تبذل مصر جهوداً حثيثة من أجل وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، عبر اختراق جدار الصمت الرسمي بين الجانبين، حيث تواصل مصر وقطر جهودهما الحثيثة لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مدعومتين بمساندة قوية من المجتمع الدولي.
14000 صاروخ باتجاه إسرائيل
وتأتي الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في لبنان، وسط اشتعال الموقف ميدانياً بسبب القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، بينما أطلق حزب الله أكثر من 14000 صاروخ باتجاه إسرائيل حتى الآن، واستهدفت الضربات الإسرائيلية مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، في أعنف هجوم على الأراضي اللبنانية منذ بدء الحرب.
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أحياء جنوب بيروت التي تخضع لسيطرة حزب الله، وأصدر تحذيرات إخلاء شاملة جديدة في جميع أنحاء جنوب لبنان أمس الثلاثاء، مما أدى إلى دخول صراع إسرائيل مع حزب الله مرحلة جديدة في الوقت الذي بدا فيه أن الزخم الدبلوماسي يتزايد نحو محادثات تهدف إلى وقف إطلاق النار المؤقت.
وجاءت زيارة بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، إلى لبنان، اليوم الأربعاء، بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لنقل رسالة تضامن كامل ودعم من القيادة المصرية والحكومة والشعب المصري إلى شعب لبنان الشقيق وللحكومة اللبنانية في هذا الظرف العصيب. والذي بدوره، أكد رفض مصر القاطع للضغوط الخارجية والإملاءات التي يتعرض لها لبنان بشأن قضية الشغور الرئاسي وانتخاب الرئيس كشرط من شروط وقف اطلاق النار.
سلسلة ضربات صاروخية تستهدف الضاحية
وشهدت الضاحية الجنوبية سلسلة من الضربات، وهي ضاحية مكتظة بالسكان جنوب بيروت، بينما ارتفعت أعمدة من الدخان الكثيف فوق أفق المدينة بعد أن هزت موجة من الصواريخ المنطقة، مما دفع تلاميذ المدارس إلى الركض بحثًا عن ملجأ على بعد أميال من الانفجارات بينما كانت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلق في سماء المنطقة، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه ضرب أهدافًا لحزب الله، بما في ذلك مراكز القيادة ومواقع إنتاج الأسلحة. واتهم المجموعة بالتمركز في مناطق مدنية. وقالت السلطات اللبنانية إنها تقيم مدى الخسائر والأضرار الناجمة عن ضربات الضاحية.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء 14 بلدة وقرية في جنوب لبنان، وهي الموجة الثانية من مثل هذه التنبيهات في غضون 48 ساعة بعد ما يقرب من شهر بدونها. وقد تم بالفعل إخلاء بعض البلدات وتسويتها بالأرض إلى حد كبير بسبب الهجوم البري الإسرائيلي، الذي بدأ الشهر الماضي.
أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، أنه ضرب حوالي 100 هدف لحزب الله في جميع أنحاء لبنان خلال اليوم الماضي. وقالت وزارة الصحة اللبنانية في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إن أكثر من 30 شخصًا قُتلوا في الهجمات. وقالت السلطات الإسرائيلية إن الضربات من لبنان قتلت شخصين في شمال إسرائيل يوم الثلاثاء.
القتال بين حزب الله وإسرائيل يدخل مرحلة جديدة
وكان تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله هذا الأسبوع أكبر من المعتاد. ويأتي تفاقم الصراع على الرغم مما بدا أنه جهود متزايدة للتوصل إلى تسوية دبلوماسية. ويقول مسؤولون لبنانيون والأمم المتحدة إنه منذ بدء المواجهة في العام الماضي، قُتل 3200 شخص في لبنان ونزح أكثر من خمس السكان.
وفي الأسبوع الماضي، زار مسؤول إسرائيلي كبير روسيا لتقييم ما إذا كانت البلاد قادرة على المساعدة في فرض الهدنة في لبنان.
كرر رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي دعواته لوقف إطلاق النار في اجتماع مع الرئيس المصري.
وكانت حكومة ميقاتي اللبنانية تدفع باتجاه تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي أنهى آخر حرب كبرى بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006. ورغم أن الاتفاق اعتبر على نطاق واسع فشلاً ذريعاً في السنوات التي تلت ذلك، إلا أن المسؤولين اللبنانيين والأمريكيين ينظرون إليه اليوم باعتباره خريطة طريق محتملة للسلام.
رسالة البيت الأبيض إلى مصر
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، التزامها بتقييم الموقف الإنساني في غزة ومراجعة التزام إسرائيل بالقانون الأمريكي، موضحة أن الوضع الإنساني في القطاع لا يزال خطيرًا رغم الجهود المبذولة.
وقال البيت الأبيض إن مصر وقطر جزء من المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل، ونريد مواصلة الجهود للوصول إلى إتفاق.
وأضاف “نعتقد أن هناك طرقا ومبادرات للتوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل، وقطر ومصر منخرطتان بقوة”.
وأوضح البيان “ما نراه في غزة اليوم هو أمر مروع، لكننا نواصل المناقشات مع الإسرائيليين لتحسين الوضع الإنساني، ولا نزال نتواصل مع الجانب الإسرائيلي لتقييم الوضع الإنساني في غزة”.
ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية “واشنطن ستواصل تقييم التزام إسرائيل بالقانون الأمريكي، وليس هناك اى تغير فى الموقف او السياسة الأمريكية ، والوضع الإنساني في غزة لا يزال خطيرا”.
ولم تتوقف الجهود المصرية – القطرية، من أجل وقف العدوان على القطاع الفلسطيني، وسط تنسيق كامل يعمل على إنهاء الأعمال العسكرية الإسرائيلية، وتجنيب المنطقة حرب إقليمية لا يتحمل عواقبها أى دولة.
الجهود المصرية القطرية منذ بداية الحرب
وجاءت الجهود المصرية القطرية منذ بدء الأزمة كالتالي:
- في نوفمبر 2023، أسفرت الجهود المصرية القطرية على تحقيق هدنة مؤقتة للأعمال القتالية في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أثناء وقف إطلاق النار.
- أما في أغسطس 2023، أكدت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية أن الطريق أصبح الآن ممهدًا لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب القطاع، وتهدئة التوترات الإقليمية.
- في أكتوبر 2024، أجرى وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، اتصالا هاتفيه مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، بحثا فيه الأوضاع في غزة والتطورات في لبنان.
- وفي يوم الإثنين 11 نوفمبر 2024، أصدرت القمة العربية الإسلامية، التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، قرارا للأعراب عن الدعم الكامل للجهود الكبيرة والمقدرة التي بذلتها جمهورية مصر العربية ودولة قطر بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لإنجاز وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.
- في 13 نوفمبر 2024 ، سافر وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي إلى لبنان من أجل إعادة إحياء محادثات وقف إطلاق النار مرة أخرى.
Discussion about this post