في شرق وجنوب شرق أوكرانيا، بينما تطلق موجة تلو الأخرى من القصف الجوي ضد المدن الأوكرانية.
روسيا تحقق مكاسب واسعة
ذكرت وكالات أنباء روسية، اليوم السبت، نقلا عن وزارة الدفاع، أن القوات الروسية سيطرت على قريتي ماكاريفكا وليننسكوي في منطقة دونيتسك الأوكرانية، فيما اعترف الرئيس الأوكراني بصعوبة الوضع الميداني بالبلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 102 طائرة مسيرة أوكرانية، واعترضت أربعة صواريخ من طراز “هيمارس” خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، تستعد موسكو لشن هجوم مضاد في منطقة كورسك، موقع النجاح العسكري الكبير الوحيد لكييف هذا العام. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن موسكو نشرت ما يقرب من 50 ألف جندي في كورسك، وهي الأعداد التي تعززت بقوات كوريا الشمالية.
وقال جورج باروس، من معهد دراسة الحرب لشبكة CNN: “إن الروس لديهم المبادرة عبر خطوط المواجهة الآن، لقد استغلوا بنجاح المكاسب التكتيكية ويعززون تلك المكاسب التكتيكية”.
وقال باروس، الذي يقود فرق الاستخبارات الروسية والجغرافية في مجموعة مراقبة الصراع ومقرها واشنطن العاصمة، إن ميزة روسيا في ساحة المعركة تجعل من المستحيل على أوكرانيا الاستعداد لهجوم مضاد محتمل.
وأضاف: “الروس هم من يتخذون الإجراءات، ويجبرون الأوكرانيين على الرد”. وأضاف باروس “هذا ليس بالأمر الجيد، لأنك تخسر الحروب من خلال البقاء في موقف دفاعي باستمرار، فأنت تجد نفسك محاصرًا في الزاوية وتضطر إلى الاختيار من بين مجموعة من الخيارات السيئة”.
أهمية الاستيلاء على كوبيانسك
تقع كوبيانسك على مفترق طريقين رئيسيين للإمداد ونهر أوسكيل، الذي يشكل سمة دفاعية رئيسية في المنطقة. والاستيلاء على كوبيانسك من شأنه أن يجعل من الأسهل كثيرا على روسيا أن تتقدم إلى منطقة خاركيف.
وهذا بدوره من شأنه أن يزيد من الضغوط على خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا والتي تعرضت لقصف بالطائرات بدون طيار والصواريخ الروسية على أساس يومي تقريبا.
تقدم القوات الروسية
وأفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس، أمس الجمعة، أن القوات الروسية دخلت ضواحي المدينة، رغم إصرار المسؤولين الأوكرانيين على أن كوبيانسك ظلت تحت السيطرة الكاملة لقواتهم.
وفي الوقت نفسه، تكافح أوكرانيا لصد تقدم القوات الروسية إلى الجنوب، حول مدينة كوراخوف، التي حوصرت من ثلاث جهات منذ أشهر. في وقت سابق، وصف زيلينسكي الوضع حول كوراخوف بأنه “المنطقة الأكثر صعوبة” في خط المواجهة.
ولكن يبدو أن روسيا على استعداد للاستيلاء على المدينة في الأيام أو الأسابيع المقبلة، قال باروس إن هذا الأمر سيكون خسارة كبيرة استراتيجيًا لكييف، لأنه لن يؤثر بشكل كبير على قدرتها على الدفاع عن المنطقة الأوسع.
وخاضت أوكرانيا قتالًا شرسًا في المنطقة في الأشهر الأخيرة، على الرغم من أنها فقدت بعض الأرض.
وتقع كوراخوف على بعد حوالي 40 كيلومترًا (25 ميلاً) جنوب بوكروفسك، وهو مركز لوجستي رئيسي كان في مرمى نيران روسيا لعدة أشهر. بحلول أواخر الصيف، بدا أن بوكروفسك ستسقط على الأرجح. ومع ذلك، تمكنت قوات كييف، في الوقت الحالي – من صد تقدم روسيا هناك، مما أجبر موسكو على إعادة رسم خططها.
Discussion about this post