كشفت لقطات مروعة سحابة دخان تتصاعد من موقع الغارات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية بلبنان، والتي تأتي بعد 6 موجات من الغارات على الأقلّ منذ يوم الثلاثاء الماضي، ويأتي القصف الإسرائيلي وسط تقارير تؤكد وجود خطة لوقف إطلاق النار في لبنان كـ “هدية” للرئيس المنتخب دونالد لترامب.
فيما شن الجيش الإسرائيلي، صباح الخميس، غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار إسرائيلي بالإخلاء. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، طلب عبر حسابه على منصة “إكس”، من سكان منطقتَي “شويفات العمروسية والغبيري الإخلاء”، مضيفا “أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله، حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب”.
واستهدفت الغارة الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، مناطق روضة الشهيدين في الغبيري بالضاحية الجنوبية، وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي وجه إنذار ًا بالإخلاء لسُكان حارة حريك وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية، وطالبهم بالإخلاء فورا قبيل بدء قصف هذه المناطق، بحسب سكاي نيوز.
الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية خلال 3 أيام
شهد لبنان في الأيام الأخيرة تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا، حيث نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مناطق متعددة في البلاد.
- في 13 نوفمبر 2024، استهدفت الغارات الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، مما أدى إلى تدمير ستة مبانٍ ومقتل ثمانية أشخاص في قرية دوحة عرمون، بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال.
- في 12 نوفمبر، شن الجيش الإسرائيلي خمس غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن تصاعد الدخان والانفجارات في العاصمة، ودفع معظم سكان المنطقة إلى النزوح.
- في 11 نوفمبر، استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً في قرية بمنطقة عكار شمال لبنان، مما أدى إلى مقتل 14 شخصًا، بينهم لاجئون سوريون.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، حيث تزعم إسرائيل حقها في التدخل عسكريًا لمنع تهديدات حزب الله، بينما يطالب لبنان بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي ينص على خلو مناطق جنوب لبنان من الأسلحة عدا أسلحة الدولة.
حصيلة خسائر القصف الإسرائيلي
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، أن خمسة أشخاص قتلوا في غارات جوية على بلدتي البازورية والجميجة. ولم تؤكد السلطات اللبنانية بعد الخسائر الناجمة عن ضربات يوم الخميس على الضاحية الجنوبية لبيروت والتي تم إخلاء معظم سكانها.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فإن الهجمات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 3365 شخصا وأصابت 14344 في مختلف أنحاء لبنان منذ شنت إسرائيل هجوما جويا وبريا كبيرا ضد جماعة حزب الله في أواخر سبتمبر، بعد ما يقرب من عام من الصراع عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة.
وقف إطلاق النار هدية ترامب
ومن جهته، أكد علي حسن خليل، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أمس الأربعاء، أن المفاوضين اللبنانيين توصلوا إلى تفاهم أولي مع المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين بشأن إطار لوقف إطلاق النار.
وأضاف خليل، في تصريحات تلفزيونية، إن هذا الاقتراح نُقل إلى الجانب الإسرائيلي من خلال هوكشتاين، رغم أن لبنان لم يتلق بعد أي رد أو تعديلات مقترحة من إسرائيل.
وصرح بأن أي صفقة محتملة يجب أن تستند بقوة إلى قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي تم تبنيه في عام 2006، لمساعدة الجيش اللبناني في إبقاء منطقة حدوده الجنوبية مع إسرائيل خالية من الأسلحة أو الأفراد المسلحين غير أولئك التابعين للدولة اللبنانية.
وأشار خليل إلى أن لبنان ليس لديه اعتراض على مشاركة الولايات المتحدة أو فرنسا في الإشراف على الالتزام بوقف إطلاق النار.
من جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن أملها في التوصل إلى هدنة قريبة، حيث أشار المبعوث الأمريكي آموس هوكستين إلى وجود “فرصة” لتحقيق وقف لإطلاق النار في لبنان.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مساعد مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لدونالد ترامب وجاريد كوشنر هذا الأسبوع إن إسرائيل تسارع إلى دفع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلى الأمام، وفقا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين اطلعوا على تفاصيل الاجتماع، بهدف تحقيق فوز مبكر في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب.
Discussion about this post