تزامنًا مع استئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل والجهود المصرية الحثيثة للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أقرب وقت، أشار الدكتور مصطفى الفقي، عضو مجلس الشيوخ والمفكر السياسي المخضرم، إلى الموقف المصري والعربي الثابت حيال القضية الفلسطينية والذي لن يتغير مهما تعاقبت الإدارات الأمريكية أو تغيرت استراتيجيتها باختلاف الرؤساء.
سيناريوهات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان
وأشار الدكتور مصطفى الفقي، في تصريحات لـ”عين مصر”، أنه من المبكر جداً التفكير في أن تكون إدارة ترامب داعمة للقضية الفلسطينية، فلا بدَّ من انتظار الخطوات التي سيتخذها الرئيس الأمريكي المنتخب حيال إسرائيل، بالإضافة إلى انتظار معرفة الوجوه الجديدة التي ستتولى ملف السياسة الخارجية الأمريكية.
وفيما يخص سيناريوهات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، كشف أنه لا يمكن توقع موعد وقف إطلاق النار إلا بعد رؤية ترامب رئيسًا فعليًا داخل البيت الأبيض يمارس صلاحياته، فهو الأقدر على فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل، مشددا على ضرورة وجود إرادة سياسية لوقف إطلاق النار فى غزة.
وذكر أنه تاريخيًا لم يستطع أي رئيس أمريكي إجبار إسرائيل على شيء، فمن يعولون على الموقف الأمريكي فهم واهمون، على حد تعبيره.
وأضاف أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ملتزمة بسياستها لإسرائيل ولن تتغير تلك السياسة بتغير الرؤساء الأمريكيين.
لا مفاوضات بدون مصر
وحول أنباء وقف المفاوضات بين حماس وإسرائيل عبر الوسطاء العرب، صرح عضو مجلس الشيوخ، بأن هذه أكاذيب يتم الترويج لها من قبل الإعلام الإسرائيلي من أجل دق إسفين بين العرب والفلسطينيين”.
وتابع: “عندى أمل كبير فى قمة الرياض أنها ستقوم بحشد دولي كبير للضغط على إسرائيل والدفاع عن غزة”.
وأوضح “الفقي”، أنه لا يمكن أن تستمر أى مفاوضات بين إسرائيل وفلسطين بدون مصر، كما أنه لا يمكن أن تتخلى قطر عن دور الوسيط من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت تصريحات الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلامية بالرياض، تؤكد رفض مصر مخططات تصفية القضية الفلسطينية، تعكس موقف مصر الثابت من قضية العرب الأولى، برفض العدوان وضرورة إحلال السلام، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس على حدود 4 يونيو عام 1967.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بالقمة، أن مصر ستقف ضد جميع المخططات التي تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين. وقال إن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، ولا نقبل العدوان على غزة ولبنان.
وأشار إلى أن مستقبل المنطقة والعالم، أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولي بأسره على المحك.
رسائل القمة العربية في الرياض للإدارة الأمريكية الجديدة
وأشار دكتور مصطفى الفقي، إلى “أن القمة العربية الإسلامية في الرياض كانت تأكيد لثبات المواقف العربية حيال القضية الفلسطينية، وتوصيل رسالة للإدارة الأمريكية مفاداها أنه لا يمكن التخلي عن المواقف الثابتة للعرب حيال القضية الفلسطينية وتوصيل رسالة للإدارة الأمريكية الجديدة بأنه لا يمكن تغيير الثوابت في الشرق الأوسط والتفكير في حل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم”.
وكان قادة دول وحكومات الدول العربية والإسلامية أكدوا على ضرورة بدء العمل على حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة والكيانات التابعة لها، تمهيدا لتقديم مشروع قرار مشترك للجمعية العامة – الجلسة الاستثنائية العاشرة (الاتحاد من أجل السلم)، على أساس انتهاكاتها لميثاق الأمم المتحدة، وتهديدها للأمن والسلم الدوليين، وعدم وفائها بالتزامات عضويتها في الأمم المتحدة، واستنادا إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بتاريخ 19 يوليو 2024.
وحول توقيت انعقاد القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض، قال إن توقيت عقد القمة صعب جداً لأنها جاءت بين فترة انتقالية تشهدها الإدارة الأمريكية مع رحيل جو بايدن والترحيب بالرئيس المنتخب دونالد ترامب، وأنها خطوة استباقية من أجل وضع الأمور في نصابها.
وتابع “علينا أن نطالب بالحد الأقصى من مطالبنا ونجسد المواقف العربية بوضوح قبل بدء الفترة الرئاسية الأمريكية الجديدة”.
أكاذيب تروجها إسرائيل
وأشار إلى أنه من أهم قواعد اللعبة السياسة أنه يجب دائماً أن تطالب بالحد الأقصى حتى تحصل على الحد الأدنى، لذلك لا ينبغي التفريط في حقوق الفلسطينيين.
ونوه إلى أنه يجب أن يشعر أهالي غزة والضفة الغربية ولبنان بأن الأمور تتحرك في صالحهم، وأن هناك قضايا يتم التعامل معها بجدية.
Discussion about this post