“جنازة بالطبل والمزمار “.. حدث غريب وغير معتاد على المجتمع المصري، شهدته قرية “بنجا” التابعة لمحافظة سوهاج؛ لتشيع جثمان شخص يدعى الشيخ حلمي الكرامات.
وانتشر فيديو عبر إحدى منصات مواقع التواصل الاجتماعي، لأهالي القرية وهم يشيعون جثمانا بالطبل والمزمار البلدي، وأطلقت النساء الزغاريد أثناء مرور الجثمان، ووصفه أهالي البلد بـ”صاحب الكرامات”.
الأمر الذى أحدث ضجة عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وجعل الكثيرون يتسائلون عن حقيقة الأمر وهل يوجد بالفعل أصحاب كرامات في الوقت الراهن أم أنها خرافات العصر الجديد؟.
إصرار والدته على الجنازة
قال محمد الضبع ابن قرية شطورة، التي تحاذي قرية بنجا التي وقع بها الحادث، إن أغلب المقيمين في القرية لا يوافقون على ما حدث، ولكن المتوفى لم يزد عمره عن 18 عامًا؛ لذا أصرت والدته على أن تشييع جنازته بنفس الطريقة التي حدثث مع أجداده.
وأضاف”الضبع”، خلال حديثه لـ”عين مصر”، أن الزمن يختلف من جيل إلى جيل، لكن الأجيال الجديدة أصبحت أكثر علمًا وتفتحًا، مؤكدا أنه يرفض انتهاك حرمة الموت بهذه الطريقة، ويرفض عقلا وفهما دينيا لهذه الروايات.
وأوضح أن المتوفى هو سليل عائلة دينية تحترمها وتجلها القرية، وأن الأهالي يلجأون إليها في المسائل العلمية والفقهية والاجتماعية، وحل المشكلات، وكان متفقهًا في الدين يحفظ القرآن والإنجيل معًا، رغم عدم ذهابه إلى مدرسة.
كراماتك يا شخنا
وتعليقا على فيديو شيخ الكرامات، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأهر الشريف، إن تلك الواقعة مجرد خرافات ولم تحدث للأنبياء ولا الصحابة ولا كبار أهل البيت، معلقًا: “يعني الأنبياء ولا الصحابة ولا أهل البيت أتعمل ليهم دا عشان كرامتهم ما هما أوله”.
وأضاف “كريمة”، خلال حديثه لـ”عين مصر”، أن التهليل والضجة التي حدثت في جنازة المتوفى ووصفه بصاحب الكرامات، مجرد خرافات يروج لها الجهلاء لتعظيم شيوخهم، موضحًا أن الكرامة في العقيدة الإسلامية أمر خارق للعادة يظهر على يد عبد صالح.
وأشار إلى أن هؤلاء الذين يفعلون هذه الأفعال المخالفة للشريعة والسنة، يتلاعبون بالدين ويشوهون الإسلام بل إنهم يسيئون إليه، مطالبًا من الذين يفعلون ذلك بأن يعودوا إل الله ويتوبوا إليه.
استكمل أن مصاحبة الجنازة بالأشعار وبالطبل والزمر ليس من الإسلام في شيء، فلقد كانت هذه العادات موجودة في كثير من البلاد داخل الصعيد، ولكن من خلال الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم تعد مثل هذه الأشياء منذ أكثر من40 عاما.
Discussion about this post