تعمل التوترات بين إسرائيل وإيران على إعادة تشكيل مسارات الرحلات الجوية التجارية، كما أن المخاوف من صراع أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط تعقد الرحلات الجوية في واحدة من أكثر المناطق كثافة في العالم.
التوغل العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط
وقدم موقع “ترافيل أند تور وورلد”، تحليلاً حول تكيف شركات الطيران مع الوضع المضطرب في الشرق الأوسط، بينما تتوسع إسرائيل في عمليتها البرية في جنوب لبنان، وترسل قوات إلى قرى أبعد عن حدودها، فيما يخشى بعض كبار المسؤولين الأمنيين السابقين أن يتطور الأمر إلى حرب استنزاف.
ومازالت يوسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملياته البرية والجوية في لبنان، بخاصة بعدما وصلت قواته إلى أهداف جديدة في جنوب لبنان. وأعلن جيش الاحتلال عن مقتل ستة جنود أثناء القتال هناك، في واحدة من أكثر الحوادث دموية بالنسبة للقوات الإسرائيلية منذ بدء العملية البرية قبل أكثر من شهر.
اضطراب حركة الطيران بالشرق الأوسط
كما أدى التصعيد العسكري بين إسرائيل ولبنان إلى اضطرابات كبيرة في حركة الطيران بالشرق الأوسط. مما اضطر شركات طيران دولية إلى تعليق رحلاتها إلى لبنان وإسرائيل، وحوّلت مسارات رحلات أخرى لتجنب المناطق المتوترة.
فعلى سبيل المثال، ألغت الخطوط الجوية الفرنسية رحلاتها بين باريس وبيروت يومي 29 و30 يوليو 2024، مشيرة إلى الوضع الأمني في المنطقة.
كما أوقفت شركات مثل لوفتهانزا والخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب خلال فترات التصعيد.
وأدت هذه الإجراءات إلى تأخيرات وإلغاءات في الرحلات، مما أثر على المسافرين والشحن الجوي. بالإضافة إلى ذلك، تجنبت بعض شركات الطيران المجال الجوي اللبناني، مما زاد من تعقيد عملياتها وزيادة التكاليف التشغيلية.
التأثير العالمي على السفر الجوي
يعد الشرق الأوسط مركزا حيويا للسفر الجوي الدولي، حيث تعمل دبي كمفترق طرق رئيسي للمسافرين الذين يسافرون بين الشرق والغرب.
وقد بنت شركات الطيران مثل طيران الإمارات وفلاي دبي والاتحاد للطيران سمعتها على تقديم رحلات مباشرة فعالة إلى مئات الوجهات العالمية. ومع ذلك، فإن المخاطر المتزايدة في المنطقة تعني أن شركات الطيران مضطرة الآن إلى إعادة النظر في مسارات رحلاتها.
كما تأثرت الخطوط الجوية القطرية، وهي شركة طيران رئيسية أخرى تطير من وإلى دبي، بالوضع. وعلى الرغم من قاعدتها في الدوحة، فإن الخطوط الجوية القطرية تشغل رحلات جوية متكررة عبر دبي كجزء من شبكتها العالمية الواسعة. ومثل شركات الطيران الأخرى، تعيد الخطوط الجوية القطرية أيضًا توجيه رحلاتها لتجنب مناطق الصراع، مما يزيد من التكاليف التشغيلية وأوقات الرحلات.
بشكل عام، تسببت التوترات في المنطقة في اضطرابات ملحوظة في حركة الطيران، مع تأثيرات مباشرة على الرحلات الجوية، سواء من حيث الإلغاء أو التأخير أو تغيير المسارات.
ومع تصاعد الصراع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تُضطر شركات الطيران العاملة من دبي، مثل طيران الإمارات وفلاي دبي والاتحاد للطيران والقطرية، إلى اتخاذ مسارات أطول بشكل ملحوظ لتجنب المجال الجوي الخطير فوق مناطق الصراع في العراق وسوريا. تؤثر هذه التحويلات على أوقات الرحلات، وتزيد من تكاليف الوقود، وتعيد تشكيل كيفية عمل شركات الطيران في الشرق الأوسط في بيئة متقلبة. وتمتد التأثيرات عبر قطاعي السياحة والطيران في المنطقة، مما يهدد بتعطيل تعافي كلتا الصناعتين.
إعادة التوجيه لتجنب مناطق التوغل العسكري الإسرائيلي
اضطرت شركات الطيران في الشرق الأوسط إلى تعديل مساراتها لتجنب المناطق المتضررة من الصراع العسكري. ولأسباب تتعلق بالسلامة، اختارت شركات الطيران الكبرى مثل طيران الإمارات، وفلاي دبي، والاتحاد للطيران، والخطوط الجوية القطرية الآن مسارات أطول وأقل مباشرة. على سبيل المثال، أصبحت الرحلات الجوية من دبي التي تمر عادة فوق العراق أو سوريا تتخذ الآن مسارات أكثر شمالية، وتحلق فوق بحر بارنتس وجرينلاند. ويتجنب هذا التحويل المسارات مناطق الصراع النشطة، ولكنه يؤدي إلى رحلات أطول بكثير.
أصبحت هذه المسارات الأطول ممارسة قياسية حيث تعطي شركات الطيران الأولوية لسلامة ركابها وطاقمها. على سبيل المثال، تتخذ طيران الإمارات الآن مسارات أطول بكثير عبر منطقة القطب الشمالي في رحلات إلى وجهات مثل شيكاغو وغيرها من المدن الأمريكية. وعلى نحو مماثل، اضطرت فلاي دبي والاتحاد للطيران، اللتان تديران أيضًا العديد من الرحلات الطويلة، إلى تعديل مساراتهما لضمان بقاء الرحلات خارج المجال الجوي الخطير المحتمل.
ارتفاع تكاليف الوقود مع المسارات الأطول
مع هذه التحويلات تأتي زيادة حادة في استهلاك الوقود، في ظل صناعة تعاني هوامش الربح ضئيلة بالفعل، فإن هذا يشكل عبئًا ثقيلًا. وتضيف مسارات الرحلات الأطول مئات، وأحيانا آلاف الأميال الإضافية، مما يعني حرق المزيد من الوقود. وشهدت طيران الإمارات، إحدى أكبر شركات الطيران لمسافات طويلة في العالم، ارتفاع تكاليفها التشغيلية نتيجة لهذه المسارات الأطول. كما تعاني فلاي دبي والاتحاد للطيران من ضغوط مماثلة.
وتشهد أسعار الوقود، المتقلبة بالفعل بسبب ظروف السوق العالمية، ارتفاعا أكبر بسبب الطلب الإضافي الناتج عن هذه المسارات الأطول. وبالنسبة لشركات الطيران في الشرق الأوسط، يمكن أن تنتقل تكلفة هذه التعديلات إلى الركاب، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار التذاكر في المستقبل القريب.
Discussion about this post