جورج إبراهيم عبد الله، لم يكن مجرد سجين سياسي فقد ظل لعقود رمزًا للمقاومة اللبنانية، إلا أنّ اسمه عاد ليتصدر منصات التواصل ومحركات البحث بعد مرور 40 عامًا على اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية.
تاريخ فارق في حياة أشهر سجين سياسي
يوم 15 نوفمبر 2024 سيظل تاريخاً فارقًا في حياة أشهر سجين سياسي بالعالم، حيث أصدرت محكمة فرنسية حكمًا بالإفراج عن المقاتل اللبناني جورج عبد الله الذي اعتقل قبل نحو 40 عاما بتهمة قتل مبعوث عسكري أمريكي ودبلوماسي إسرائيلي في باريس.
وقال ممثلو الادعاء أمس الجمعة: “في قرار مؤرخ اليوم، منحت المحكمة جورج إبراهيم عبد الله إفراجا مشروطا اعتبارا من 6 ديسمبر، بشرط أن يغادر الأراضي الفرنسية ولا يعود مرة أخرى”.
وقالت المحكمة إنّ الناشط الشيوعي جورج إبراهيم عبد الله، سيُطلق سراحه في 6 ديسمبر بشرط مغادرته فرنسا وعدم عودته، حسبما قال ممثلو الادعاء الفرنسيون لمكافحة الإرهاب في بيان لوكالة فرانس برس.
جورج إبراهيم عبد الله رمز المقاومة اللبنانية
وحُكم على عبد الله، العضو السابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، بالسجن مدى الحياة في عام 1987 بتهمة التورط في قتل الملحق العسكري الأمريكي تشارلز راي والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمنتوف في باريس عام 1982.
كما اتُهم جورج إبراهيم عبد الله رمز المقاومة اللبنانية بالتورط في محاولة اغتيال القنصل الأمريكي العام روبرت هوم في ستراسبورغ.
اعتقل في عام 1982 ليصبح أشهر سجين في أوروبا الغربية. وكانت الولايات المتحدة تقف باستمرار ضد إطلاق سراحه.
ولكن نجحت المحاولة الحادية عشرة لإطلاق سراحه التي قدمها محاميه للإفراج عنه، حيث رُفضت كل المحاولات السابقة التي أعقبت أهليته للإفراج المشروط في عام 1999. وقال المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب، إنه سيستأنف ضد إطلاق سراح عبد الله، مما يجعل توقيت إطلاق سراح عبد الله غير مؤكد.
النضال اللبناني ضد إسرائيل
وأصبح “عبد الله” رمزاً للنضال اللبناني الفلسطيني ضد إسرائيل منذ سجنه، منذ غزو القوات الإسرائيلية لبنان رسمياً في عام 1982 بعد أن أنشأت منطقة عازلة في جنوب البلاد في عام 1978. واستمر الاحتلال حتى عام 2000، عندما حرر حزب الله جنوب لبنان.
وأعلنت منظمة التحرير الفلسطينية مسؤوليتها عن مقتل راي وبارسيمنتوف، واعتبرت ذلك رداً على تورط واشنطن وتل أبيب في الحرب الأهلية اللبنانية.
كانت إسرائيل المتورطة الأولى بالحرب الأهلية في لبنان، التي بدأت في عام 1975 وانتهت رسمياً في عام 1990. ودعمت تل أبيب المتشددين المسيحيين اليمينيين في لبنان الذين كانوا يقاتلون منظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من الفصائل اللبنانية في ذلك الوقت.
لماذا رفضت فرنسا إطلاق سراح جورج إبراهيم عبد الله؟
يرفض عبد الله التراجع عن دعمه لفلسطين، ويعتقد الكثيرون أن هذا هو السبب الرئيسي لعدم إطلاق سراحه. أعلنت جماعته مسؤوليتها عن مقتل راي وبارسيمنتوف قائلة إنها كانت ردًا على تورط واشنطن وتل أبيب في الحرب الأهلية اللبنانية.
واعتبر محاميه جان لوي شالانسيت، في تصريحات لوكالة فرانس برس، إن الإفراج عنه يمثل “انتصارًا قانونيًا وسياسيًا”. بينما عارضت الولايات المتحدة باستمرار إطلاق سراحه. وفي النهاية، نجحت محاولته الحادية عشرة للإفراج عنه.
Discussion about this post